عندما يغيب العقل..تقع الكارثة.. فمن المسئول.. أنت أم الحكومة..؟!

بتاريخ: 07 مارس 1999
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

أتوبيس يقفز من فوق الكوبرى..!

سيارة تقلده.. وتفعل نفس ما فعل فى اليوم التالى..!

سباق بين السائقين على الطرق السريعة.. لمصرع أنفسهم.. وقتل العشرات معهم..!

جرار يصدم عربة.. ليلقى بركابها فى الترعة.. أو النهر..!

بيت يتهدم فوق رءوس سكانه..!

عمارة تشب فيها النيران فيجد الناس أنفسهم «محاصرين» بها، أو الدخان.. ولا مفر..!

* * *

بالله عليكم.. هل هذا معقول؟.. وإلى تلك الدرجة.. نفرط فى أرواحنا، وأرواح أعزائنا..؟؟

كم أخذنا ننادى، وننادى.. بضرورة أن يكون للإنسان كرامته، وقيمته، وثمنه الغالى الحقيقى.. لكن -للأسف- فى النهاية هذا الإنسان هو الذى يضيع نفسه، ويشرد أسرته، ويمزق خيوط وطنه..!

دعونا نقولها صريحة:

لو فرض وأن الحكومة مقصرة.. فالمجتمع -بكل المقاييس- أشد تقصيرا..!

نعم.. الحكومة مطالبة بتجهيز طريق آمن تتوفر فيه كافة الإمكانات.. وأيضا بالتأكد من أن كل مقومات السلامة «مرضية» عند إقامة أية منشأة جديدة.. بل حتى المبانى القديمة يجب أن تخضع لتفتيش دقيق يتم من خلاله التأكد من وجود أبسط العوامل التى تقررها الدنيا كلها.. لمنع الانيهار «المفاجىء»، ومنع تسرب الغاز، أو حدوث «ماس» كهربائى.. أو.. أو..!!

إنها -بديهيات- ياسادة.. صدقونى إننا جميعا لابد وأن نخجل عندما نتحدث عنها فى وقت نزيد ونعيد فيه.. عن القرن الحادى والعشرين.. وعن مدى استعدادنا له.. وكيف أننا «عباقرة»، وأصحاب حضارة، ترك لنا أجدادنا العظماء تراثا خالدا، وشهرة جابت الآفاق..!!

* * *

يا عالم.. اتركوا الماضى.. ودعونا نتحدث عن الحاضر والمستقبل..!

لذا أعود فأقول.. إننا -كمواطنين- تقع علينا مسئولية أضخم يفعل الكثيرون ما يحلو لهم دون اعتبار مسبق للنتائج..!

مثلا.. سائق السيارة «اللورى«.. لا يستطيع أن يجلس على عجلة القيادة.. إلا إذا «عدل مزاجه».. بقطعة حشيش، أو زجاجة بيرة، أو شمة هيروين، أو قرص «اسبراكس».

بديهى طبعا.. أنه حينما يغيب العقل.. تقع الكارثة.. وهذا ما يحدث ويتكرر يوميا..!

سكان الشقق.. أو شاغلو المحلات.. الذين لا يتورعون عن ارتكاب أية مخالفة بنائية «قاتلة» فى سبيل مصلحتهم ضاربين عرض الحائط بأية أخطار محتملة..!

.. وها هو «الطبيب».. أستاذ الجامعة.. الذى غير معالم العمارة الأنيقة التى يقيم بها من أجل توسيع شقته..!

.. وها هو «صاحب المحل».. الذى أراد أن ينشىء مخزنا «عشوائيا».. فحطم عواميد البرج الشاهق..!

* * *

* ثانيا: سوء تقدير الأمور، والإشكالية.. إذ مازال البعض يتصور أن «القدر» هو الذى يسير حياته.. ومادام «المكتوب على الجبين لابد وأن تراه العين».. فليس ثمة ما يمنعه من ارتكاب كل الشرور، والآثام.. ناسيا.. أن الله سبحانه وتعالى منح عباده أغلى منحة فى الوجود ليميزهم عن سائر المخلوقات.. وليمنحهم القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ.. كما ينصحهم بألا يلقوا بأنفسهم إلى الهلاك رحمة بهم..!

* ثالثا: الإحساس الداخلى.. بأءن القانون لا يطبق على الجميع.. أفقد الحكومة هيبتها.. وبالتالى تولد لدى الأفراد إحساس بعدم المحاسبة.. إذا ما قصروا، أو أخطأوا، أو أساءوا..!

* * *

من هنا.. لابد من وقفة..!

أكرر.. لابد من وقفة..!

إن هذه الكوارث المتتالية.. تدمى القلوب.. تخلفه من مآس.. فكم من أطفال تيتموا فى الآونة الأخيرة.. وكم من زوجات ترملن.. وكم من دماء سالت على الطرق..!

ألا تدركون.. أن ذلك كله تبديد لثروتنا البشرية القومية الغالية..؟؟

دعونا نسأل أنفسنا: متى نتخذ مما يجرى عظة وعبرة..؟؟

لماذا لا تتذكر دوما.. بأنك قد تكون -لا قدر الله الضحية غدا..؟؟

إننى آمل.. أن يأتى علينا وقت قريب جدا ندافع فيه عن مصلحة الآخرين كأنها مصلحتنا بالضبط.. كما أتمنى أن تؤكد الحكومة هيبتها بالفعل والعمل.. وليس بالقول.

والله غالب على أمره.