لا يغرنكم..هذه الخلافات "المزعومة".. بين المتصارعين على تقسيم الكعكة السورية.. فهم متفقون على أن يلتهموها التهاما.. المهم.. من يحصل على النصيب الأكبر علما بأنها لم تصبح كعكة.. بل ولا حتى كسرة خبز..بعد أن تشققت الأرض بمن عليها..وتهدمت البيوت فوق رؤوس قاطنيها.. وغادر الملايين الديار.. وبقي من بقوا ليعيثوا في الأطلال فسادا ما بعده فساد..!
الأمريكان وحلفاؤهم يتهمون الروس بتعطيل دخول مفتشي الأسلحة الكيميائية إلى الدوما حتي ينتهوا من إزالة الآثار التي خلفتها الضربات التي شنها جيش النظام بمساعدة الروس.
في نفس الوقت الذي يؤكد فيه الروس.. على عدم استخدام أية أسلحة كيميائية .. وهكذا يدور الجميع في دائرة مفرغة.. وكأنهم يلعبون لعبة القطط والفئران ولكن بطريقة ساذجة.. إذ أن كل طرف يعرف نوايا الآخر.. ويعلم جيدا ماذا يريد .. وماذا يفعل..!
***
كل هذا وسوريا فقدت الإرادة منذ زمن طويل.. وينتظر شعبها ماذا يمكن أن تسفر عنه الفصول شبه الأخيرة من المسرحية .. وطبعا الترتيبات تجري لكي يخرج أصحاب الوطن الأصليون من المعادلة!!
ها هم الروس أخيرا يعترفون بأن سوريا في طريقها للتقسيم .. بينما الأمريكان والبريطانيون والفرنسيون والأتراك .. انتهوا بالفعل من إعداد الخرائط الجديدة لفرض الأمر الواقع الذي يقوم على أساس .. إيجاد دويلات صغيرة كل منها لا تساوي شيئا..!
وهذا هو ما سعى إليه الاستعماريون الجدد الذين مازالوا يصرون على تقسيم الشرق الأوسط إلى جزئيات متناثرة هنا.. وهناك..!
وللأسف .. السوريون.. أو حكام سوريا.. بعد أن سدت أمامهم كل سبل الإنقاذ.. لم يكن في وسعهم سوى الخنوع والاستسلام خصوصا بعد أن سلموا مقاليد أمورهم من قبل لكلٍ من الروس من ناحية.. والإيرانيين وحزب الله من ناحية أخرى!!
واستمرارا في سياسة الكر والفر والخداع .. وأيضا اللؤم والطمع بدأ الأمريكان يرددون حاليا تشكيل قوات عربية مشتركة تحل محل قواتهم لفرض السلام في سوريا.. "وكلهم" من عجينة واحدة .. فإذا نجحوا كان بها .. وإذا لم ينجحوا .. فهذا شأنهم ..وذلك مصيرهم الذي ينبغي أن يكون دائما في انتظارهم بحكم طبيعتهم وتكوينهم .. وعاداتهم..وتقاليدهم..!
***
من .. هنا فإني أنصح الأخوة العرب بألا يتورطوا أبدا.. وينساقوا وراء دعوات الأمريكان لأنهم لا يريدون منها سوى زيادة المشكلة تعقيدا..!
ليس هذا فحسب.. بل سيتركونهم يضربون بعضهم البعض فوق أرض سوريا التي هي في الأساس أرض عربية .. ليظلوا هم يمسكون بالخيوط دون أن يتكلفوا مالا أو عتادا .. أو رجالا.. بل سينهبون الثروة عن آخرها وهم شامتون وملقون اللوم على هؤلاء القوم العاجزين ..!
وتأكدوا ..أن الانسحاب فيما بعد.. سيصبح ضربا من ضروب المستحيلات .. لأن المستنقع عندئذ سوف يمتلئ بالرمال التي تختلط بدورها بالمياه الآسنة.. وبعد ذلك ما من سبيل..!
.. إنه بكل المقاييس "فخ ماكر" فاحذروه ..احذروه ..
اللهم قد أبلغت.. اللهم فاشهد..!
***
ثم..ثم..ألا تلحظون أنهم نجحوا في أن يصرفوكم عن قضيتكم الأساسية قضية فلسطين.. والدليل أن شعبها يدفع الثمن كل يوم وما من مغيث..!
أقاموا يوم الأرض.. ثم يوم الأسير.. ثم..ثم.. لإظهار مشاعر الغضب والاحتجاج لكن النتيجة أن نيران إسرائيل حصدتهم حصدا كالعادة..!
أيضا.. لقد تعالت صيحاتكم عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل .. فماذا حدث ..؟!
طبعا.. لا حياة لمن تنادي .. وها هي الأيام تمر.. والاستيطان يتزايد.. والاستفزاز يبلغ مداه.. وعنجهية نتنياهو تفوق الحدود..!
***
خسارة .. ومليون خسارة.. أن تؤول مصائر شعوب عربية إلى نفس ما آل إليه الفلسطينيون منذ 70 عاما.. ولا حل .. بل ولا أدنى أمل في أي حل..!
***
و..و..وشكرا