* ..ويمكرون.. ويمكر الله.. والله خير الماكرين
* لأنها مصر فلن تتوقف حيلهم وألاعيبهم
* لا شرق أوسط كبير..ولا جديد..ولا فوضي خلاقة..!
* غزوا العراق من أجل عيون إسرائيل.. وهدموا سوريا.. ومزقوا ليبيا.. وأشعلوا اليمن..
* ثم..ثم..حاولوا أن يجيئوا إلينا فنسفنا خططهم..وبعثرنا آمالهم
* ذهبت كونداليزا رايس.. وسقطت هيلاري ولم يتحقق حلمهم بـ "ولاية سيناء" !!!
* الـ300 مليون دولار التي حجزتها أمريكا من المعونة لا تعنينا في شيء..!
* أردوغان..وتميم..اثنان من المهاويس..تنتظرهما أسوأ العواقب
* انتهت انتخابات الرئاسة.. وسوف تدخل مصر مرحلة جديدة.. تتحقق فيها تطلعات الجماهير سياسيا واقتصاديا واجتماعيا
تؤكد وثائق التاريخ التي ظهرت للنور مؤخرا.. أن أمريكا حينما فقدت صوابها بعد الضربة القاصمة في 11 سبتمبر 2001 والتي تمثلت في تفجير برجي التجارة العالميين في نيويورك ووصول الطائرات المغيرة حتي مبني البنتاجون الحصين في قلب العاصمة واشنطن .. صبت جام غضبها في البداية علي أفغانستان حيث كان يعيش أسامة بن لادن الذي أشارت إليه أصابع الاتهام منذ البداية بأنه وراء العملية المدوية.. وحيث تتواجد جماعة طالبان المتطرفة التي تفرغت لتدريب الإرهابيين .. والتخطيط لأعمال العنف والتخريب والقتل .. والتدمير في دول الغرب بلا استثناء..!
لكن.. بعد أن أفاق جورج دبليو بوش قليلا من الصدمة اتجه بصره نحو العراق مقررا غزوه واسقاط نظامه تحت دعاوي كاذبة بأن جيشه يمتلك أسلحة كيميائية .. وكان وراء هذا الاصرار من جانب الرئيس الأمريكي دافعان أساسيان:
* الأول دافع شخصي بحت.. حيث إن هناك ثأرا قديما بين جورج والرئيس العراقي صدام حسين الذي اتهمه يوما بمحاولة اغتيال والده الرئيس الأب.
* الثاني: كان العراق يشكل خطرا رئيسيا بالنسبة لإسرائيل من حيث قوة جيشه.. والتهديدات المستمرة من جانب صدام..!
وفي يوم 20 مارس 2003 بدأت العمليات العسكرية وسرعان ما سقط حكم صدام.. ولم يهدأ بال جورج بوش إلا بعد أن رأي جسده متدليا من أحبال المشنقة في أول أيام عيد الأضحي..!
..ويبدو أن سهولة غزو العراق .. زادت من أطماع أمريكا وأوروبا في ثروات هذه المنطقة من العالم التي طالما نظروا إليها وإلي شعوبها علي أنها أقل درجة من حيث الوعي والثقافة والعلم.. فأطلقوا عام 2004 مصطلح الشرق الأوسط الكبير والذي يضم حسب خيالهم جميع دول المنطقة وأيضا بلدان شمال إفريقيا وإيران وفلسطين وتركيا.
وفي واقع الأمر.. لم تخف أمريكا نواياها.. بل أكدت مرارا وتكرارا أن هذه المنطقة تملك أكثر من 70% من الاحتياطي العالمي للنفط و47% من احتياطيات العالم من الغاز الطبيعي وطبعا تحتل مصر مكانا متوسطا ما بين المشرق والمغرب العربيين.. كما أنها تملك ميزات متنوعة لا سيما في الثقافة والفنون والعمارة.. وبالتالي لم يكن غريبا.. أن تقف القاهرة في مواجهة هذا المد الاستعماري الجديد.. ولقيت تصريحات كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت هجوما ضاريا وإن كانت قد أصرت علي المضي في سياسة الطمع والتوسع واصفة مشروع الشرق الأوسط الكبير بأنه يمثل الحل السحري لعلاج أزمات المنطقة المزمنة التي يجب أن يعاد رسم حدودها بحيث تتحول الدولة الواحدة إلي دويلات لتنشأ دول جديدة وتكبر دول صغيرة.. وتصغر دول كبيرة..وهكذا دواليك..!!
وضرب الأمريكان أمثلة بدولة كردستان المستقلة في العراق ومعها دولة الشيعة.. ودولة السنة.. ودولة لبنان الكبير التي تتكون بعد إجبار سوريا علي التخلي عن جزء من أراضيها.
أما بالنسبة للمملكة السعودية فيجري تقسيمها إلي خمسة أقسام .. جزء في الشرق الساحلي.. وآخر في الشمال الغربي وهذا يضم إليه الأردن.. أما القسم الثالث فيشمل المدينتين المقدستين.. مكة والمدينة ويقام عليهما دولة دينية يحكمها مجمع ديني من مختلف الطوائف والمذاهب الإسلامية بما يشابه "الفاتيكان"!
وهنا قالت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية إن ذلك لا يتحقق إلا من خلال ما أسمته بالفوضي الخلاقة.. وهو مصطلح جديد علي العرب.. بل ربما علي العالم لأنها قصدت به تكوين حالة سياسية بعد مرحلة فوضي متعددة الأحداث يقوم بها أشخاص معينون بدون الكشف عن هوياتهم.. وعندئذ تتولي الولايات المتحدة الأمريكية نشر الديمقراطية في العالم العربي..!
***
ولعلنا.. إذا أعدنا التأمل في أحداث 25 يناير 2011 التي جرت في مصر.. لأيقنا بما لا يدع مجالا للشك أنهم كانوا قد بدأوا تنفيذ مخططهم في إثارة القلاقل.. وتأليب الناس علي بعضهم البعض.. وإشعال الفتن والحرائق تمهيدا لتقسيم الوطن.. وقد استعدوا لذلك بمجموعات من الشباب قاموا بتدريبهم ..وتعليمهم.. علي كيفية نشر الفوضي الخلاقة.. أو بالأحري غير الخلاقة..!!
وفي نفس الوقت الذي كانت فيه أصابع الأمريكان تلعب داخل مصر.. فقد انطلقوا سريعا نحو باقي بلدان المنطقة.. فها هو العراق تم تدميره وأصبح شبه مقسم بالفعل وسوريا يقتل شعبها بالآلاف كل يوم.. وليبيا تمزقت إربا إربا.. واليمن لن تقوم لها قائمة علي المدي القريب.. أو حتي البعيد..!
ورغم ذلك .. لم يتوقع الأمريكان..أن أطرافا أخري سوف تدخل لمنافستهم في اقتسام الغنائم.. ففرضت روسيا إرادتها بالقوة العسكرية.. ومعها تركيا وأيضا إيران.. وهكذا.. وضع الأمريكان النظرية المتهورة دون أن ينعموا بالانفراد بالكعكة المأمولة..!!
***
الأهم.. والأهم.. أن ما أرادوه لمصر.. لم يتحقق.. بل وقف شعبها وجيشها ضد الأغراض الخبيثة بشجاعة.. وصمود..وإرادة صلبة.
نعم ..حدثت الفوضي في أعقاب أحداث 25 يناير .. لكن موقف الجيش تجلي في حماية أراضي الوطن بكل ما أوتي من قوة.
لقد سبق أن رحلت كونداليزا رايس.. وبعدها جاءت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية في عهد باراك أوباما.. لتكمل "مشروعها" ولكن بأسلوب مختلف.. حيث عهدت للإخوان المسلمين.. القيام بالتنفيذ مقدمة لهم الدعم المادي والمعنوي بصورة لم يسبق لها مثيل إلي حد تمكينهم من حكم البلاد مع إطلاق أياديهم في العبث بمقدرات مصر والمصريين حسبما يهوون ويشتهون..!
***
ثم..ثم..جاء 30 يونيو عام 2013 لينسف جيش مصر وشعب مصر.. مخططاتهم.. ويبعثر آمالهم التي عاشوا عليها ردحا من الزمان..!
لقد سقط حكم الإخوان في مصر.. وسقطت معه كل النظريات والأمنيات والأحلام الأمريكية.. وأصبح حلمهم بإنشاء ولاية سيناء.. في طي المستحيل الذي لن يتحقق أبدا مهما طال الزمن..!
***
استنادا إلي كل تلك الحقائق.. وهذه الأسانيد.. وأيضا المواقف والأحداث المتتابعة أحيانا.. والمتوقفة أحيانا أخري..فإن السؤال البديهي والتلقائي:
* هل كان متصورا أن يتركوا مصر في حالها بعد كل ما جري..؟؟
الإجابة بالنفي طبعا.. من هنا زادت حيلهم أكثر وأكثر .. وتعددت وسائل تآمرهم.. وخبثهم ومكرهم..!
في الخارج قوي آثمة باغية.. وفي الداخل أيادي رخيصة أصحابها كارهون لأنفسهم.. ولبلادهم .. لا يريدون الاعتراف بأنهم أصبحوا غير مرغوب فيهم تحت وطأة أي ظرف من الظروف..
وحتي نكون مدركين لطبائع الأشياء .. فإن هذه الحيل وتلك الألاعيب لن تتوقف.. ولن يتركوا أية فرصة إلا وحاولوا استغلالها في سبيل النفاذ إلي ما يمكن أن يحقق لهم ما سعوا إليه مرارا وتكرارا..!
لقد قامت أمريكا مؤخرا بحجز 300 مليون دولار من المعونة المخصصة لمصر بحجج واهية .. وهي لعبة قديمة طالما اتبعوها لكنها لا تعنينا في شيء أولا وأخيرا ..بل ولن تجعلنا نحيد عن طريقنا ..طريق المثل ..والأخلاق.. والكرامة.. و.. و.. والشجاعة..!
علي الجانب المقابل.. إذا كان كلى من تميم بن حمد حاكم قطر.. ورجب طيب أردوغان رئيس تركيا يتوهمان أنهما يمكن أن يشكلا رأس حربة ضدنا..فنحن نقول لهما ..كان غيركما "أشطر".. أنتما اثنان من المهاويس .. تنتظركما أسوأ العواقب .. والشواهد واضحة .. فالشعب القطري يغلي.. والأتراك طفح بهم الكيل من هذا الرجل الذي فقد توازنه أو بمعني آخر عقله..!
***
علي أي حال.. ها هي انتخابات رئاسة الجمهورية قد انتهت أمس .. ليبدأ فرز الأصوات وبعدها يتم إعلان اسم الرئيس الجديد.. وهو الرئيس الذي اخترناه بإرادتنا البحتة.. بدون تدخل.. أو ضغط.. وبلا أي خروقات يمكن الزعم أنها قد شابت العملية الانتخابية.
بذلك تدخل مصر مرحلة جديدة أحسب أنها سوف تكون مرحلة مزدهرة تتحقق خلالها معظم مطالب شعبها.. الذي سيكون قد أتي عليه وقت جني ثمار ما بذله من جهد وتعب ومارسه من صبر وقدمه من تضحيات طوال السنوات الماضية.
* معدلات التضخم سوف تنخفض ..هذا ما لا شك فيه.
* البطالة ستتراجع شيئا فشيئا.. هكذا تقول المؤشرات بعد التسهيلات التي تقررت للاستثمار والمستثمرين وتعدد وتنوع المشروعات الصغيرة..
* قلاع الأمن والأمان سوف تعلو أكثر وأكثر .. لاسيما مع دحر فلول الإرهاب والإرهابيين الذين ضاقت بهم الآن.. مخابئهم .. وكهوفهم..وأنفاقهم..ودهاليزهم..!
* العشوائيات لن يكون لها مكان.. والإسكان الاجتماعي ستتوسع دوائره.. كما يختفي تماما الالتهاب الوبائي "فيروس سي" الذي سبق أن دمر أكباد المصريين..
* ليس هذا فحسب.. بل سيجد الفقير قبل الغني علاجه ودواءه بلا أدني عناء.. أو استجداء..!
وسوف نتباهي أمام العالمين.. بأن لدينا علماء ومخترعين.. ومبتكرين.. خصوصا بعد تطوير التعليم الذي طالما تمنيناه.. وانتظرناه طويلا.. طويلا..
* أما فيما يتعلق بالحياة الديمقراطية والسياسية.. فلابد أنها ستفرز نماذج متطورة من الأحزاب بقياداتها.. وكوادرها.. بحيث نطمئن إلي أن تداول السلطة يمكن أن يتم في أي وقت بسلام وتوافق ودون صراعات أو نزاعات.
***
باختصار شديد .. فإن مصر بإذن الله وفضله.. ستدخل عصرا جديدا.. نحن صناعه.. ونحن الذين نحدد معالم طريقه.. ولن .. لن.. نتنازل أبدا عن أفضل وأحسن مكان.. في أول صفوف ساحة الدنيا.