اعتبرت جماعة الإخوان الإرهابية واقعة اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات بداية لإنجاح خطتهم الشيطانية التي تستهدف قلب نظام الحكم بحيث تتم لهم السيطرة علي مجريات الأمور وتتحول مصر إلي دويلة تابعة لتنظيمهم العالمي المقيت.
بعد يومين من اغتيال السادات قرروا تركيز ضرباتهم في أسيوط فإذا كان لهم ما أرادوا اتجهوا صوب العاصمة وإلي قصر عابدين بالذات.. ومن هناك يعلنون دويلتهم.. بالضبط مثلما فعل مجرمو داعش في الآونة الأخيرة..
بالفعل قسموا أنفسهم إلي مجموعتين إحداهما تضم "عاصم عبدالماجد" الإرهابي العتيد.. والثانية من بينها ناجح إبراهيم القاتل مع سبق الإصرار والترصد.
وتعاونت المجموعتان علي ضرب مبني مديرية أمن أسيوط بالرشاشات وتمكن أفرادهما من قتل 32 جندياً و16 سائقاً .. واحتلوا "سطوح المبني".. في الوقت نفسه الذي كانت تجوب فيه سياراتهم شوارع المدينة ويطلقون نيران المدافع الرشاشة علي مراكز وأقسام الشرطة حتي مباحث التموين لم تسلم من غدر إجرامهم .. وقدمت الشرطة -وقتئذ- 181 شهيداً احتسبناهم عند الله سبحانه وتعالي قبل أن تتمكن قوات الأمن المدعومة بالطائرات المروحية من إعادة الانضباط وفرض النظام لتبدد آمالهم مما دعا أيمن الظواهري نائب تنظيم القاعدة إلي أن يصف معارك أسيوط.. بالانتفاضة العاطفية ذات النصيب المتواضع من التخطيط..!
***
ومع ذلك .. لم ييأسوا.. واستمروا علي مدي الثمانينيات والتسعينيات في تنفيذ عمليات الاغتيال وإحراق الكنائس وتدمير المنشآت العامة والخاصة.
لذا لم يكونوا يتصورون أنهم سيعتلون يوماً مقعد الحكم في مصر حتي بعد "ركوبهم" الموجة خلال أحداث 25 يناير وتوجيهها لمصلحتهم الخاصة.
لكن الحمد لله.. لقد كتب سبحانه وتعالي النصر المبين لجيش وشعب مصر اللذين أطاحا بتلك الطغمة الرديئة وقذفا بها إلي أسفل سافلين.. فضلا عن الزج برءوس قياداتها .. في السجون والذين صدر ضد بعضهم أحكام قضائية عادلة.. وصارمة.
***
استناداً إلي تلك الحقائق.. فهل كان مطروحاً أن تقاطع الجماهير الانتخابات الرئاسية..؟؟
كيف؟؟ بينما الذين روجوا لتلك الدعوة الخبيثة هم نفس أعضاء العصابة الذين سبق أن عانت الجماهير غيهم وضلالهم وكذبهم.. و.. وإجرامهم..؟!
ليس هذا فحسب.. بل هم أنفسهم الذين سبق أن أتي بهم زعيمهم الخائن المتآمر محمد مرسي.. من غياهب الجب ووفر لهم مقار آمنة في سيناء اتخذوا منها منصات لإطلاق مدافع الـ "آر.بي.جي" ومخابئ لتصنيع العبوات المتفجرة والأحزمة الناسفة.
***
لقد استخدموا المواقع الإلكترونية وقنوات التليفزيون التي يملكونها "بالمال الحرام" في بث الأكاذيب ونشر دعاوي الباطل والضلال توهماً بأن الناس يمكن أن ينطلي عليهم مثل تلك الأراجيف.
لكن كل واحد فينا كان- ومازال- يوقن في قرارة نفسه أنه المشارك الأساسي والأصيل في ترسيخ دعائم وأركان دولته التي تتم إعادة بنائها في إطار من الشجاعة والإخلاص والقوة وتغليب المصلحة العامة علي نزعات الذات ولعل الشواهد التي عكستها انتخابات المصريين في الخارج خير شاهد وأبلغ دليل .. إذ أن هذا الإقبال الجارف علي صناديق الاقتراع أكد أن "شعب مصر" .. "راجل" بكل ما تحمله الكلمة من معني.
ينطبق ذلك علي رجاله ونسائه سواء بسواء..!
إنه شعب لا يعرف بديلاً عن الاتحاد لا سيما في المواقف الصعبة.. ونحن ولا شك نعيش فترات استثنائية حيث نخوض حرباً شرسة وشاملة ضد الإرهاب الذي نصر علي اقتلاع جذوره اقتلاعاً كاملاً.. وها نحن قد أوشكنا علي الانتهاء من تلك المهمة المقدسة.
***
في النهاية تبقي كلمة:
بكل المقاييس.. سوف يكون مصريو الداخل الذين يعيشون فوق الأرض التي تنطق حباً وتعاطفاً وإيثاراً علي القدر نفسه من المسئولية التي أكدها أبناؤهم وبناتهم خارج الحدود..
نعم .. وألف نعم.. "النسيج واحد" والعجينة طاهرة نقية..
والإرادة لا يختلف مدي صلابتها بين من اختار السير في طريق بعيد وآخر يفضل استنشاق الهواء الذي تعودت عليه رئتاه منذ نعومة أظفاره بصرف النظر عن أية اعتبارات أخري..!
المهم .. أن سقفاً مشتركاً يجمع بين هذا وذاك.
و.. و.. ونحن في الانتظار.