سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بتاريخ 19 فبراير 2018 بعنوان "صوت سيناء.. يدوي في العالمين تلك عاقبة المكذبين الضالين ولا عاصم اليوم من أمر الله"

بتاريخ: 20 فبراير 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

احتفل الليبيون منذ أيام بعيد الثورة السابع ففي 17 فبراير 2011 اندلعت مظاهرات التهييج والإثارة في مدينة طرابلس.. ومنها امتدت إلى بني غازي وبعد ذلك إلى سائر المدن والأقاليم..حتى انتهي المقام بقتل القذافي يوم 20 أكتوبر في نفس العام علما بأن القذافي نفسه هو الذي سبق أن توقع مصيره بل ومصير الحكام العرب.. بعد غزو أمريكا للعراق وإعدام رئيسه صدام حسين  أول أيام عيد الأضحى..!

لكن أي احتفالات تلك.. بينما البلد ممزق..  

وأعمال العنف والعنف المضاد..هي التي تسود وتسيطر..!!

الناس ينامون على أصوات المدافع ..ويستيقظون على أزيز الطائرات دون أن يعرفوا من يحارب من .. ومن يناصر من .. ومن عليه الدور لنهب حصته في البترول.. وهكذا..!

منذ مقتل القذافي .. وإلقاء جثمانه في بقعة مجهولة من الصحراء.. وجماعات التطرف والإرهاب تصول وتجول في كافة أرجاء ليبيا.. من أول تنظيم القاعدة مرورا  بجبهة النصرة وحتى"الدواعش"الذين ارتكبوا أبشع الجرائم وأحقرها على مدى تاريخ الإنسانية..!

إذن.. فاحتفالات ليبيا.. لا تعكس سوى مشاعر الهم والغم والحقد والكراهية.. و..والاقتتال بين أبناء الوطن وبعضهم البعض..!

ثم..ثم.. يشاء القدر.. أن يتقدم باستقالته ممثل الأمم المتحدة في اليمن "إسماعيل ولد الشيخ".. الموريتاني الجنسية ليحل محله البريطاني مارتن جرنيث.. وقد كتب ولد الشيخ في طلب إعفائه من منصبه بأنه وجد أن الأوضاع في اليمن تسير من سيئ إلى أسوأ.. ولا جدوى من أية محاولات للتصالح بين الفئات المتناحرة.. وللعلم الحكاية لا تنحصر فقط بين الموالين للحكومة التي تمارس نشاطها من السعودية وعلى رأسها رئيس الدولة نفسه وبين الحوثيين المتطرفين.. بل ونشأت خلال السنوات السبع الماضية العديد من الميليشيات .. وجماعات الإرهاب.. ودعاة الانفصالية..بينما المواطن العادي البسيط يرزح تحت نير وباء الكوليرا.. والتيفويد والملاريا.. فضلا عن معاناته من العري والجوع و..و.. والبكاء على الأطلال..!

***     

..وفي نفس التوقيت.. وخلال لحظات قاتمة يستحيل الفصل عندها بين الخطين الأبيض والأسود يأتي الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريس" ليعلن أن سوريا على طريق التقسيم بعد أن فشل المتصارعون في عقد المصالحات..! وهذا ما تمناه الأخوة الأعداء .. أو بتعبير آخر الأصدقاء الألداء أو..أو..القطط والفئران..!

مثلا الولايات المتحدة الأمريكية باتت تسيطر تقريبا على ثلث الأراضي السورية.. وليس بعيدا عنها "روسيا" التي تمتلك "القواعد" والسلاح والطائرات .. والضباط والجنود وقد اتبع الطرفان سياسة غض البصر المتبادلة تأسيا بالمثل الهندي القائل :أنا لا أعاكس صديقتك مادمت أنت لا تقترب من محراب "حبي"!!

الأغرب.. والأغرب..أن أمريكا التي تناصب إيران العداء جهارا نهارا تجيء لتتركها تعيث في أرض سوريا فسادا ولا تتدخل..!

وروسيا.. ترقب بالأقمار الصناعية وغير الصناعية ما يرتكبه الأتراك من مجازر داخل حدود الجمهورية السورية المستقلة (سابقا) ولا اعتراض..!

وفي ظل هذه "الهوجة" .. يكلف حزب الله.. مندوبيه بالتواجد داخل قصر الحكم في دمشق لمتابعة السياسات والقرارات ومنع من لا يروقهم منها..!!

***

من هنا..ألا نحمد الله سبحانه وتعالى أنه جنبنا تلك المخاطر التي كانت قاب قوسين أو أدنى من ترابنا .. وأرضنا .. وعرضنا.. وشرفنا..؟!

إن الذين لا يستوعبون حجم الخطر الذي أحدق بنا فسيعيشون ويموتون وهم في سبات عميق..!

لقد أفلتنا من"الفخ" الذي كان يعد أساسا لنا قبل غيرنا.. فسقوط مصر يعني سقوط الأمة كلها.. ويعني أن يقدم العرب لإسرائيل لقمة سائغة تظل تلتهم من مكوناتها,وأجزائها ولبها الكثير.. والكثير حتى نهاية الزمان..!

الأدهى والأمر..أن يكون بيننا أناس مازالوا يمدون أياديهم .. لنفس أولئك الذين أرادوا يوما أن يلقوا بنا في وديان سحيقة مظلمة.

 ليس ذلك فحسب.. بل لقد قبلوا أن يكونوا أدوات رخيصة بين أطراف أناملهم يحركونها كيفما يشاءون ..!

أفيقوا أيها الفئة الباغية القليلة فأنتم لا تساوون شيئا إذا فقدتم الوطن ويستحيل أن تنالوا نظرة واحدة ممن اشتروكم بأبخس الأسعار..!

هلموا.. لتنفضوا عن أجسادكم وقلوبكم تراب الغدر.. والخسة وحاولوا أن تكفروا عما ارتكتبموه في حق الأم الرؤوم مصر.

وها أنتم ترون ما يجري على أرض الواقع بأعينكم فالمعارك الدائرة في سيناء والتي تخوضها القوات المسلحة والشرطة ببسالة وشجاعة نادرين إنما تثبت أن عناصر القوة التي تتوفر لدينا هي الرصيد الأعظم الذي يجبر من خسروا أنفسهم على الاعتراف بأن الله حق..!

أن صوت سيناء يدوي في العالمين وقد أخذت رمالها تحكي .. وتفتخر ..وتتباهى مؤكدة ما نادى به الحق سبحانه وتعالى بأن المكذبين الضالين مأواهم النار وبئس المصير .. فنزلٌ من حميم وتصلية جحيم..!

***

في النهاية تبقى كلمة:

إذا كان "الدواعش" قد وجدوا من يوفر لهم الحماية وهم على أرض سوريا .. فنحن هنا بيننا وبينهم ثأر لا تمحوه السنون والشهور والأيام..!

إن حكاية الخروج الآمن من سيناء حكاية ساذجة .. وسخيفة ..       

فآلتنا العسكرية الهائلة..لن تهدأ إلا بعد أن تنتقم انتقاما عادلا ممن عمدوا إراقة دماء أبنائنا من ضباط وجنود وأبرياء عزل وبالتالي فإن صراخ من بقي على قيد الحياة من قادتهم لن يزيدنا إلا إصرارا وثباتا وتحديا وإيمانا ويقينا.

خسئتم..أيها الجبناء.. واذهبوا إلى الجحيم بغير رجعة فلا عاصم اليوم من أمر الله .

إنه نعم المولى ونعم النصير.