سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان" تقرير سياسي عن أحداث الساعة "

بتاريخ: 06 أبريل 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 

لا.. إنها ليست مصادفة.. ولكن:

هي إرادة شعب..أحب الحياة..فاستجاب القدر

4انتصارات ..في توقيت واحد

*شعبيا: الالتفاف الهائل حول الرئيس "المختار"

*عسكريا: ضربة قاصمة وموجعة..للإرهاب الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة

*سياسيا: نتائج الانتخابات التي أذهلت السابحين في أوهام الخيال

*أمنيا: المسيحيون يحتفلون بأعيادهم دون خوف أو فزع

*تركيز عصابات الإجرام على زراعة وتهريب المخدرات أبلغ دليل على أن شياطينهم "تركبهم"!

*إصرار المجندين على الاستمرار في الخدمة العسكرية يعكس إلى أي مدى يظل الشاب المصري عاشقا لتراب بلده ومضحيا في سبيل آبائه وأمهاته وأجداده

*أين البرادعي الذي سبق أن طالبت أمريكا برعايته والاستماع لنصائحه؟!

*أقول لسعد الدين إبراهيم: مفيش فايدة فيك..!

..وأقول للأخ التركي أردوغان: احتفالك مع الإخوان بمرور 90 عاما.. يبعدك عن دائرة الرؤساء المحترمين

ما يجري في مصر الآن لا يكفيه مجرد التأمل والتمعن لأن الأحداث والتطورات  أصبحت بمثابة ظاهرة تستحق الدراسة ليس على المستوى المحلي بل وأيضا العالمي.

وأحسب أن ذلك سوف يتم قريبا خصوصا إذا أيقنا أن المصادفة هنا يتعذر أن تلعب دورا وحيدا بل هي بكل المقاييس إرادة شعب أحب الحياة فكان لابد أن يستجيب القدر.

وصدقوني ..الشعب المصري الآن غير زمان فالغالبية العظمى من أبنائه لديها الاستعداد لتحمل المسئولية مهما أحاط بها من ظروف صعبة.. ومهما صادفها من عقبات..

إن تلك الغالبية أصبحت تؤمن إيمانا واثقا بأن هذا الوطن لا يبنيه بالفعل سوى أبنائه الذين يجب أن يتخلوا عن مصالحهم الشخصية حتى ولو لفترة معينة.. من أجل تحقيق الأهداف الكبار التي لابد وأنها آتية..آتية..!

يكفي أن كل واحد فينا..أصبح متمسكا بحقوقه إلى أقصى مدى .. في نفس الوقت الذي لا يعترض كثيرا على أداء واجباته.. المهم أن يكون طرفا المعادلة متقاربين..

***

استنادا إلى تلك الحقائق..فأنا شخصيا أرى أن ما جرى خلال الفترة القصيرة الماضية ..إنما يعكس أربعة انتصارات في توقيت واحد..دعوني ألخصها لكم فيما يلي:

Xأولا: الالتفاف الهائل حول الرئيس المختار: أنه لا شك تحرك ديناميكي غير مسبوق بحيث انصهر الوطن.. والناس في بوتقة واحدة أفرزت ناتجا رضي عنه الجميع فقدموه بإرادتهم البحتة إلى أول الصفوف.

وهنا قد يثور سؤال مهم:

وأليس هذا كان يمكن أن يتم بنفس الحوار والسيناريو..مع مرشح آخر..؟

طبعا ..الخلفيات والشواهد والتجارب المتتالية على مدى خمس سنوات كلها عناصر تقول إن أرض الواقع لا تحمل في طياتها أية دلائل تؤدي إلى ذات مرمى الهدف مهما تعددت الوسائل والأساليب ..فما بالك أن هذه الوسائل وتلك الأساليب غير متوفرة أصلا..؟!

إذن ذلك الالتفاف الهائل يعد بمثابة انتصار حقيقي للشعب لا تشوبه شائبة قبل أن يكون للرئيس المختار نفسه ..لأن الرغبة الجماعية العارمة لها قدرها وقيمتها واحترامها .

وأعني بالشائبة أن لا أحد يستطيع الزعم أن الانتخابات قد أصابها خلل أو عوار ..أو تشوه من أي شكل أو نوع.. فها هي أمام العالم تمت في حيادية بالغة ونزاهة ما بعدها نزاهة مع الأخذ في الاعتبار أن الحاكم القائم هو المرشح ولعل المغزى واضح..!

Xثانيا: قبل إعلان نتيجة الانتخابات بساعات قليلة قامت القوات المسلحة بتوجيه ضربة قاصمة وموجعة للإرهاب والإرهابيين الذين بات الظلام يحاصرهم من كل فج..!

إن العملية العسكرية الشاملة التي تبناها الرئيس المرشح تؤتي نتائجها أو بالأحرى أتت بالجزء الكبير من نتائجها المأمولة ..ولم يعد أمام الغرابيب السود سوى أن يدفنوا أنفسهم بأنفسهم تحت رمال الصحراء..!

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن تمكن القوات المسلحة والشرطة من ضبط مزارع للحشيش والبانجو والأقراص المخدرة التي بلغ عددها ثلاثة ملايين و650 ألف قرص..يكشف لنا أن الحكاية لم تكن تستهدف مجرد تخريب ونسف منشآت واغتيال أشخاص بعينهم لكنها حاولت أن تمتد بأصابعها الشريرة إلى حاضر ومستقبل مائة مليون مصري..وأكثر..!

للأسف ..لقد أرادوا تدمير العقول ..لكن نحمد الله سبحانه وتعالى أن جعل مصر عصية على شرورهم وأحقادهم ونواياهم القذرة.

***

Xثالثا: أما من الناحية السياسية فها هي الانتخابات التي أثمرت عن حصول الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس المرشح ثم المنتخب على97% من الأصوات .

أقول إن تلك الانتخابات ونتائجها تضع مصر سواء شاء من شاء أو أبى من أبى على طريق الديمقراطية بكل معانيها..

دعوهم يقولون..أو يتقولون ..أو يفترون بأن المنافسة بين المرشحين الاثنين لم تكن متكافئة فكل ذلك كلام"هزلي" لأن العبرة في النهاية هي بما احتوته الصناديق وبالكم العددي من الأصوات الذي يعد هو السند الحقيقي والمؤثر والفاعل في استبعاد أية شبهة يمكن أن تحيط بولاية الرئيس الجديد..!

وها نحن نتابع ترحيب قادة العالم شرقه وغربه وشماله وجنوبه بفوز "السيسي" والذين عبروا عن مواقفهم ومشاعرهم من خلال اتصالاتهم التليفونية وبرقياتهم التي لم تهدأ منذ إعلان النتيجة التي أذهلت السابحين في أوهام الخيال والذين سبق أن دعوا للمقاطعة ..أو بعثرة الاتهامات بغير حق.

 إنهم الآن ولا شك .. يجلسون القرفصاء لا يعلمون إلى أين سيئول بهم المطاف..بعد أن تناسوا قول الله سبحانه وتعالى:" وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما"(صدق الله العظيم).

***

ثم..ثم.. نأتي إلى الانتصار الحاسم والبات والقاطع ..ألا وهو الانتصار الأمني..والذي تمثل من بين ما تمثل في ذلك المناخ الوادع الذي عاشه المسيحيون وهم يحتفلون بأعيادهم والذين سوف يستكملونها بإذن الله الأسبوع القادم..

لقد توارت مشاعر الخوف والفزع في نفوسهم نظرا لإيمانهم بأن الحرب ضد الإرهاب قد انعكست نتائجها ضمن ما انعكست على حياتهم وضمنت استقرارهم ..وردت تهديدات من تصوروا يوما أنهم يفرضون وصايتهم على عباد الله..إلى نحورهم.

أيضا..ما يدعو للفخار والاعتزاز ذلك الإصرار من جانب المجندين على الاستمرار في الخدمة العسكرية بعد انتهاء مدتهم القانونية حتى يهنأوا مع باقي زملائهم بتحقيق النصر .

إنه يؤكد على أن الشاب المصري يظل عاشقا دائما وأبدا لتراب بلده ومضحيا في سبيل آبائه وأمهاته بل وأجداده أيضا..!

أمثال هؤلاء الشباب أين هم.. من أولئك الذين ارتموا في أحضان مؤسسة فريدوم هاوس المشبوهة ومثيلاتها والذين تعلموا على أيدي مدربيها كيف يكون الانقضاض على حياة الناس وترويع الآمنين منهم وسرقة ثرواتهم ومكاسبهم..!

ونحن ما دمنا نؤرخ لتاريخ وطن.. فلابد أن نطلب من ذاكرتنا العودة إلى سنوات للوراء ..حينما ظهر بيننا فجأة..من وصفوه زورا وخداعا وتدليسا بأنه رائد الإصلاح السياسي في مصر..وأعني به "محمد البرادعي"..

لقد دفعته أمريكا في خبث ودهاء طالبة من السلطات المصرية ..وقت ذاك بإكرام وفادته وعدم التعرض له.

وبالفعل أخذ يروح ويجيء ..وينظم المسيرات ..ويجري الاتصالات مع قوى وخلايا بعينها ..لكن بما أنه رجل متخبط في أفكاره وسلوكه فقد أعلن يوم 9 مارس عام 2005 أي بعد أحداث 11 يناير بثلاثة شهور عن نيته ترشيح نفسه رئيسا للجمهورية ثم عاد يتراجع يوم14 يناير 2012 بحجة غياب الديمقراطية في مصر وإصراره على الحصول على إقرار رسمي بأن السلطات الحاكمة لن تتدخل في الانتخابات..!

***

إذن بالله عليكم.. هل كان يمكن لمثل تلك النماذج أن تتولى حكم دولة في حجم مصر..

ولا أعرف لماذا أنا شخصيا أجد أوجه شبه كثيرة بين البرادعي وسعد الدين إبراهيم الذي جاء لينفلت وحده زاعما أن الناخبين المصريين احتشدوا في آخر يوم أمام صناديق الاقتراع بسبب خوفهم من توقيع غرامات عليهم وسحب بطاقات التموين منهم وهو ما يمثل إهانة بالغة سواء للذين شاركوا ..أو قاطعوا..!

كل ذلك الزعم المريب يرجع إلى أن "سيادته" طلب من الهيئة الوطنية للانتخابات أن يشارك مركزه إياه "ابن خلدون" في الإشراف على العملية الانتخابية .. إلا أن الهيئة اعتذرت له ..إذ أن تاريخه لا يسر ولا يوحي بالاطمئنان أو الثقة..!

***

أخيرا..كلمة أوجهها للأخ التركي رجب طيب أردوغان الذي يبدو واضحا أنه وضع نفسه في خندق مظلم مع الإخوان المسلمين دون أن يملك منهم فكاكا..!

لقد نظم احتفالا في إسطنبول بمناسبة مرور 90 عاما على نشأة العصابة الإرهابية ..دعا إليه عناصر من عدة بلدان متفرقة مثل سوريا وفلسطين ..والأردن ..وأخذوا يتحدثون عن عالمية الجماعة.. وكيف أن نشاطها ليس مقصورا على بلد دون غيره ..لكنه جامع..مانع..!!

يا سلام..!

الأدهى والأمر أنه بعد انتهاء احتفال "أردوغان" دوّت الصالة بدقات الطبول التي رقص عليها إخوان وأخوات المسلمين..!

يا سيد أردوغان..ها أنت تبعد نفسك بنفسك عن دائرة الرؤساء "المحترمين"..!

وهذا في حد ذاته يكفينا.. ونرجو أن يكفيك أيضا فربما تتعلم من الدرس يا ...!!