*المصريون يتعاونون..ويتحملون ويصبرون
*وفد صندوق النقد اعترف وأشاد ثم قرر صرف الشريحة الرابعة
*مطلوب المزيد من الحماية الاجتماعية
*أي ارتفاع أسعار قادم لابد من أن تقابله زيادة في الأجور
*تصوروا .. التضخم في بلد مثل فنزويلا وصل 454%..!
*الحمد لله .. عبرنا ..وتفوقنا..!
قبل عام 2014 كانت مصر تنظر إلى صندوق النقد الدولي نظرة توجس وريبة وخشية من "روشتاته القاسية".. والتي عكست ..انطباعا بأنها تفتقد البعد الإنساني..!
لكن بعد هذا التاريخ آمنت الدولة التي بدأ يشتد عودها وحرصت على رفض المسكنات الاقتصادية بضرورة وضع برنامج إصلاحي والعمل على تنفيذه مهما كانت صعوبته.. وإلا حدث- لا قدر الله – ما لا يحمد عقباه.
ومع أوائل عام 2017 تم توقيع الاتفاقية التي هي أشبه بالزلزال مع صندوق النقد من أجل مواجهة الاختلالات الخارجية والداخلية وتحسين البنية الاقتصادية.
طبعا.. مثلما كان متوقعا اقتضت الإجراءات الجديدة من بين ما اقتضته تعويم سعر الجنيه مما أدى إلى انخفاض قيمته بدرجة كبيرة .. ومن ثم ارتفاع الأسعار ..وتقليص حجم السلع الاستهلاكية المستوردة. وإحقاقا للحق اتفق المصريون فيما بينهم على ضرورة تحمل هذه التبعات إيمانا منهم بأنها الطريق الأسلم للعبور إلى حياة أفضل ومستقبل آمن لهم ولأبنائهم.
ولأن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر العاملين..الجادين.. الصابرين.. فقد تقدم برنامج الإصلاح خطوة .. خطوة.. بحيث يمكن القول إنه بدأ يقف حاليا على أولى عتبات طريق الأمان.
ومنذ أيام جاء إلى القاهرة وفد صندوق النقد الدولي وظل أعضاؤه طيلة 15 يوما يبحثون ويحللون..ويعقدون الاجتماعات المشتركة ..ويقارنون بين ما كانت الأحوال عليه بالأمس .. وما صارت إليه اليوم.. حتى تأكدوا بأن الاقتصاد ينمو بعد طول انكماش.. وأن التضخم يتراجع وأن الاستهلاك ينخفض والصادرات تزيد.. ومن ثم.. تقرر صرف شريحة جديدة لمصر قيمتها 2 مليار دولار ..لتصل جملة القرض من الصندوق ثمانية مليارات من أصل 12 مليارا..!
***
من هنا..تثور عدة أسئلة مهمة دعوني أطرحها بصراحة.. لأنها هي التي تجول-بالفعل- في عقول الناس جميعا.. كبيرهم قبل صغيرهم:
Xأولا :هل يتطلب صرف الشريحة "الجديدة".. إجراءات "جديدة" أيضا تتمثل في ارتفاع أسعار بعض السلع؟
الإجابة: نعم..!
X ثانيا: ألا تؤدي "الشريحة الجديدة" إلى زيادة حجم الديون الخارجية..؟!
الإجابة أيضا نعم .. لكن هذا متفق عليه منذ توقيع الاتفاق علما بأنه بعد تنفيذ كل بنود برنامج الإصلاح ستصبح لدينا القدرة على سداد ما اقترضناه من أوله لآخره بفضل الله ومشيئته .
Xثالثا: هل صحيح بالفعل ما
أعلنه وفد صندوق النقد ومعه الحكومة بأن نسبة التضخم تراجعت إلى13% بعد أن كانت 33% ..؟؟
الإجابة: هذا صحيح ولعلنا جميعا نلمس ذلك من خلال حياتنا المعيشية اليومية.
ودعوني أشير بالمناسبة إلى دول بعينها ابتعدت عن تنفيذ إصلاحات اقتصادية فأحاطت المشاكل بشعوبها من كل جانب.
*إيران مثلا التي انهارت عملتها بحيث أصبح الدولار الواحد يساوي 69ألف ريال والغريب أن الحكومة أصدرت قرارات تطبيق عقوبة الإعدام على من يتعامل مع السوق السوداء للعملة.. شأنه شأن تاجر المخدرات..!
*تركيا..هبطت عملتها الليرة إلى أدنى مستوياتها وباتت الأسوأ أداء بين عملات الأسواق الناشئة ..!
*ثم..ثم.. نأتي إلى فنزويلا التي حكايتها حكاية..
تصوروا وصل التضخم هناك إلى 454% .. وهبطت عملتها بنسبة تفوق الـ99% مقابل الدولار .. مما أدى تلقائيا إلى حدوث ما يشبه "المجاعة"..وإلى الاقتتال في الشوارع من أجل الحصول على المواد الغذائية الأساسية..!
تلك جميعها شواهد تؤكد على أن إدراكنا لطبائع الأشياء .. عظيم.. وتحملنا أعظم.. وصبرنا يستحق أن يضرب به المثل أمام العالمين..!
***
على الجانب المقابل فإن مرحلة الشريحة الرابعة تسلتزم-كما قلت آنفا- توسيع دوائر الحماية الاجتماعية ..حتى لا يزداد حمل الضغوط على أكتاف الناس .. وحتى يشعروا أن أفاق الأمل لم تعد بعيدة.. بل بالعكس تقترب..!
ببساطة شديدة ..إن شعبا بمثل هذه القدرة .. والحكمة .. والتقدير البالغ للشمولية ينبغي أن تتوفر له كافة سبل العيش السهلة والمريحة.. وأولها أن تتواءم الدخول مع الأسعار..
عندئذ .. نكون قد نجحنا في التوصل إلى الحل الأمثل للمعادلة الصعبة التي لم يقدر على بلوغها حتى الآن كثيرون غيرنا..!
و..و..وشكرا
****
(أيها الغشاشون
..الأخلاق.. قبل التطوير)
شيء مؤسف أن تبدأ امتحانات الدبلومات الفنية بالغش والبلطجة.. والتواطؤ الكريه بين المراقبين.. "والمشاغبين" الذين أصروا على استخدام التليفونات المحمولة داخل اللجان..!
لذا ..فإن حرص وزير التربية والتعليم على انطلاق عمليات التطوير من مرحلة الحضانة ينم عن سعة أفق .. عسى أن ننشئ إنسانا محترما يراعي الله والضمير .. والأخلاق .. لا بني آدم "فتوة" كل هدفه الحصول على شهادة مكانها الطبيعي سلة المهملات ..لأن صاحبه نفسه لا يستحق سواها..!
*****
(إمبابة من وكر للإرهاب إلى واحة أمان للجنس اللطيف)
هل تذكرون عندما كانت مدينة إمبابة وضواحيها .. أوكارا للإرهاب والإرهابيين الذين طالما عاثوا في شوارعها وحواريها فسادا يبثون الرعب في قلوب الناس.. ويقتلون ..ويسرقون وينتهكون الحرمات..؟؟
الآن..تحولت نفس المدينة إلى واحة أمن للفتيات والسيدات..حيث يلتقين بعيدا عن عيون المتحرشين ..ويمارسن ما يحلو لهن من نشاطات ثقافية واجتماعية.
حقا..المجتمع المصري يتغير..
ولعنة الله على الكافرين..الظالمين..الإرهابيين ..الذين ظنوا أنهم يخادعون الله .. وما كانوا يخدعون إلا أنفسهم فأخذتهم أعمالهم إلى غياهب الجب الذي لن تقوم لهم منه قائمة..!