مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 27 أكتوبر 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*العلاوة الاستثنائية .. بين المادة والمعنى

*كانت ضرورية في هذا التوقيت.. لتسد جزءا من حاجة الناس!

*رفع سعر الدولار.. سيؤدي تلقائيا إلى زيادة أسعار كل السلع

*رفع سعر الفائدة على القروض.. لا يطبق بأثر رجعي!

*المواطن المصري لديه من الصبر الجميل ما جعله مثار تقدير وحسد الآخرين!

*رفع قيمة الفئات المستثناة من قرار الاعتمادات المستندية من 5 آلاف دولار إلى 500 ألف يحرك المياه الراكدة

*أصابت الحكومة بعدم رفع سعر البنزين والكهرباء

قد يتبادر إلى ذهن أي من يتوقف برهة أمام هذا المقال أنه يدخل في إطار الكتابة الصحفية الفلسفية وهي نوع من الكتابة ينتهجهمؤلفون كثر.. والسبب أن العنوان الرئيسي الذي يقول: العلاوة الاستثنائية بين المادة والمعنى يوحي بأن الكلمات والعبارات التي يتضمنها المقال تنم عن اتجاهات وتقاطعات قد تنتهي جميعها إلى أن العلاوة الجديدة مجرد إضافة شأنها شأن سابقاتها بحيث تنضم إلى مرتب الموظف لترفعه إلى درجة من درجات الترقي أو لتتوقف عند حد معين انتظارا لمبادرات جديدة قادمة.. 

أما بالنسبة للنظرة الأخرى فهي التي تنحي المادة جانبا وتعتبر أن العامل النفسي بالنسبة للموظف يرتكز على أساس توفير سبل الراحة والطمأنينة له فضلا عن مساعدته دوما على أن يكون واثقا بنفسه محبا لزملائه مضحيا من أجل المجموع أي أن الإيثار هنا هو الذي يحرك الأحداث بعيدا عن الأنانية ونزعات الذات.

*** 

بعد هذا السرد المبسط.. فإن الواقع يقول إن العامل المادي يتفوق كثيرا داخل مواقع الخيال التي أقامها الفلاسفة.. أرسطو أو سقراط أو حتى ابن خلدون وذلك عكس من يكتفون بالنظر إلى ضوء القمر ليمضوا الليل كله وهم صامتون أو متمتمون بعبارات غير قابلة للشرح أو التفسير.

*** 

أنا شخصيا أحسب ومعي جماهير غفيرة أن أي إنسان يعيش فوق أرض الماضي والحاضر والمستقبل أصبحت احتياجاته الآن أكثر من أي وقت مضى لأسباب معروفة لدى الكافة والتي تتلخص في جائحة كورونا والحرب الروسية-الأوكرانية.

غني عن البيان أن البشرية كلها تعيش في ظروف اقتصادية صعبة ومن كانوا يرتدون ثيابا من حرير باتوا الآن يبحثون عن قطعة قماش ثقيلة تدفئ أجسادهم والذين تعودوا على أن يمضوا الليل في الملاهي والكباريهات والمقاهي الشهيرة أغلقوا عليهم أبواب منازلهم مكتفين بقطع صغيرة من الفحم يحاولون من خلال إشعالها التفاهم مع هذا البرد القارس دون جدوى.

وبديهي أن مصر ليست بمعزل عن العالم فما يطال مجتمعات أوروبية أو أمريكية لابد أن يطالنا ومع ذلك فنحن نعيش آمنين مستقرين كل واحد فينا يضع يده في يد الآخر حتى نعبر معا  مكامن الخطر وما أكثرها..!

وميزة مصر أن الله سبحانه وتعالى وهبها قائدا مقداما يتمتع بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين في نفس الوقت الذي يتحلى فيه بصفات إنسانية رائقة مثل التعاطف مع الآخرين والرحمة والتواضع والقدرة على حل الأزمات في سهولة ويسر ودون ضجيج أو زعيق.

ثم.. الأهم والأهم أنه يعيش نبض الناس فيألم لألمهم ويفرح لسعادتهم وبالتالي فهو يعرف تماما كيف تعيش الأسرة المتجاورة لأسرته في حي الجمالية أو أبناء صهره أو زوج ابنته.. ولعل أبلغ دليل على الشفافية والوضوح ما ذكره أمام الجلسة الختامية للمؤتمر الاقتصادي بأن العشرة آلاف جنيه شهريا تكاد تكفي بالكاد أسرة من الأسر العادية تماما.

من هنا.. أراد الرئيس مرارا وتكرارا رفع متوسط الدخل في مصر إما من خلال زيادة المرتبات والمعاشات أو تشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة.. أو.. أو لكن مازالت موارد البلد محدودة ومازال حجم الصادرات لا يفي بالغرض كاملا ومازالت السياحة تدور في فلك محدد لم يتسع بعد فماذا في وسعه أن يفعل..؟!

النافذة الوحيدة التي كانت أمامه تكمن في تلك العلاوة الاستثنائية للموظفين والعمال وأصحاب المعاشات والتي تبلغ 300 جنيه.

نعم.. المبلغ مازال حتى الآن لا يغطي إلا أوجه إنفاق ضئيلة لكنه يساعد على دفع الحركة إلى الأمام حتى تعم أشعة الضوء ما ينبئ بأن المصريين عاشوا وسيعيشون -بإذن اللهتحت مظلات الأمل والوئام والتفاهم.

لقد غمرت الفرحة قلوب القاصي والداني فكما قلت آنفا ليست العبرة في المبلغ بل يكفي الناس أن الرئيس كلف الحكومة بصرف العلاوة الاستثنائية قبل أن يفكر فيها أصحاب المصلحة أنفسهم ولم يكتف الرئيس بذلك فقط بل أمر أيضا برفع الحد الأدنى للمرتبات إلى ثلاثة آلاف جنيه كذلك رفع حد الإعفاء الضريبي الشخصي من 9 آلاف إلى 15 ألف جنيه ليصل هذا الحد الإجمالي إلى 30 ألف جنيه سنويا.

بكل المقاييس هذه قرارات تشيع الطمأنينة وتغرس دعائم الاستقرار في المجتمع..و..و تجعل المصريين يشعرون في أعماقهم بالأمان والسكينة عكس نظرائهم الذين أخذ الموج يتلاقفهم لتحول الجبال والمحيطات والأنهار دون وصولهم إلى أي بر أمان.

في نفس الوقت لقد أحسنت الحكومة صنعا عندما قررت عدم رفع سعر الكهرباء والبنزين في حين أن تلك الزيادة كانت مقررة من قبل.

*** 

في النهاية وبعد هذا العرض لتطور الموقف منذ صدور قرارات الحماية الاجتماعية أمس.. تثور عدة أسئلة مهمة أحاول من جانبي الإجابة عنها:

*أولا: هل زيادة الفائدة على القروض والودائع تسري على ما هو قائم الآن أم لا..؟!

الإجابة: قرار تعديل الفائدة لا يسري بأثر رجعي.

*ثانيا: هل هذه القرارات تساعد على إزاحة البضائع المكدسة في الموانئ والمطارات بجانب خفض الاعتمادات المستثمرية من 200 ألف جنيه إلى خمسة آلاف فقط.

الإجابة: نعم.. إذ أن هذه البضائع ستذهب إلى أماكنها الطبيعية ليتم استئناف الحياة وفقا للأسس والمعايير المقررة.

*ثالثا: هل تحرير سعر الجنيه سوف يقضي على السوق السوداء للدولار؟

الإجابة: نعم مع مرور الوقت لكن بلوغ الدولار نحو 23 جنيها يغلق أمام الجنيه أي أبواب للتقدم.

*رابعا: هل الوقت ملائم حاليا لخفض سعر الجنيه في ظل تلك الاشتباكات المحتدمة بين شتى فروع النقد والاقتصاد؟

الإجابة: من ناحيتي لا.. لا..

*** 

          مواجهات

*إذا لم يكن هناك جديد كل يوم في الحياة فالأفضل الابتعاد عن كل ما من شأنه وأد الأمل في الصدور.

*** 

*السؤال: وماذا بعد وأد الأمل..؟!

الإجابة: ألا تفكر إلا فيمن مد لك يد المساعدة أما الآخرون فحاول أن تسقطهم من اعتبارك مع طلعة كل صباح.

*** 

*بعد وفاة فريد الديب الذي كان قدم طعنا لمحكمة النقض في حكم الإعدام الذي صدر ضد أشرف عادل قاتل طالبة المنصورة نيرة والذي كان رفع شعارا يقول:

إما تتزوجيني أو أقتلك.. الآن تغير هذا الشعار: إما أن أتزوج أمك أو أقتلك.

بالله عليكم.. 

هل هناك خسة ودناءة أكثر من ذلك؟

*** 

*إذا كان الصقر الواحد يباع في ليبيا بمليون دولار فلماذا يتصارعون على البترول..؟!

نصيحة: تفرغوا لصيد الصقور.. فربما ذلك يهدئ من روعكم.

*** 

ُرى من سيفوز اليوم على الآخر.. النادي الأهلي أم نادي الزمالك..؟!

بلا تحيز.. الزمالك طبعا لأن لاعبيه يتعاملون مع الكرة كأنها قطعة من لحمهم وقطرات من دمائهم.. وهذا هو الفرق بينهم وبين الآخرين.

*** 

*أعجبتني هذه الكلمات:

لا تنظر خلفك فالماضي يؤلمك ولا تتوقف أمام اليوم فإنه حاضر يزعجك ولا إلى الأمام فهو مستقبل قد يتعبك.

لكن انظر إلى أعلى فإن لك ربا يرحمك.

*** 

*بيت الزوجية هل يتحول أحيانا إلى قفص نسانيس وقردة؟!

للأسف نعم هكذا يقول الطبيب النفسي الأمريكي "جون لاسير"ويقدم عشرات الأمثلة التي تثبت نتائج بحوثه.

*** 

*أخيرا.. نأتي إلى مسك الختام:

اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعر المغربي أبو الفيض الكتاني:

يا راميا قلبا جريح

مهلا توله في مليح

إن لم يكن وصل صحيح

رضي المتيم بالصدود

أمنن على سمعي بلن 

إن عز وصلك يا حسن

فأنا المتيم بالفتن

بين المناهل والورود

ملك تفرد بالدلال 

أبلى الفؤاد وما وصل

مهلا علي أنا غزال

حي المراسم والعهود

ما في الفؤاد سواكم

وأنا قتيل سواكم

*** 

و..و..وشكرا