مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 29 يوليه 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*هكذا.. تسطع شمس العدالة.. الفقراء يتقدمون

بعد سقوط نظرية.. "دعوا الأثرياء يزدادون ثراء"

*برامج الحمايةالاجتماعية.. ودعمها أولا بأول.. كفيلة بتغيير المجتمع كله

*الدعم النقدي أثبت جدواه.. رغم حملات التشكيك

*لقمة العيش تشغل بال الناس جميعا في أرجاء العالم

*زيادة معدلات التضخم.. تؤرق الحكومات وسط تحذيرات من الأمم المتحددة من الموت جوعا!

*سباق نحو رفع أسعار الفائدة.. لعل وعسى!

*بنك مصر.. قيادة واعية.. ونجاح غير مسبوق

*محمد الإتربي يشهد له الجيران.. بالكفاءة وحسن الخلق

*الشكر واجب للأمريكان على تعهدهم بتنفيذ اتفاقيات نهر النيل

*الآن لم يعد مجموع الـ100% أملا.. بل "إرثسيئ السمعة"

*جميل أمين أستاذ تحاليلطبية.. أصابه كورونا.. فتدهورت حالته الصحية وظل ينتظر ساعة الرحيل

*الآن استكمال مسيرته معلق في رقبة ابنه وابنتهوتلميذته النجيبة آمال

*خمسة رياضة.. وخمسة فن..

الفقراء في مصر الذين كانوا يوما ما مثار تندر البعض ومعايرة البعض الآخر فضلا عن غصة حلوقهم التي تزداد اشتعالا وإيلاما.. أخيرا جاءهم من يعيش حياتهمويصر على ضرورة تحسين أحوالهم مهما كلف ذلك الدولة أو الحكومة من نفقات أو اعتمادات مالية.

إن برامج الحماية الاجتماعية التي تم الإعلان عنها منذ أيام والتي بموجبها تتحمل الحكومة تكلفتها التي تقدر بـ11 مليار جنيه تعد طفرة حقيقية في تحسين معيشة هؤلاء المواطنين الذين كانوا يوصفون حتى وقت قريب بالغلابة.. إذ أن مساعدة هذه الفئة على مواجهة ارتفاع الأسعار وكذلك الآثار السلبية التي نتجت عن بطء الاقتصاد العالمي أو تراجعه أو حتى انهياره..

***

وهنا أود أن أتوقف برهة لمقارنة الرؤية الواقعية لمجريات الأمور اليوم في مصر اليوم ونظيرتها خلال حقبات زمنية سابقة.

في الماضي كانت النظرة الغالبة تقوم على فكرة تثير الدهشة والعجب.. مؤداها أن الأثرياء كلما ازدادوا ثراء سوف ينعكس هذا الثراء على الفقراء الذين سيحصدون تلقائيا نتاج من أصبحوا أشد حرصا على جمع الأموال والحفاظ عليها سواء داخل البيوت أو في خزائن البنوك.

طبعا.. بمرور الوقت ثبت فشل هذه النظرية والدليل أن عدد الفقراء كان يقفز أضعافا وأضعافا مع طلعة كل صباح.

الآن أصبح الفقير نفسه هو الذي يسعى إلى ما يحسن مستوى معيشته من خلال المشروعات الصغيرة التي توفرها له الدولة والمساعدات المالية التي تخصص لأصحاب الدخول المخفضة والمخفضة جدا بمن فيهم أصحاب المعاشات.

ليس هذا فحسب بل حرصت الدولة على تشجيع الدعم النقدي وهو ما كانت ترفضه حكومات عديدة سابقة في نفس الوقت الذي تم فيه زيادة عدد الأسر الفقيرة التي تستفيد من برامج تكافل وكرامة هذه الزيادة التي بلغت مليون أسرة جديدة دخلت تحت مظلة هذا البرنامج.. 

*** 

وغني عن البيان أننا جميعا ندرك جيدا أن الأزمة الاقتصادية تعم الدنيا كلها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وها هم الكبار وكبار الكبار يبدون حائرين بشأنالإجراءات التي يتعين عليهم اتخاذها فتارة يتشجعون ويرفعون سعر الفائدة وتارة أخرى يتراجعون ثم يضطرون صاغرين للعودة إلى ما سبق أن فكروا فيه ثم صرفوا النظر عنه.. مثلا قام ما يسمى بالمجلس الاحتياطي الاتحادي النقدي الأمريكي برفع الفائدة على الدولار للمرة الرابعة على التوالي.. ثم سرعان ما سارت دول الاتحاد الأوروبي على نفس النهج الأمريكي ومع ذلك يظل السؤال: هل انخفضت معدلات التضخم؟

الإجابة بالنفي طبعا بل هناك بلدان تعقدت فيها الأزمة أكثر وأكثر.. مثل بريطانيا التي تعاني الآن من شبه شلل تام في مختلف المرافق بسبب إضرابات العاملين للمطالبة برفع أجورهم.

أيضا فرنسا التي أعلنت حكومتها خفض الإنفاق بنسبة 3% في موازنة العام القادم.

نفس الحال بالنسبة لألمانيا التي يكاد أهلها يلقون أنفسهم تحت عجلات السيارات أو القطارات لأنهم أصبحوا أسرى لقمة العيش التي يخشون ألا يجدونها غدا..أو بعد غد.

*** 

الأكثر والأكثر أن الأمم المتحدة بدلا من أن تحاول وتجتهد وتكد في سبيل إيجاد الحلول نراها قد تحولت إلى الولولة والبكاء على أطلال الماضي وبصراحة بدا أمينها العام وهو يقف متحدثا عن الأزمة الاقتصادية كأنه شخص تائه زائغ البصر لا يعرف من أمر نفسه شيئا.. إذ يكفي قوله بأن العام القادم سوف يشهد ظاهرة موت الملايين جوعا.. باعتباره أسوأ عام يمر على البشرية جمعاء.

*** 

وقد خطر إلى ذهني وأنا أتحدث عن تطورات الأزمة الاقتصادية في العالم اسم خبير اقتصادي وبنكي من الدرجة الأولى هو محمد الإتربي رئيس مجلس إدارة بنك مصر.

أما السبب في هذا التمعن أن البنك في عهده حصل على 23 جائزة وفقا لما نشرته الجمهورية أول أمس.

بديهي من يصل إلى هذه المكانة وذلك الإنجاز المتميز والمتميز جدا لابد أن تكون له مواصفات خاصة وهي مواصفات يشهد بها جيران رئيس مجلس إدارة بنك مصر قبل عملائه وموظفيه وأنا واحد منهم.. فهو رجل -والحق يقال- دمث الخلق حلو اللسان يعرف كل صغيرة وكبيرة عن أسرار البنك وخزائنه وعن موظفيه فردا فردا.

فعلا.. النجاح له أصحابه ومريدوه.

*** 

وهذه كلمة واجبة في حق من توصف علاقاتنا معهم بالإستراتيجية ألا وهم الأمريكان الذين أعلنت بالأمس حكومتهمالمتمثلة في سفارتهم بالقاهرة أنهم يضمنون أمن مصر المائي وأنهم ملتزمون بتسوية قضية سد النهضة.

شكرا.. وأرجو الاستمرار على نفس النهج وذات الحماس لاسيما وأنهم أولا وأخيرا يدافعون عن حقوق مشروعة بعيدا عن السياسة الكريهة المسماة في علم السياسة الدولية "اخطف واجري"!

لا يا سادة هذا كان في زمن العصور الغابرة وليس زمن التحضر والرقي واحترام حقوق البشر وعدم التدخل في شئونهم الذاتية.

*** 

ثم.. ثم.. نظرة على قضية الساعة بالنسبة لنا نحن المصريين أقصد نتيجة الثانوية العامة التي أصبح الحصول على مجموع 100% بمثابة جريرة يجب التنصل منها.

هل تذكرون يوما كان الطلبة وأولياء أمورهم يتباهون بهذه النسبة الخيالية والتي طالما اعترضنا عليها وانتقدنا التمسك بها.

ها هو الوزير طارق شوقي يعلن بصراحة أن عهد المائة في المائة قد انتهى إلى غير رجعة.. لأنه يعبر عن مرحلة من مراحل الصم والحفظ وانعدام الإبداع وتدهور الملكات والمواهب.

عموما.. أي شيء في هذه الحياة يمكن تطويعه لمن يرد وعدم تطويعه لمن يرد أيضا.

***

وهذه لفتة إنسانية .. أختص بها رجلا عالما وطبيبا نابها يتسم بالإخلاص لمهنته والأمانة العلمية مع تلاميذه ومرضاه..

إنه د.جميل أمين أستاذ التحاليل الطبية والذي أعترف بأني أدين له بالفضل حيث لم يتوان يوما عن إسداء نصيحة أو تلبية طلب زيارة منزلية لي أو لأي فرد من أسرتي أو حتى أصدقائي ومعارفي..

لقد قالت لي بالأمس تلميذته ومساعدته د. آمال عبد المسيح إن الطبيب العالم قد داهمه فيروس كورونا وهو المريض بالسرطان فلم يتحمله جسده الواهن.

رحم الله د.جميل أمين ورجائي من ابنه وابنته وتلميذته د.آمال أن يسيروا على دربه وأن يتخذوه قدوتهم ومثلهم طوال حياتهم.. مثل هذا العالم يستحيل أن ينسى بحال من الأحوال.

*** 

خمسة رياضة..

وهل كان واردا أن ينهزم النادي الأهلي أمام مصر المقاصة؟

الإجابة.. عكس ما يتوقع الكثيرون نعم.. فالنادي الأهلي للأسف لم يعد النادي الأهلي المعلم والصديق الذي يريد إقناع مؤيديه بتشجيعه بل بات كل همه أن يلعب بأقل الخسائر حتى ولو فاز بهدف واحد..

سبحان الله العظيم..

*** 

وخمسة فن.. 

أنا شخصيا أحيي الفنان هاني شاكر على تمسكه بموقفه وإصراره على الاستقالة من رئاسة نقابة الموسيقيين فهذا خلاف مرات سابقة ذكر فيها نفس الكلام دون أن يتخذ إجراء إيجابيا..!

نصيحة للأخ هاني.. 

إما الفن وإما تضييع الوقت في مهاترات ومشاحنات وخناقات ورد على اتهامات في أغلب الأحيان تكون كاذبة.

إبدع يا رجل وركز على الاهتمام بنفسك فالآخرون في معظم الأحيان لا يقدرون تضحيات الرجال.

*** 

             مواجهات 

*القائد أو الزعيم الذي يصر على الاستمرار في الحرب وهو يعرف أن أناسا مغلوبين على أمرهم سوف يموتون.. فلن يغفر الله له أبدا.

*** 

*ثلاثة أحاسيس عاطفية تحكم حياتي..

الخوف من الحب والفضول للمعرفة والشفقة على إنسان لا يستحق حتى أن تقترب منه.

"برتراند راسل"

*** 

*فرق بين إنسان.. كلما حلت به كارثة يلقى أسبابها على غيره وكلما جاءه رزق من عند الله.. أغلق على نفسه الباب وأخذ يلتهم ما لذ وطاب.

*** 

*لا يولد البشر أغبياء بل جهلة ولكن نظم التعليم هي التي وراء غبائهم.

"إرسطو"

*** 

*وأعجبتني هذه الكلمات:

لو كان الإنسان يستطيع اختراق تفكير الآخرين فسوف تذوب الصداقة كما يذوب الثلج تحت أشعة الشمس.

*** 

*بالمناسبة صديقي أو من كان صديقي أصبح يتفنن كل يوم فيما يؤذي به الآخرين وطبعا أنا منهم.

..و..وعندما واجهته نفى نفيا قاطعا ما أوجهه له من اتهامات وطلب حضور شخص ثالث ليحكم بيننا وكانت المفاجأة أن هذا الشخص هو الذي سبق أن لدغ من سلوكه المشين مرات ومرات.

*** 

*بعد أن أيقن أنه أصبح منبوذا من الجميع جاءني ليقدم رجلا ويؤخر أخرى ويسأل في صوت خفيض:

هل تدلني على طريقالسعادة؟

أجبت دون تردد:

طالما كنت عاجزا عن إيقاظ ضميرك فلن تجد خيرا في دنياك وآخرتك.

*** 

*الأحمق والمغرور صنوان!

*** 

*ثبت بالدليل القاطع أن الحذر في الحب ينجي من المهالك بكل أنواعها.

*** 

*إذا علمت ابنك كيف ينتقم من عدو أو صديق فإنما تكون قد غرست نبتا شيطانيا في أرض غير صالحة.

*** 

*الكاتب الذي يكثر من استخدام علامات الاستفهام والتعجب هو بكل المقاييس كاتب عبقري.

*** 

*وها نحن نأتي إلى حسن الختام..

اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم أبو القاسم الشابي:

خلقت طليقا كطيف النسيم 

وحرا كنور الضحى في سماه

تغرد كالطير أين اندفعت

وتشدو بما شاء وحي الإله

وتمرح بين ورود الصباح

وتنعم بالنور أنى تراه

وتمشي كما شئت بين المروج

وتقطف ورد الربى في رباه

*** 

و..و..وشكرا