كبسولة سمير رجب بجريدة المساء

بتاريخ: 09 سبتمبر 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 تتحمل الملكة إليزابيث لا نفسيا ولا جسديا فراق حبيب القلب ورفيق العمر على مدى ٧٣ عاما.. والذي في سبيله مزقت معظم التقاليد الملكية بما فيها المبيت في جناحين مستقلين.. حيث أصرت على أن يجمعهما فراش واحد.. وأصدرت بذلك تعليمات رسمية لأجهزة القصر بالفعل منذ أن رحل الأمير فيليب منذ نحو عامين ووطأة المرض الذي صاحبته الشيخوخة وقف أمامه أطباء الملكة المعالجون شبه حائرين.
ولقد كان الشعب البريطاني وقبله العائلة المالكة تحسدان الملكة والدوق على هذه العلاقة الفريدة والتي غالبا لم تشهد أية نزاعات أو خلافات علنية أو سرية.. اللهم إلا عندما سافر الزوج مرة إلى البرتغال في رحلة رسمية كلفته بها الملكة ولم يعد في الوقت المحدد مما أثار  أقاويل وشائعات حول علاقات نسائية جعلت الأمير ينسى أو يتناسى عشرة العمر فما كان من إليزابيث إلا أن فاجأته صباح ذات يوم بزيارة مفاجئة في مقر إقامته وتأكدت من براءته ورغم ذلك أمرته بقطع الرحلة والعودة معها على الطائرة الملكية.
أيضا رغم أن الملكة لم تكن راضية عن علاقة الأميرة ديانا زوجة أو طليقة ولي عهدها تشارلز بالشاب المصري دودي الفايد  لكنها لم توافق أبدا على اتخاذ إجراءات انتقامية ضدها.
لذا.. عندما ترددت أقاويل بأن الأمير فيليب هو الذي دبر حادث السيارة الذي أودى بحياة ديانا وجهت له عتابا صامتا غير أن الأمير أنكر إنكارا باتا وقاطعا بالتورط في مثل تلك الجريمة الشنعاء وإن كان محمد الفايد والد دودي قد أكد لي شخصيا أن الأمير فيليب هو الذي كلف جهاز الأمن الشهير" إم.أي. فايف" بتدبير الحادث الذي اختار له جسر  ألما بالعاصمة الفرنسية باريس ليكون مسرحا مختارا للجريمة التي مازالت غامضة حتى الآن.
***
على أي حال كل إنسان في هذه الدنيا له ما له وعليه ما عليه.. فما بالنا بملكة ظلت تجلس فوق كرسي العرش طيلة ٧٠ عاما كاملة .. وطبعا ليس أي عرش بل عرش بريطانيا العظمى.
الغريب في ظل تلك الأحداث أنه رغم أن الأعلام في معظم دول العالم تم تنكيسها حدادا على وفاة إليزابيث إلا أن علم الملكية في بريطانيا الوحيد الذي لم ينكس حيث إن الملكية لابد أن تظل باقية أما الأفراد فهم زائلون..
دنيا!