عذرا.. عذرا.. عذرا..
لقد استأذنتك في إجازة اختيارية قصيرة.. فإذا بها تتحول إلى فترة تعطل نفسي وجسدي على مدى أسبوعين كاملين.. حيث حاول مرض غامض التغلب على المسيرة الطبيعية للحياة لكنه والحمد لله مني بفشل ذريع.
والفضل كل الفضل يرجع إليكم أنتم.. أحبائي.. وأصدقائي وقرائي الأعزاء ..و..و.. إلى الثروة الحقيقية التي عشت طيلة أربعين عاما لتكوينها وتثبيت أركانها .. هذه الثروة متمثلة في ابنين عزيزين وابنة كريمة حانية حيث تفرغ الابن الأكبر لموافاة الأطباء المعالجين في مصر بكل ما هو حديث بحكم تواجده في أهم المراكز العلمية بالخارج.. ووقفت الابنة الطبيبة رابطة الجأش تناقش الفريق الطبي في أدق التفصيلات وتشاركه في استعراض الاحتمالات وعرض المقارنات في الوقت الذي عهدت به بشئون أسرتها لزوج ابن ناس محترم.
أما الابن الأصغر فبحكم تخصصه آثر أن يقدم الحقائق كاملة تفاديا لأية أخطاء مقصودة أو غير مقصودة.. أو تجاوزات يمكن أن تقع فيها وسائل التواصل الاجتماعي إياها وما أكثرها.
كل هذا تم تحت مظلة زوجة حانية وأم مضحية تغاضت عن تداعيات مرضها الذي كان قد ألم بها منذ أقل من أسبوعين فقط..
عفوا.. إنني تحدثت معكم عن أحوال خاصة لكنها في واقع الأمر تعكس طبيعة مجتمع اتسم بالتآزر والتآلف والتعاطف الوجداني وعن مواصفات أسرة يفترض أنها من أولى خلاياه الأساسية والرئيسية.