مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 09 سبتمبر 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

* فلاحو مصر.. راضون.. وفخورون

*اعتراف الدولة بدورهم في تحقيق الأمن الغذائي أسعدهم كثيرا

*لأول مرة عيد 9 سبتمبر.. "شكل تاني"

*مظلات "حياة كريمة".. استهدفت أعدادا هائلة من أصحاب الأيادي الخشنة

*وهم لا ينسون أبدا.. قول أحمد عرابي أمام الخديو توفيق عام 1881:

لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا.. ولم نخلق تراثا أو عقارا

*خميس الفرحة

برنامج الحماية الاجتماعية بدأ تنفيذهبالكامل أول أمس بالحق والعدل 

*.. وتذكروا.. يا أولو الألباب 

*أهم تحديات رئيسة حكومة بريطانيا.. قوائم انتظار المرضى 

*نحن في مصر والحمد لله.. مبادرة 100 مليون صحة.. اقتحمت أصعب الصعاب

*لعبة الطاقة.. سلاح المتحاربين الجدد 

*شكرا دولة الإمارات.. إلغاء الكفيل.. خطوة حضارية متقدمة

عاش الفلاحون المصريون شأنهم شأن فئات عديدة ظروفا اجتماعية واقتصادية صعبة على مدى عقود وعقود.. 

نعم.. ربما تكون أحوالهم قد تحسنت بعد ثورة 23 يوليو 1952 بإصدار قوانين الإصلاح الزراعي وتحديد الملكية وإعادة توزيعها لتشمل صغار الفلاحين وأيضا إنشاء جمعيات الإصلاح الزراعي وبنوك التنمية الزراعية وما إلى ذلك..!

لكن لم تكد تمر سوى سنوات قليلة بعد ثورة يوليو حتى ظهرت مشاكل جديدة أمام الفلاحين أهمها عدم عدالة توزيع المبيدات والأسمدة وتعنت بنوك الائتمان الزراعي بخصوص الفوائد والفوائد الباهظة وما تبعها من أحكام بالسجن أو بالتهديد بإيصالات أمانة ربما لم يسمعوا عنها من قبل أو لم يتصوروا أنها يمكن أن تكون يوما سيوفا مصلطة فوق رقابهم حتى يوم الدين.

ومع ذلك كلما كان الاحتفال بعيد الفلاح يتكرر يوم 9 سبتمبر كل عام وغالبا ما كانت مظاهر الاحتفال تقتصر على خطب ذات كلمات رنانة ووعود تلو الوعود التي لم تخرج إلى حيز التنفيذ إلا فيما ندر.

الآن تغيرت أحوال الفلاحين تماما وأصبحوا يشكلون دعامات أساسية من دعائم النهضة الشاملة التي تعيشها مصر حيث أصبحت كلمتهم مسموعة ومشاكلهم تجد طريقها للحل دون تسويف أو إبطاء.

وعندما سمع الفلاحون د.مصطفى مدبولي رئيس الوزراء وهو يشيد بجهودهم ويقوي من عزائمهم سادتهم مشاعر العزة والفخار والمباهاة..

لقد أعلن د.مدبولي أن الدولة تقدر تقديرا بالغا الفلاح المصري الأصيل وتثمن دوره المهم في تحقيق الأمن الغذائي.

هنا.. انفرجت الأسارير وعلت البسمة الشفاه.. كل الشفاه.. 

وقد تصادف أنني كنت في هذا اليوم في زيارة لقريتي شنشور التابعة لمحافظة المنوفية وهناك التقيت بأبناء عمومتي وأخوالي طارق وأحمد وأسامة وماهر وأبو شادي وغيرهم وغيرهم.

وقد أجمعوا على أنهم يعيشون هذه الأيام حياة تغمرها مشاعر السعادة والبهجة ويتعهدون في نفس الوقت على بذل مزيد من الجهد والكد والعمل والإنتاج.

إنهم يقولون مثلا إن إعلان الدولة صراحة بإسهامنا في تحقيق الأمن الغذائي يلقي علينا مسئولية في هذا الصدد تفوق ما وضعناه في اعتبارنا منذ سنوات مضت وهم يدللون على كلامهم هذا بحصيلة تصدير الإنتاج الزراعي خلال الشهور الماضية والتي تجاوزت الخمسة ملايين طن متمثلة في الموالح والبطاطس والبصل والطماطم والفراولة والفاصوليا والثوم والبطيخ..

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن البطاطس المصرية بالذات أصبحت تلقى سمعة عالمية بالغة الجودة وهي التي سبق أن كانتفي سنوات ماضية محل اعتراض بعض المستوردين ورفضهم قبولها.

أعود وأكرر هذا كان زمان عكس الآن حيث ترتفع هامات المصريين ويدوي اسم بلادهم في الآفاق.. نظرا لإجادتهم أعمالهم.. انطلاقا من حسن عمق الانتماء ومن زيادة الوعي وإعادة إصلاح مساره عن قناعة ورضا.. 

*** 

واستمرارا في ترسيخ ملامح ودعائم الصور المضيئة فقد شهدت البلاد يوم الخميس الماضي أول أمس حدثا تاريخيا مهما ألا وهو البدء في تطبيق برامج الحماية الاستثنائية بما استحق أن يطلق عليه خميس الفرحة حيث ارتفع عدد المستفيدين من مشروع تكافل وكرامة إلى 22 مليون مواطن فضلا عن إصدار مليون ونصف مليون بطاقة خدمات متكاملة وكذلك صرف مساعدات مالية لتسعة ملايين و100 أسرة لمدة 6 شهور..!

وهنا اسمحوا لي أن أتوقف معكم لحظة.. كل هذه المساعدات الاستثنائية والإنسانية لا تستهدف فقط تحسين حياة الكثيرين من أبناء هذا الوطن بل إنها تمنع عنهم سلبيات عديدة طالما مثلت كابوسا ثقيلا بالنسبة لهم وأعني الإحساس بالحاجة في نفس الوقت الذي يمنع "الحرج" .. رجالا وسيدات من مجرد الشكوى مما صارت إليه أحوالهم.

الآن.. كل شيء يتم في هدوء وسكينة.. لاحترام بالغ بإنسانية الإنسان.

*** 

على الجانب المقابل فإني أرى أن الأمور تستوجب عقد مقارنة سريعة بيننا وبين غيرنا واخترت لكم أن يكون هذا الغير.. بلاد الإنجليز أي بريطانيا التي سبق أن أطلقتعلى نفسها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.

منذ أيام تولت رئاسة الحكومة سيدة مناضلة مثقفة أعلنت فور تسلمها المسئولية أن التحدي الأعظم بالنسبة لها يتمثل في طوابير انتظار المرضى.. الذين يحتاجون إلى علاج طويل الأمد أو متوسط الأجل أو حتى قصير الأمد والعلاج المقصود ليس إجراء العمليات الجراحية فحسب بل أيضا ما يتعلق بالدواء وبالتشخيص والأسرة داخل المستشفيات.

هذا هو الحال في بريطانيا.. إذن فلتحمدوا الله سبحانه وتعالى على ذلك الاقتحام الجريء لمشكلة طوابير الانتظار.. منذ أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة مائة مليون صحة ليقتحم أصعب الصعاب وليلقى المرضى الذين سبق أن فقدوا الأمل في الحاضر والمستقبل من يمد لهم يده لكي ينالوا العلاج والدواء والمتابعة الطبية الدائمة والمستمرة.

*** 

أخيرا.. لابد أن يدور بأذهانكم سؤال أو أسئلة حول تطورات هذه الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.

بصراحة.. واضح أن الناس في شتى بقاع الأرض أخذ الملل يتسلل إلى قلوبهم وعقولهم لا لشيء إلا لأنهم أصبحوا يستيقظون في الصباح ليستمعوا إلى نفس التصريحات أو يشهدوا بعيونهم صور القتل وسفك الدماء التي أغمضوا عيونهم عليها في المساء..و..و..!

الأهم.. والأهم.. أن هناك سوء تقدير من جانب الأطراف المتعددة.

مثلا.. الرئيس الروسي بوتين يقف مهددا ومؤكدا أن بلاده ليست من تلك الدول التي تؤثر فيها العقوبات الاقتصادية بل هي التي ستحول تلك العقوبات إلى سياط تلهب ظهور من ابتدعوها والذين قد يمضون شتاء قارس البرودة.. عاتي الرياح دون أن يجدوا ما يدفئ أجسادهم أو بيوتهم أو مكاتبهم التي انقطعوا عن الذهاب إليها.

يا أيها المتحاربون نرجوكم..نرجوكم.. ارجعوا إلى كلمة سواء.. لعل وعسى..

*** 

أخيرا.. أختم هذا المقال بتحية دولة الإمارات العربية بسبب إلغائها نظام الكفيل.. هذا النظام الذي طالما أساء لسمعة أصحابه رغم أنه لم يحقق لهم أية فوائد تذكر.

الآن.. كل من يريد الذهاب إلى الإمارات تفتح له الأبواب دون قيود أو عقبات أو شروط أو صعوبات ثم يغادرها متى يشاء شأنه شأن أي مواطن إماراتي.

شكرا.. مرة أخرى ونرجو أن تأخذ باقي دول الخليج نفس الخطوة وتطبق ذات الإجراء ولتطمئن إلى أن ديارها سوف تكون مصانة ومحفوظة بفضل الله.. وبإرادة من يجيء إليها.. طائعا مختارا يسهم مع أبناء البلد فيما يقومون به من جهود لتحقيق الأماني المنشودة والإنجازات التي تجمع الضيف والمضيف حول غرض واحد.

*** 

   مواجهات

*سبحان الله العظيم.. 

لقد قال رب العزة والجلال

:" أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة". 

.. وهذه هي الملكة إليزابيث المخضرمة التي عاشت حياتها داخل قصور محصنة وقلاع مؤمنة بأحدث أساليب التكنولوجيا لحماية الإنسان والصلب والحديد.. الملكة إليزابيث الثانية التي ماتت بالأمس والتي يبدو أن الله سبحانه وتعالى أراد ألا تمضي البقية الباقية من عمرها وهي على موعد من أيام وشهور تضطر خلالها للتعامل مع سيدة خرجت من صفوف الشعب سبق أن ناصبتها العداء "عيني عينك" وحتى عندما جاءت هيلتمثل بين يديها لم تجد في عينيهاما تعودت أن تراه من جانب رؤساء أو رئيسات وزراء سابقين فأراحت واستراحت.. وكان الله سبحانه وتعالى بها رحيما عندما توفتهاملائكته في الوقت المناسب.

للعلم بادرت رئيسة الوزراء الجديدة بتقديم فروض الطاعة والولاء للملك الجديد تشارلز والذي تولى زمام الحكم خلفا لوالدته.

*** 

*حتى لا توصف بأنك عديم اللون والطعم والرائحة استيقظ في الصباح وقف أمام المرآة واتركها هي لتتحدث عما رأت.

*** 

*قليلون هم الذين يعرفون قدر القيمة وأهمية المعنى وللأسف أنت لست منهم.

*** 

*جاءني وقد اكفهر وجهه قائلا لقد عرفت مؤخرا أنني الذي تقصده عندما تتحدث عن النذالة وعدم الوفاء والبجاحة فماذا تريد مني إذن..؟

رددت: يكفيني اعترافك الذي أتصور أنه لم يكن يمكن أن يتم إلا بعد أن بلغت حافة الهاوية وهذا ما كنت أتوقعه لك ولأمثالك.

*** 

*صديقي أو من كان صديقي يخرج علينا بين كل يوم وآخر وفي جعبته أكذوبة أو فرية أو دمعة تماسيح.

أقول.. لقد ندمت على اليوم الذي عرفتك فيه فلا تحاول أن تكرر سيرتك الأولى.

*** 

*"رقية" امرأة ذات جمال أخاذ مات زوجها وبعده أبوها وبعدها حبيبها.

كتبت على الفيس بوك تنعي ثلاثتهما قائلة:

تُرى.. هل يجيء الدور على من ظللت أحتفظ في مخيلتي برجل الرجال وسيد الناس..؟!

رددت: أشك أن الذي يعرفك يمكن أن يتحلى بصفة واحدة من صفات الرجال المحترمين.

*** 

*اتصلت بي في ساعة مبكرة من الصباح قائلة:

أريد وساطتك لكي أعمل في صحيفة من الصحف أو مجلة من المجلات أو قناة تليفزيونية أو حتى موقع إخباري إلكتروني.

أجبت: العمل الإعلامي لا يعرف"الواسطة".. انفجرت في موجة ضحك وبصوت مرتفع.. وهل كل هؤلاء الذين تكتظ بهم قنوات التليفزيون وشبكات الإذاعة وصفحات الجرائد وصلوا إلى ما وصلوا إليه بجهودهم؟

رددت: دعيني أسألك بدوري سؤالا:

وهل تلك الآلاف من الجنيهات التي يتقاضاها بعضهم نتيجة نقص المواهب ..؟

صمتت برهة ثم علقت:

للأسف لقد فسرت الماء بعد الجهد بالماء.

***

*عاش ومات من لا يعرف أن يكتم السر ومات مذموما تطارده اللعنات من كل فج.

*** 

*كلمات x فلاشات:

الإحسان يقطع اللسان 

والأسد لا يصيد الفئران

والأعمى لا يرى نفسه

*** 

*والآن نأتي إلى مسك الختام:

اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم أبو العتاهية:

الخير والشر عادات وأهواء

وقد يكون من الأحباب أعداء

للحلم شاهد صدق حين ما غضب

وللحليم عن العورات إغضاء

كل له سعيه والسعي مختلف

وكل نفس لها في سعيها شاء

لكل داء عند عالمه

من لم يكن عالما لم يدر ما الداء

***

و..و..وشكرا