سمير رجب يكتب فى المصرى اليوم " الوزير صاحب العينين الزرقاوين وفرحة لم تستمر طويلاً! "

بتاريخ: 21 يناير 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

قليلون هم الذين يغادرون مواقعهم وقد تركوا بصمات تظل شاهدة على اجتهادهم وجهدهم لمدة سنين طويلة..

وبالتالى عندما يأتى من يشغل نفس هذه المواقع بعدهم.. فربما يجد صعوبة قد تحول بينه وبين تحقيق النتائج المرجوة سواء على المستوى الشخصى.. أو المستوى العام.

من هنا.. فإن قطاع السياحة فى مصر مازال يذكر بالخير اسم عادل طاهر الذى عمل وكيلا للوزارة ما يقرب من عشرين سنة ولم يكن يغضب.. أو ينتابه اليأس كلما جاءوا بغيره وزيرا..

ليبقى هو الأداة المحركة لمجريات الأمور كلها..!

ثم..ثم.. شاءت الظروف أن يتحقق الأمل لكن للأسف سرعان ما أطاح به تغيير غير متوقع بعد ثمانية شهور فقط.. وبذلك انتقل إلى صفوف أرباب المعاشات.. ورواد النوادى..!

 

■ ■ ■

اتسم عادل طاهر بحلاوة المظهر.. فقد كان فارع القامة أزرق العينين، حيث قدم من سلاح الفرسان الذى لم يكن يلتحق به.. إلا من لهم مواصفات خاصة..!

استوعب الرجل العمل السياحى خلال فترة وجيزة.. وأنا شخصيا أتصور أنه لو كان موجودا الآن ما وصل حال السياحة عندنا إلى ما هى عليه..!

■ ■ ■

ولقد حرص عادل طاهر على أن ينظر دائما إلى الأفق البعيد فليس، معقولا أن يأتى إليك السياح بينما نحن نكتفى بترديد مقولات نظرية حول حضارة السبعة آلاف عام.. وثلث آثار العالم، إذ لابد من الترويج.. والتسويق.. والمشاركة فى المؤتمرات.. وعقد الاتفاقات مع أكبر عدد من الحكومات والمنظمات العامة والخاصة..!

وأذكر أن عادل طاهر لم يدع مؤتمرا من مؤتمرات «الأستا».. إلا وعمل على إثبات التواجد المصرى من خلال وفد يضم خبراء وإعلاميين على أعلى مستوى.. وللعلم «الأستا» هى منظمة أمريكية شهيرة تضم وكالات السفر والسياحة التى فاق عددها الآن ما يزيد على الألف شركة ومنظمة، ومن سياسة تلك المنظمة عقد مؤتمرها السنوى فى إحدى الدول الواعدة سياحيا.. والتى تتوفر لديها المقومات الجاذبة بشتى ألوانها.. وأنواعها..!

■ ■ ■

شهدت مدينة ريو دى جانيرو البرازيلية مؤتمرا من تلك المؤتمرات والذى أعدوا له إعدادا يفوق الخيال، وشارك الوفد المصرى برئاسة عادل طاهر مشاركة فاعلة، حيث خُصص لنا جناح ضخم داخل المعرض الكبير.. وأقمنا عدة حفلات أحيتها فرق الفنون الشعبية وقدمنا خلالها الأطعمة المصرية الشهيرة..!

وقد وجه لى عادل طاهر الدعوة أنا وعدد من الزملاء الصحفيين للسفر إلى البرازيل.. لكنى اعتذرت فى آخر لحظة، الأمر الذى ضايقه كثيرا وهو الرجل المنضبط خصوصا أنه يعد للمؤتمر قبل شهرين من انعقاده..!

بديهى.. لم ينتظرنى.. أو ينتظر غيرى.. فقد سافر ومعه باقى أعضاء الوفد إلى ريو دى جانيرو فى رحلة استغرقت نحو 18 ساعة متصلة..!

بعد يوم أو يومين.. التقيت وزميلى محيى السمرى الذى يعد حتى الآن واحدا من أشهر محررى السياحة والطيران فى مصر وخلال حديثنا اقترح محيى أن نلحق بعادل طاهر ومن معه..!

كيف.. والمسافة بعيدة.. ومواعيد الطائرات قد لا تسعفنا، المهم.. عقدنا العزم ليفاجأ عادل طاهر بنا أمام عينه وسط صالة فندق «كوبا كابانا بالاس».

وهو واحد من أجمل فنادق العالم..!

ضرب الرجل كفا بكف وهو لا يكاد يصدق نفسه.. ثم سرعان ما ذاب الجليد..!

 

■ ■ ■

الآن.. السؤال الذى يدق الرؤوس بعنف:

أين نحن من مؤتمرات «الأستا» تلك.. وهل هذه المنظمة مازالت موجودة.. أم توارت واختفت..؟!

طبعا.. إنها قائمة وتمارس نشاطها.. وتعقد مؤتمراتها السنوية داخل أمريكا وليس خارجها، بينما مصر لا تشارك ولا تتفاعل.. ولا تتواجد بأى صورة من الصور..!

نعم.. الظروف صعبة بعد أحداث يناير! ونحن ندرك أن السياحة الوافدة إلينا تأثرت تأثرا بالغا.. لكن لقد كان هذا أدعى لأن نتحرك بإيجابية.. لا أن نضع أيادينا على خدودنا انتظارا للمصير المجهول..!

لقد تعود عادل طاهر على أن يأتى بعد كل رحلة من رحلات «الأستا».. يحمل معه كشفا بنتائج المؤتمر..

وبالاتفاقات التى عقدتها شركات السياحة مع نظيراتها الأوروبية والأمريكية..!

أما الآن.. فهذه الشركات تشكو من جفاء الحكومة تجاهها..!

والسبب للأسف يكمن فى شخص وزير السياحة السابق الذى كان يرفض مقابلة رئيس أى شركة إلا إذا بعث لمكتبه بإيميل يوضح فيه سبب المقابلة، بعد ذلك يفكر سيادة الوزير ما إذا كان يقبل أو يرفض.. وفى أغلب الأحيان لم يكن سكرتير أو سكرتيرة مكتبه ترد أصلا على الإيميل..!!

من هنا.. عندما بادرت الوزيرة الجديدة بعقد اجتماع مع مستثمرى السياحة بعد حلفها اليمين مباشرة.. ساد جو من التفاؤل، فقد تدور العجلة وهى التى توقفت طويلا وكثيرا..!

والله الموفق..!

 

(كبسولات)

■نعم.. لقد بقى وزير التربية والتعليم فى موقعه مما يدل على أن أداءه حتى الآن يعد مقبولا، ومع ذلك فإنى أهمس فى أذنه بأن الدروس الخصوصية اشتدت ضراوة هذه الأيام أكثر من أى وقت مضى..!

إن ساعة اللغة العربية لطلبة الإعدادية بـ200 جنيه والرياضة بـ300 نفس الحال بالنسبة للعلوم.. حتى الدراسات الاجتماعية لم تسلم من الغول الرهيب.. أين وعود سيادتك..؟!

 

■ ■ ■

 

■ الدكتور العالم مفيد شهاب بعث لى برائعة من روائع الإمام الشافعى.. وهأنذا أقدمها بدورى لك:

لا تهدم الجسور التى أقمتها وعبرتها.. فربما تحتاجها للعودة يوما ما..!

■ ■ ■

■ د.سعد الدين إبراهيم مصرّ على المكابرة وعلى الزعم بأن زيارته لإسرائيل كانت للجامعة.. وليس للحكومة..!

الأدهى والأمر أنه لا يعتبر كل ما يجرى لهدم العالم العربى إنما يصب فى مصلحة إسرائيل..!

حرام عليك يا رجل..!