أحيانا.. لمسة اليد.. لا تقدر بالملايين!!

بتاريخ: 15 أغسطس 1999
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

الزواج.. نظام اجتماعى.. له قدسيته واحترامه.. لكنه معرض دائما لاتهامات من الجنسين.. تشوه صورته التى ينبغى أن تتمتع فى وجدان الرجل والمرأة.. بأحلى الصفات!

لكن.. سواء شاء هذا.. أو أبت تلك.. فإنه سوف يستمر.. طالما كانت هناك حياة!

* * *

«ميرفت».. سيدة مكتملة الأنوثة.. تقترب من حدود الأربعين.. أفكارها ناضجة.. أراؤها -كما تقول- صائبة فى معظم الأحيان.. لدرجة أن زميلاتها وصديقاتها لا يلجأن إلا لها إذا ما تعرضت إحداهن لمشكلة معينة.

جاءتنى.. وهى ترتدى ثياب العمل.. «بالطو» أبيض.. وحقيقة جلدية بنية اللون فى يدها اليمنى!

قالت:

* ما رأيك.. فى شكلى العام؟!

اعترف أننى فوجئت من السؤال.. فلم أجب غير أنها.. عادت للحديث:

* طبعا.. كما ترى.. جميلة.. ممشوقة القوام.. شعرى أسود فاحم!!

وجدت نفسى مضطرا للرد عليها بحدة:

* يا مدام.. اتركى لغيرك يمتدح جمالك!!

ردت باستفزاز:

* دكتورة.. أرجوك لا تنادينى إلا بلقب «دكتورة».. فأنا نسيت أن أقول لك إننى حاصلة على الدكتوراه من أمريكا فى «الطحال».. جزء صغير من جسد الإنسان نادرا ما يتخصص فيه فرد فى العالم.

تنهدت بعمق.. ثم استطردت:

* تحت أمرك.. أى خدمة؟!

قالت ميرفت.. أو الدكتورة ميرفت:

* ربما يكون غريبا أن تسيطر العاطفة على إنسانة مثلى.. تستنفد معظم وقتها فى العمل.. لكن المرأة هى المرأة يا صديقى..

* * *

حكايتى بدأت منذ 12 عاما.. حينما أحببت بعنف «حسن».. الذى صار فيما بعد زوجى والذى يعتز بى أيما اعتزاز.. وحينما وقع الاختيار على للسفر إلى أمريكا.. رافقنى إلى هناك..

وبينما كنت مشغولة فى دراستى الأ:اديمية.. والعملية.. تفرغ هو لجمع المال بشتى السبل.. حتى دخل الآن فى عداد المليونيرات.. وأصبح من كبار زجال الأعمال.. فى نيويورك!!

* وهل يعيش الآن فى أمريكا.. وأنت تعيشين فى مصر؟؟

* مهلا على.. بعد أن حصلت على الدكتوراه.. كان لزاما على أن أعود للقاهرة.. فطلبت منه تصفية أعماله والحضور معى.. إلا أنه رفض بإصرار.. فلم أجد بدا من أن أتركه هناك.. وأعود أنا إلى عملى الأساسى فى القاهرة.

وإنصافا للحقيقة.. فإنه طوال الفترة الماضية التى لم ألقه فيها وهى نحو ثلاث سنوات.. ظل يبعث لى 6000 جنيه كمصروف شهرى.

* لكنه.. زواج بالمراسلة يا دكتورة..

* معك حق.. لذلك.. جئت إليك لاستشيرك.

إذ يجب علينا أن نعترف أن البعاد له أكبر الأثر فى خفض ورقة الحب.. وهذا ما حدث معى.. لا سيما بعد أن التقيت «بمحمود».. الطالب بالسنة الثالثة بكلية الطب.. والذى أذهب إلى منزله مرتين فى الأسبوع لأعطيه دروسا خصوصية!!

* أقصد.. إننى أريد أن أطلب الطلاق من «حسن».. لأتزوج تلميذى «محمود»!!

* وسنوات العشرة الطويلة بينكما؟؟

* صدقنى.. قتلتها أشياء كثيرة.. على رأسها الـ6000 جنيه ولن أكون مبالغة إذا قلت لك إن لمسة يد «محمود» لا تقدر بالملايين..!!