سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " مهلا.. لا تحمِّلوا الرئيس المنتخب أكثر مما يحتمل"

بتاريخ: 02 أبريل 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*الآن.. القرار للأغلبية الكاسحة بعد أن أدلت الأقلية بما فيها من عوار ونواقص برأيها في الانتخابات

*مهلا.. لا تحمِّلوا الرئيس المنتخب أكثر مما يحتمل

 يقول علماء الفسيولوجيا والأحياء.. إنه عند ذبح الحيوان يظل يرتجف لمدة ثوانٍ قليلة يكون خلالها قد فقد الوعي تماما..

نفس الحال بالنسبة للإنسان الذي لو حدث وتم الضغط على رقبته من الخلف سرعان ما يصاب بدوار شديد نتيجة عدم وصول الدماء إلى المخ حتى يودع الحياة إلى غير رجعة .

***

الآن وبعد أن فشلت جميع الأساليب الملتوية..وغير الملتوية من جانب الذين أرادوا أن يفسدوا على شعب مصر .. حقه الأصيل في انتخاب رئيسه بحرية ونزاهة وحيادية مازالوا يلفون ويدورون للبحث عن بقية باقية من أمل ضاع وتبدد.

لكن لأنهم يفتقرون إلى أبسط قواعد العلم والمعرفة فقد فاتهم أن ترنح الذبيحة ..وتشنجها..أبلغ دلالة على أن الماضي سواء أكان جسديا أو معنويا يستحيل أن يعود بأي حال من الأحوال .

من هنا..فأنا لا أتفق مع الذين هرعوا  للاتخاذ من الأصوات الباطلة قضية بلا قضية سواء الذين اعتبروها ..صورة من صور إبداء الرأي ..أو من حولوها زورا وبهتانا إلى نوع من الرفض والغضب..!

أولا.. بالنسبة للفئة الأولى فلابد أن يكون واضحا أن التعبير عن الرأي له مقوماته وخصائصه ..بل وشروطه ومحدداته.. بمعنى أن من اختار طريق السلبية والبعاد .. ثم يجيء ليفرض على الآخرين ما يقول وما يفعل.. فإنه بذلك يكون كمن يصيح للقمر.

المعروف أن المقاطعة نوع من أنواع التكيف غير المنطقي وغير العاقل

مع الحياة وكل من يلجأ إليها إما مصاب بمرض نفسي.. أو جسدي ..أو خلقي.. الأمر الذي يتحتم استبعاده من دائرة العقل شكلا وموضوعا ولعل الأمر لا يختلف كثيرا.. بالنسبة لمن يدعي أن من أبطل صوته .. لا تروقه الأوضاع والأحوال.. لأن ذلك لو كان كذلك .. ما حصل الرئيس المرشح الذي يقصدونه على ما يقرب من 23 مليون صوت من مجموع الذين أدلوا بأصواتهم والذين يبلغ عددهم ما يقارب الخمسة وعشرين مليونا..!

(للعلم):هذه المؤشرات تقريبية..فأنا أكتب المقال قبل أن تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات النتائج النهائية والمقرر لها اليوم.

***

إذن..فإن الأصوات الباطلة لا تمثل شيئا مذكورا بالنسبة لهذا الإجماع  الهائل على الرئيس الذي خبروه وخبرهم على مدى أربع سنوات كاملة.. أو قل خمس سنوات وأزيد ولمسوا فيه مدى الشجاعة والقدرة والإرادة الصلبة.

طبعا كل من أبطل صوته ثم جاء من حاولوا أن يفتوا أو يبرروا أو يضعوا نظريات "خايبة" كلهم من عجينة واحدة.. عجينة سوداء غير قابلة للنضج مهما أشعلوا لها النار من كل جانب .. فمن ذهب إلى صندوق الانتخاب ..وهو يضمر شرا ..فإنه في الأصل صنيعة الذين أنفقوا الأموال الطائلة ثم اكتشفوا أنهم كانوا ضحية فكرٍ ضحل.. ونفوس مريضة حاقدة ..وبالتالي تعرض الطرفان لريح عاتية ها هي تجتث جذورهم جثا لأن من صنعوا الإرهاب والإرهابيين بات شأنهم شأن الحيوانات الذبيحة التي أشرت إليها في بداية هذا المقال ..

أما بالنسبة للمخططين.. بما يملكونه من أموال وطيش وتهور.. فقد جاء اليوم الذي أوتوا فيه كتابهم من وراء ظهورهم.. ليصلوا سعيرا.

***

وأعود لمن حصل على الإجماع الشعبي الكاسح لأقول إنه تقدم للانتخابات حاملا كتابه بيمينه وهو كتاب زاخر بالمشروعات العملاقة..من طرق وكباري .. ومدن جديدة ومساكن بالآلاف ..ومشروعات استثمارية محلية وإقليمية وعالمية.. وحقول غاز وبترول ومشروع للرعاية الصحية.. وآخر لتطوير التعليم ..ولا شك أن كتابا بهذا المحتوى لا يضير صاحبه أن يبطل صوته حاقد أو موتور ..أو أجير رخيص في الانتخابات..!

***

على أي حال ها نحن ملتزمون بالمبدأ الديمقراطي الأصيل.. القرار للأغلبية والرأي للجميع..

ولقد أعلنت الأغلبية رأيها برؤوس شامخة ونفوس صادقة مخلصة..لترتفع صيحات الحق.. وتذهب الأفاعي بفحيحها المنكر إلى أسفل سافلين..!

ورغم أننا لسنا في حاجة إلى شهود من الخارج إلا أننا ننظر بعين التقدير إلى ما قرره الرئيس الروسي بوتين بأن نتائج الانتخابات أظهرت بوضوح المكانة العالية للرئيس السيسي بين مواطنيه وبحقيقة الدعم الشعبي الواسع الذي يحظى به من جانب كافة فئات المجتمع.

ليس هذا فحسب..بل لقد أجمعت كافة منظمات المجتمع المدني.. والمراقبون المحليون والعالميون السياسيون على أن الانتخابات لم تشهد أي اختراقات صغرت أم كبرت وليبهت الذين كفروا..!

***

في النهاية تبقى كلمة:

أنا شخصيا أشم رائحة في المناخ السياسي يحمل هواؤها تحميلا للرئيس المنتخب أكثر مما قد يحتمل على الأقل خلال الفترة القصيرة المقبلة.

إنهم يتحدثون عن انخفاض في الأسعار.. وعن توفير فرص عمل للشباب..وعن تحريك لعجلة الاقتصاد.. وعن زيادة الحد الأدنى للمرتبات.. وعن رفع معاشات المتقاعدين والمسنين وعن تنشيط الحركة السياسية والحزبية من خلال تشجيع بني الوطن على كافة انتماءاتهم وتوجهاتهم على القيام بدور مؤثر وفعال في عملية الانتقال بالبلاد من مرحلة معالمها محددة معروفة إلى أخرى أزيد اتساعا وأكثر إشراقا وأوفر حظا لشعبها الذي كان ولا يزال وسيستمر بإذن الله أهلا لتحمل المسئولية..!

***

ومع ذلك نقول: الهوينا..الهوينا..!

..و..وشكرا