*٧٠ عاما من الانتصارات والانكسارات .. وإعادة التصحيح
*أقول لكم بصراحة ومعي الملايين مثلي:
تسلحنا بالشجاعة .. والجرأة ومواجهة الصعاب بإرادة صلبة
*يكفي ثورة يوليو ١٩٥٢ تحرير البلاد من الاستعمار ومساندة حركات التحريرفي العالم العربي وإفريقيا وآسيا وأمريكااللاتينية
*نعم عجزت الثورة عن تحقيق الهدف السادس"إقامة حياة ديمقراطية"
"القوى الناعمة" ينسب لها فضل كبير في ترسيخ دعائم الثورة
*رحل عبد الناصر بعد أن ترك مساحة عزيزة من أرض مصر تحت الاحتلال.. فهل تلك مسئوليته أم كان ضحيةوطنيته الغالبة؟!
*ثم..ثم.. كأن مصر على موعد مع القدر
*ها هي الآن تخطو خطوات واثبة بقيادة الرئيس السيسي
*الاستفادة من أخطاء الماضي ولا تصفية لحسابات من أي شكل أو لون
*خمسة رياضة..
الأهلي والزمالك.. وإذابة الخلافات
أجيال جديدة شبت وهي لا تدري عن ثورة ٢٣يوليو ١٩٥٢ سوى اسمها وتاريخها وزعيمها ومع ذلك فإن أبناء هذه الأجيال توارثوا اعتزازهم بما سمعوه أو درسوه في المدارس والجامعات بل إن منهم من يندب حظه لأنه خرج للحياة دون أن يعيش ولو حقبة قصيرة من حياة جمال عبد الناصر الذي مازال حتى الآن مثارا لأخذ ورد ومعارضة وتأييد لسياساته وأفكاره وآرائه .
واليوم يمر ٧٠ عاما على ثورة ٢٣ يوليو وبالتالي القادرون على تقديم صورة متكاملة عنها قليلون.
لذا.. كم أنا سعيد الحظ أنني عشت مولد هذه الثورة عندما كان عمري وقتئذ لا يزيد عن الثالثة عشر عاما.. وأحمد الله أن مد لي في هذا العمر وأنا أشهد مصرا جديدة استلهمت من إيجابيات الثورة ما احتفظت به من سياسات جديدة أما السلبيات فقد نحتها جانبا حتى تكون إعادة البناء رائقة تتميز بالشفافية والموضوعية.. والتجرد من الهوى ولا مكان على أرضها في الوقت الحالي لتصفية الحسابات من أي شكل أو نوع.
***
وإنصافا للحقيقة يمكن القول إن ثورة ٢٣يوليو حققت من الانتصارات.. ما أضفت على قلوب المصريين البهجة والسعادة والأمل والتفاؤل.. في نفس الوقت الذي عرضتهم فيه لانكسارات على أبواب اليأس والإحباط..وفقدان أشعات ضوء لم يتصوروا يوما أنها يمكن أن تتخلى عنهم.. أو هم أنفسهم لا يطيقون التعامل معها.
والحمد لله.. أن نفس هؤلاء هم الذين نادوا بدعوات الإصلاح وطالبوا بإعادة تصحيح المسار وفي أحيان كثيرة كان لهم ما أرادوا.. فالمصريون والحمد لله.. يبقون دائما وأبدا في رعاية الله سبحانه وتعالى.
***
مرة كنت أشارك في ندوة ثقافية مقامة بإحدى الدول العربية وأذكر أن طالبة دراسات عليا وجهت لي سؤالا ينطوي على شبهة خبث..أو إثارة.. السؤال يقول: ما رأيك في جمال عبد الناصر..وهو الزعيم الذي مازال مثار خلاف حتى الآن رغم رحيله عن دنيانا منذ سنوات عدة مضت؟!
لم أناور ولم أحاول أن ألف أو أدور ..
أجبت في وضوح ما بعده وضوح.. لولا عبد الناصر ما تعلمت وما التحقت بالجامعة لأن أسرتي لم تكن تقدر على سداد المصروفات أما وإن جاء عبد الناصر ليقرر مجانية التعليم في جميع مراحله فقد أتيحت لي الفرصة التي لم أكن أتوقعها يوما وأحسب أن معي الملايين من أبناء هذا الوطن الذين كانت أسرهم توفر لهم بالكاد مقومات معيشتهم الأساسية.
ليس هذا فحسب بل لقد تسلحنا بفضل جمال عبد الناصر بأسلحة الجرأة والشجاعة وهزيمة الصعاب بإرادة صلبة وتلك كلها كانت نتاج سمات حكم لا يخشى زعيمه في الحق لومة لائم.. ولم يحاول أن يجعل التوازنات هي التي تحكم تصرفاته وسلوكياته وتصريحاته بل طالما واجه الشرق والغرب بكلمات نارية وخطابات علنية طالما هزت أرجاء العالم كله.
***
ولعل ذلك كله استثمره عبد الناصر في العمل على تحرير البلاد من الاستعمار البريطاني ثم انطلاقه إلى ما هو أبعد من خلال مساندته حركات التحرير في العالم العربي مثل تونس والجزائر والمغرب.. فضلا عن دول كثيرة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وسوف تبقى حكاية باتريس لومومبه زعيم الكونغو مضرب المثل في التضحية والفداء.. وذكرى خالدة لجمال عبد الناصر.
***
على الجانب المقابل لابد أن نعترف بأن زعماء ثورة يوليو لم يصبهم التوفيق في تحقيق الهدف السادس من أهداف ثورتهم وهو تحقيق حياة ديمقراطية سليمة.. وإن كان بعض المحللين والمؤرخين يعزون ذلك إلى المؤامرات الداخلية المتمثلة في جماعة الإخوان المسلمين ومعهم المضارون من قوانين الإصلاح الزراعي.. والحاقدون على ثورة يوليو.. وكلهم تكاتفوا لإثارة النزاعات ونشر الفوضى.. وتشجيع عمليات القتل والقتل المضاد مما اضطر جمال عبد الناصر ورفاقه إلى صرف النظر عن تحقيق الديمقراطية.. انتظارا لتحسن الأوضاع التي لم تتحسن للأسف خلال حياته.
***
في نفس الوقت كانت ثورة يوليو سعيدة الحظ بوجود قوى ناعمة استطاعت أن تقوم بدور خلاق لترسيخ دعائم الثورة وأعني بها المطربين والمطربات والكتاب والمؤلفين وعلى رأس هؤلاء عبد الحليم حافظ الذي أرخ للثورة في كل مراحلها وكوكب الشرق أم كلثوم التي كانت تسافر إلى فرنسا ومنها إلى بريطانيا وبعدها لتونس والجزائرلتلهب الناس حماسا وتعاطفا وتأييدا لمبادئ الثورة الأم.
***
أما القضية التي مازالت مثار جدل ومناقشة وأحسب أنها ستظل كذلك على مدى سنوات وسنوات وهي القضية التي تتعلق بتاريخ جمال عبد الناصر السياسي والتي بسببها يقول من يقولون إنه ترك البلاد ومساحة كبيرة من أرضها تحت الاحتلال الإسرائيلي الأمر الذي نسف معه كل إنجازات قد تحققت.
وتأكيدا للحيادية البحتة فإن الذين يقولون ذلك كثر.. في نفس الوقت فإن الذين يبرئون الرجل من هذا الاتهام كثرأيضا حيث يلتمسون له العذر بسبب تآمر العرب عليه.. وعلى حكمه فأخذوا يدبرون له المكائد والمؤامرات.. حتى انتهى به الحال إلى وقوع هزيمة ١٩٦٧ والتي أدت إلى انكساره وإحساسه الدفين بأنه أضر البلاد أكثر مما حقق لها نفعا.. ولولا انتفاضة الشعب وإصراره البات على التمسك بزعامته لحدث ما لا يحمد عقباه.
***
في النهاية.. اسمحوا لي بوقفة إمعان وتأمل وتدبر ..
إن مصر تبدو الآن وكأنها على موعد مع القدر بعد أن قيض لها الله سبحانه وتعالى قائدا يتحلى بالإخلاص والوطنية والنزاهة والشجاعة انتشلها من سراديب الظلام ليصعد بها إلى أطياف النور والصفاء إنه الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان على بينة من كل دقائق الأمور منذ أول ثورة يوليو ١٩٥٢ وحتى الإطاحة بحكم الإخوان الإرهابيين في ٣٠يونيو ٢٠١٣ليخطو الوطن العزيز خطوات واثبة في شتى مجالات الحياة من أول إقامة صروح التنمية حتى إعداد الإنسان إعدادا جيدا بلا عقد أو أزمات ويكفي أنه في سبيل ذلك لم يعد هناك أدنى مكان لتصفية الحسابات من أي شكل أو لون وذلك في حد ذاته أبهى وأفضل أشكال التغيير..
***
خمسة رياضة..
الأهلي والزمالك.. بعد مباراة الخميس..
كم أتمنى أن تعى الدرس القيادة في كلٍمن نادي الأهلي ونادي الزمالك بعد المشاهد التي دارت أول أمس بين فريقي الناديين.. وأيضا ما أسفرت عنه من نتائج..
أنا شخصيا أرى أن مستوى الناديين يكاد يكون واحدا .. فمرة هذا يتقدم قليلا ثم سرعان ما يتبعه الآخر والعكس صحيح بطبيعة الحال..
إذن.. لو كانت هناك ذرة ذكاء واحدة لالتقتالقيادتان لقاءات صفاء ومودة وأخرى تستهدف مصلحة الكرة في مصر بصفة عامة..
لقد أبدع فريق الزمالك في الشوط الأول وكان الأهلي متراجعا متخاذلا.. مهزوزا..
ثم سرعان ما تغير الوضع في الشوط الثاني ولكن بنفس الثوابت وذات الأداء حيث أبدع فريق الأهلي واكتفى فريق الزمالك بالفرجة على لاعبي الأهلي وأيضا على المشجعين الذين بدوا في أحلى صورهم.
هنا يسأل من يسأل:
ألا تؤدي مثل تلك اللقاءات إلى تكبيل روح التنافس مما يفقد المباريات رونقها ومذاقها الخاص..؟!!
لا طبعا.. فالمنافسة الجيدة تحقق نتائج جيدة والفريق القوي يفتح الطريق لفريق قوي آخر.
لكن من يقرأ ومن يسمع ومن يتعلم..؟!!
عموما.. أنا شخصيا أهنئ نادي الزمالك على إصراره وعلى تفوقه الذي يعمل بشتى السبل والوسائل على الحفاظ عليه مهما كانت الظروف والعقبات.
كما أقف محييا النادي الأهلي الذي لم يرض لاعبوه لأنفسهم أن يتهموا بالتراخي أو بفقدان الحماس..
..و..ولعل الرسالة تكون قد وصلت لكل الأطراف.
***
مواجهات
*تُرى.. كم من زملاء أو أصدقاء عاصروا ثورة يوليو مازالوا يحتفظون حتى الآن بأسرارها وإنجازاتها وإخفاقاتها..؟!
***
*صديقي أو من كان صديقي ظل يوهمني بأنه ابن الثورة البار لأكتشف أنه من أكبر المنافقين وأبلغ المستغلين وأشهر من تاجروا بالقيم والمبادئ.
***
*نصحوني بتجاهل من تعمد الإساءة لي سواء بقصد أو بدون قصد..
رددت: أنا أوافق بشرط أن يعيد لي كل ما ستر جسده وقلبه وعقله من أشيائي الخاصة التي كنت أبخل بها على نفسي وأفضله عليّ.
***
*أنا شخصيا لا أمنّ ولا أعاير لكن بالله عليكم ماذا أقول لإنسان متفرغ لاقتناص حقوق غيره ويمضي الليل والنهار في جمع المال ومازال يتوهم حتى الآن أنه قد ولد وفي فمه ملعقة من ذهب..؟!
يا رجل.. ألا تستحي من نفسك وأنت تعلم يقينا أن السيد الوالد كان تباعا في أحد معسكرات الجيش البريطاني بالإسماعيلية.
***
*والله.. والله كل هؤلاء الذين يتبادلون غداءهم وعشاءهم معا ليسوا سوى أعضاء عصابات.. سيأتي عليهم يوم يحاول كل واحد فيهم قتل الآخر بالضبط مثلما حدث مع قاتل المذيعة شيماء جمال وغيره.. وغيره..
***
*أخيرا اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم أمير الشعراء أحمد شوقي:
اليوم نسود بوادينا
ونعيد محاسن ماضينا
ويشيد العز بأيدينا
وطن نفديه ويفدينا
وطن بالحق نريده
وبعين الله نشيده
ونحسنه ونزينه
بمآثرنا ومساعينا
***
و..و..وشكرا