مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 16 نوفمبر 2022
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*بعد معركة جريئة وحاسمة.. الإنسان يستعد لمواجهة أعداء الحياة

*قمة المناخ بشرم الشيخ.. أجبرت دعاة السلبية على تعديل مواقفهم

*أمريكا عادت لتقدم الدعم.. بعد تغيير النظام

*الأفارقة متعطشون لاستنشاق هواء نظيف

*ومصر وقفت بجوارهم.. حتى آخر لحظة

*أسئلة تتردد:

هل يظل هذا الحماس الدولي إلى نهاية المدى؟

*تنظيم المؤتمرات.. مصدر دخل معقول ومصر جاهزة تماما

*خمسة فن.. "الحشرية".. حينما لا تجد المذيعة تليفزيونا!

*محاكمة سريعة لسائق أوتوبيس الدقهلية.. وحكم استثنائي أيضا!

زمان.. عندما كان الحديث أي حديث- يتطرق إلى أمراض المناخ لم يكن أحد يهتم أو حتى يشغل باله.

وكم انعقدت مؤتمرات عديدة لبحث مظاهر التصحر وأزمة الجفاف وانحسار المساحات الخضراء في كافة القارات و..و..و..!

وللأسف سرعان ما كانت هذه المؤتمرات تنعقد وتنفض لتذهب توصياتها "النظرية" أدراج الرياح..

ثم..ثم.. كشرت الكرة الأرضية عن أنيابها بعد هذا الإهمال المتعمد فتركت الأمور تسير على عواهنها مما أسفر عن ارتفاع درجات الحرارة في عز الشتاء ولم تحاول تقديم أدنى تفسير لما يسمى بالاحتباس الحراري ووقفت تتفرج على جفاف مياه الأمطار والبحيرات والأنهار وكأنها في معزل عنها..!

من هنا كان لابد من وقفة جماعية دولية أسفرت في النهاية عن عقد مؤتمر تغير المناخ على مستوى القمة أي بحضور الرؤساء والملوك والأمراء ورؤساء الحكومات بعد اتفاق واضح ومحدد على أن يكون التعاون هو سمة المؤتمر وليس الصراع أو التنافس في نفس الوقت الذي يكون فيه لمنطقة الشرق الأوسط صوت مشترك يساعد على زيادة الوعي بالتحديات المناخية للمنطقة والعمل على إيجاد الحلول لمختلف المشاكل والأزمات.

*** 

وهكذا جاء انعقاد قمة شرم الشيخ التي شهدت تغييرا جذريا في الفكر وفي الممارسة وفي النظرية وفي التطبيق وكل شيء.

وأنا شخصيا لن أضيف جديدا إذا ما تعرضت لتفصيلات ما دار في هذه القمة التاريخية لكن ما يهمني أن أقوله إن ثمة معركة جريئة وحاسمة دارت رحاها بين الإنسان وبين تلك العوامل والمسببات التي أسميتها صراحة بـ"أعداء الحياة" لأنها التي رفعت درجات الحرارة وساعدت الدخان الكثيف الأسود على حصار كل تقدم تحرزه الإنسانية.

ومع تعاقب الأيام استطاعت قمة المناخ أن تثبت وجودها في هذه المعركة بحيث أتاحت للإنسان الفرصة لكي يستعد لمواجهة جميع الذين وقفوا أمام إشاعة الطمأنينة داخل المجتمعات وتحقيق الأمن والأمان للجميع في مناطق شتى.

وما يحسب لتلك القمة أنها أجبرت دعاة السلبية على أن يغيروا مواقفهم ولعل على رأس هؤلاء الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان رئيسها السابق "دونالد ترامب" قد امتنع عن الإسهام في أي اجتماعات تخص المناخ وأوقف بالفعل الدعم المالي حتى تغير نظام الحكم وتولى الرئيس جو بايدن زمام القيادة والذي أصر على إلغاء قرار الرئيس السابق مع تخصيص المبالغ المقررة لدعم قضية المناخ وهكذا لمسنا الفرق بين أمس واليوم وهو فارق شاسع ولا شك ينعكس تلقائيا على مصلحة الشعوب والجماعات والأفراد.

*** 

وغني عن البيان أن من حسن حظ الشعوب الإفريقية تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة اتحادها فضلا عن تعاطفه الشخصي مع هذه الشعوب وحرصه على عدم حرمانهم من أي ميزات أو مكاسب يحصل عليها نظراؤهم في باقي القارات والأنحاء.

ولقد كان حلم الأخوة الأفارقة أن يتنفسوا هواء نظيفا ظلوا محرومين منه منذ حصولهم على الاستقلال الوطني وحتى الآن وقد وجدوا في الرئيس "الأمل" الذي يحقق لهم ما فقدوه على مدى عقود وعقود من الزمان.

ولقد نجح الرئيس في أن يأتي للأفارقة بمشاركات تمويلية لكي يتولوا تحسين مناخهم والحيلولة دون تسريب الغازات الضارة إليهم ومنع الكربون لكي يستشري ويفرض سيطرته وسطوته على المغلوبين على أمرهم.

*** 

على الجانب المقابل فإن ثمة أسئلة تتردد:

هل يظل هذا الحماس الدولي بنفس الدرجة إلى نهاية المدى..؟!

الجواب: أنا شخصيا أرى أنه سوف يستمر بالفعل بعد أن لمست الشعوب الغنية والمتوسطة والفقيرة أن سوء حال المناخ انعكس بسلبية بالغة على مجريات الحياة.. وبالتالي مادامت قد حدثت انفراجة منطقية ومعقولة فبديهي أن يبقى الحماس أحد الأسباب الأساسية للحفاظ على كل خطوة تقدم.

السؤال الثاني: لماذا شهد مؤتمر قمة شرم الشيخ ذلك الحضور الشاسع من أول يوم انعقاده حتى آخر يوم؟

الإجابة: لأن جميع الحاضرين بلا استثناء عاشوا الأمر الواقع وأدركوا أن دقة التنظيم يمكن أن تحقق الأهداف المرجوة في نفس الوقت الذي أبلت مصر بلاء حسنا بالنسبة لهذا التنظيم مما أغرى المشاركين أن يمدوا أياديهم إلى يدي مصر بوسائل أفضل وأحسن مع كل يوم يمر.

السؤال الثالث: معروف في كلٍ من علمي الإدارة والسياسة أن الدولة التي تجيد نوعا من أنواع المعرفة تبيح لها القدرة على نقلها للآخرين يجب أن تستثمر كافة إمكاناتها وإمكانات شعبها لأن هذا الاستثمار في هذا الصدد يحقق لنفس الدولة دخلا اقتصاديا على المستوى القومي وقد أكدت التجربة العملية في قمة المناخ بشرم الشيخ أن مصر بارعة في تنظيم المؤتمرات وتملك من المقومات البشرية والعلمية والمادية ما لا يتوفر لغيرها فهل تنوي فيما بعد تنظيم مؤتمرات مماثلة أو حتى غير مماثلة؟

الإجابة: نعم.. وألف نعم وأنا أرى أن أبواب الخير مفتوحة على مصاريعها وواجبنا أن نأخذ زمام المبادرة من الآن وفورا.

*** 

والآن دعونا ننتقل إلى أحداث أخرى من نوعية مختلفة.. وإني أرى من أهم أحداث هذا الأسبوع "الدامية" سقوط الميني باص في ترعة الرياح التوفيقي بمحافظة الدقهلية والذي أدى إلى فقدان 23 شخصا وتعذر انتشال جثتين أخريين.

هذا الحادث المؤسف والمكرر لا يكفي بالنسبة له إجراء محاكمة عاجلة لسائق الميني باص فهذا قد يكون أمرا مفروغا منه.

أنا أتصور أنه لابد من حكم استثنائي رادع دون التقيد بنصوص القانون الجامدة إذ ليس معقولا أن تذهب أرواح أهلنا وأقاربنا وأولادنا وأمهاتنا هباء ونحن عاجزون عن القصاص.

أرجوكم.. أرجوكم.. حاولوا أن تجدوا حلا.

ملحوظة:

بعد أن انتهيت من كتابة تلك الفقرة من هذا المقال شاء القدر أن يقع حادث مروع آخر نتج عنه مصرع 12 شخصا من جراء اصطدام سيارة ميكروباص بسيارة نقل.. وذلك على طريق الداخلة-الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد..

يا سادة.. إلى متى.. إلى متى؟؟!

*** 

خمسة فن..

هذه المذيعة التي لفظتها جميع قنوات التليفزيون تصر على فرض نفسها على كل حدث أو كل مناسبة.

لقد أصبحت توصف بـ"الحشرية"خصوصا بعد أن رفض حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي أن تلتقط معه صورة "للذكرى".

قال حسين: أنا لا أحتاج لذكراها.

والله عندك حق..

*** 

وخمسة رياضة..

إنهما كلمتان فقط..

بالضبط.. كما نرفض دوما اختلاط السياسة بالدين فنحن نريد نفس الموقف بالنسبة للرياضة والإعلام.

*** 

و..و..وشكرا