لا سامح الله -مسبقا- هؤلاء الذين يعشقون الفساد.. ولا يطيقون بعاده!!

بتاريخ: 31 أغسطس 2007
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

عندما أخذت العمارات فى مصر تنهار فوق رءوس أصحابها.. بما شكل ظاهرة هددت حياتنا.. وقوضت دعائم أمننا، واستقرارنا.. بادرت الحكومة -وقتئذ بإصدار قوانين، وقرارات ولوائح تمنع تعلية العمارات.. حتى إذا بلغت الضرورة أقصى ذروتها فلابد من اتخاذ كافة الاحتياطات التى من شأنها تأمين سلامة الناس..!

ولتحقيق هذا الهدف صدرت التعليمات للأحياء بتعليق «طلب صاحب المصلحة» على مدخل المبنى المراد تعليته بحيث إذا تضرر أحد من سكانه.. أو حتى من جيرانه يتقدم بمبرراته وأسبابه التى تتم دراستها دراسة شاملة ومتأنية قبل إصدار رخصة المبانى الجديدة..!!

لكن واضح أننا لا نتعلم أبدامن الدروس رغم قسوة نتائجها فى أحيانا كثيرة.. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بالأمس.. سرعان ما ينتابه الفتور واللامبالاة اليوم.. والدليل أن التعليمات التى سبق أن شددت الحكومة عليها، وعلى تنفيذها بالدقة الواجحبة باتت تذورها الرياح.. وكأن شيئا لم يكن..!

خذوا مدينة نصر -على سبيل المثال- نموذجا لما يجرى علما بأن هذه المنطقة بالذات هى التى شهدت أقسى الكوارث.. وبالتالى يمكن القول إنها كانت المقصودة بصفة خاصة وأساسية من شروط الانضباط بعد أن ثبت أن أعمال المبانى بها تتم «عشوائيا».. أو بالأحرى من خلال إدارات الإسكان بالأحياء.. التى تعددت انحرافات القائمين عليها.. وثبوت تهم الرشوة، والمحسوبية، والمجاملة عليهم..!!

* * *

ها هو الحال يعود إلى ما كان عليه حيث أخذت أعمال التعلية تتم فى غفلة عن العيون.. والعيون التى أقصدها.. خاصة بالسكان الذين يقيمون فى العمارات- التى استطاع ملاكها أو من كانوا ملاكها قبل أن يبيعوا شققها، ومحلاتها.. بأثمان باهظة- إعادة التفاهم مع موظفى الأحياء سواء الكبار منهم أو الصغار.. ليصدروا لهم «التراخيص الزائفة» التى إن تم العمل بها.. فسوف تطل علينا الكوارث برءوسها مرة أخرى..!

من هنا.. فلينتبه المحافظون -وعلى رأسهم محافظ القاهرة- إلى ما يجرى.. لأن الموقف جد خطير.. وخطير جدا.. وحتى لا يفاجأ «سيادتهم» بعمارة تسقط هنا.. وأخرى تتصدع أساساتها هناك.. وعندئذ لن يجدوا سوى «شماعة القدر» ليعلقوا عليها انحرافات موظفيهم..!

إننى أوجه لهؤلاء المحافظين سؤالا مباشرا.. ومحددا:

بالله عليكم.. هل تقومون بجولات ميدانية.. لتروا بعيونكم حجم المخالفات.. أو عسى أن تقع أبصاركم على هذه «التعليات» التى لابد وأن تذكركم بالقرارات «الحكومية» التى أعلنتم الالتزام بتطبيقها.. بل -وبالفعل- مازالت تطبق على «ناس.. دون ناس»..؟؟

للأسف.. لم تعد تلك الزيارات تشغل بال الكثيرين منكم الذين يفضلون الجلوس خلف مكاتبهم داخل الغرف المغلقة حتى لا يلوثوا أذانهم بسماع شكاوى واستغاثات الجماهير الذين لم يشعروا بالظلم، والمهانة، مثلما يشعرون بهما الآن..!!

* * *

على أى حال.. نحن نقولها صريحة واضحة لا سامح الله.. من سيكون السبب فى وقوع الكوارث التى هى قادمة لا محالة فى ظل كل ذلك التسيب.. وتلك الغايامات المشبوهة.. التى تجعل هذا الشعب يفقد الثقة يوما بعد يوم بمن يتولون إدارة العمل التنفيذى فى مواقع عديدة.. وعلى رأسهم «وحدات الحكم المحلى».. التى تعشق الفساد ولا تقدر أبدا على بعاده..!