أيهما أجدى إنسانيا.. وأنفع دينيا؟
التبرع للمستشفيات والأزهر أم إطعام الفقراء..؟!
وإلى "أراجوزات" فريدوم هاوس وفلول الإخوان الإرهابيين..
لا.. لن تعود مصر للفوضى!
انتشرت خلال السنوات الماضية.. ظاهرة جمعيات الخير التي كثرت فروعها وتعددت على أرض المحروسة..!
وهذا -بلا شك- أمر طيب لأنه أولا وأخيرا ... يعكس معاني الإيثار .. والتكافل.. والمشاركة الوجدانية بين أفراد المجتمع رغم السقطات التي يتم اكتشافها أحيانا لدى بعض تلك الجمعيات والتي تتمثل في مخالفات صارخة تأخذ طريقها إلى النيابة .. ومن ثم للقضاء..!
ومع ذلك فإن السؤال الذي يثور:
أيهما تكون له الأولوية سواء من الناحية الإنسانية أو الدينية لاسيما وأن معظم جمعيات الخير تلك يتركز نشاطها على جمع تبرعات الجماهير لصالح المستشفيات التي لم تكن قد تعدت سوى مرحلة الماكيتات وبعضها الآخر لصالح الأزهر الشريف..!
أنا شخصيا.. أتصور وشهر رمضان على الأبواب أن الجائع أحق بالمساعدة والعون قبل المريض .. لأن من لا يجد طعامه وشرابه يكون نهبا للمرض الذي قد يودي بحياته خلال فترة وجيزة.. ولعله من الأهمية بمكان التذكير بحجم الفقراء الذين حكمت عليهم الظروف أن تمر عليهم أيام وليالٍ وبطونهم تتلوى وقلوبهم تقطر أسى وحسرة.
وللعلم هؤلاء يبلغ عددهم حاليا حوالي 30 مليونا!!
وهنا لابد من الانتباه إلى أن أهلنا في الريف بصفة خاصة سواء في الوجه البحري أو الصعيد منهم من يعاني أقسى الظروف وأبلغها صعوبة .. وقد يمنعهم حياؤهم من السؤال..!
ليس هذا فحسب.. بل إن جماعة الإخوان الإرهابية عندما كانت تحاول ترسيخ جذورها فإنها دأبت على التواجد في القرى والنجوع حيث يتولى أعضاؤها توزيع كميات من الزيت والسكر والأرز وما إلى ذلك لكسب التعاطف .. وتقديم صورة تختلف تماما عن حقيقتهم .
نعم.. الحكومة – والحمد لله- تقوم حاليا بالواجب.. ومعها جمعيات ومؤسسات أهل الخير .. لكن المطلوب زيادة المطروح من الأغذية.. والتغلغل أكثر وأكثر إلى الثنايا والدروب والمنعطفات..
**
وأنا حينما أقول الجائع أولا.. فإني أستند إلى قول الحق سبحانه وتعالى في سورة التوبة:
بسم الله الرحمن الرحيم:" إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل.. فريضة من الله .. والله عليم حكيم"(صدق الله العظيم).
على الجانب المقابل ينبغي ألا ننسى واجب "العمل"، فالله سبحانه وتعالى يحثنا جميعا على أن نعمل .. وننتج .. بل ونحسن الأداء .. فليس من صالح المجموع أبدا أن تسترخي فئة سواء كثر عدد أفرادها أو قل تحت ظلال الأشجار .. في انتظار أن يتساقط عليهم "رطبا جنيا" دون جهد يبذلونه !
أبدا.. ليس هكذا تبنى الأوطان .. بل لابد من العلم.. والعمل بجانب التآزر .. والتكاتف.. وإغاثة الملهوف وعون البائس المسكين كلها عناصر مترابطة مع بعضها البعض!
أبدا لن.. تعود مصر للفوضى
بداية.. أرجو أن يكون واضحا.. أنني لا أدافع عما أقدمت عليه الحكومة من رفع سعر تذكرة المترو .. فهي لها مبرراتها التي لابد من وضعها في الاعتبار فضلا عن توفر كافة الخيوط لديها..!
لكن أن تحاول قوى بعينها استغلال هذا الإجراء الإصلاحي الصعب في محاولة لنشر الفوضى من جديد فذلك أبدا لن يكون.. إذ لن يسمح أي واحد من أبناء هذا الوطن .. أن يعود "أراجوزات" فريدوم هاوس الأمريكية ومعهم البقية الباقية من فلول الإخوان الإرهابيين لممارسة سلوكهم الذميم من هدم.. وتخريب.. وغرس ألغام الحقد والبغضاء في طريقنا الذي نسابق الزمن لتمهيده .. ولنعلي فوقه صروح التقدم والاستقرار والأمان!!
لقد بدا واضحا من أحداث أول أمس (السبت) .. أن من يرفعون أصواتهم مرددين الشتائم القذرة هم من نفس الصناعة الرديئة التي انتهى زمانها إلى غير رجعة!
أما هذه الأداة الرخيصة التي ألقى صاحبها بنفسه فوق القضبان في محاولة لجذب الانتباه فيكفيه ما لقيه من سخط شعبي ورفض جماهيري مما يؤكد من جديد على أن التلاعب بوجدان المصريين لن تقوم له قائمة مهما اتبعت قوى الشر من حيل رخيصة .. ومهما رقصوا فوق أحبال "دايبة" سرعان ما تتمزق لتودي بهم إلى أسفل سافلين..!
ومع ذلك .. فإني أرجو من الحكومة .. وألح في الرجاء أن تختار لقرارات الإصلاح الاقتصادي .. التوقيت المناسب.. أي في بساطة شديدة الابتعاد عن مواعيد المناسبات الدينية .. أو الوطنية.. أو الاحتفالات التي يكون الهدف من إقامتها إسعاد الناس..وليس العكس..!
(..وكلمة تحية للوزير المتيقظ دائما)
إذا كانت طبيعة الأشياء تقتضي أن يحصل كل ذي حق على حقه فإن أول من اتخذ زمام المبادرة تجاه قناة "روسيا اليوم" التليفزيونية هو الوزير المتيقظ دائما.. سامح شكري وزير الخارجية..!
لقد بدأ يومه بإلغاء اللقاء مع مندوبة القناة.. وتكليف أجهزة وزارته باتخاذ الوسائل التي تؤكد رفض مصر البات والقاطع تجاه مثل تلك الألاعيب التي لا نعرف ما إذا كانت بقصد أو بغير قصد.
برافو للمرة المائة يا سيادة الوزير .. فأنت بالفعل رجل فاهم.. وواعٍ..و..و..ومقتحم.. وترفض المساس بالسيادة الوطنية من قريب أو من بعيد.!