*متابعة إخبارية وقراءة تحليلية حول زلزال تركيا وسوريا
* رسائل إلهية.. تعمق الإيمان في القلوب.. وليس العكس!
*بداية نحن في مصر.. بعيدون عن أي زلازل محتملة أو توابعها
*ما حدث على كورنيش الإسكندرية لا علاقة له بما حدث
*المحافظ النشط قادر على احتواء "اعتراض" المتوسط!
*معجزة أكثم سليمان.. تكررت مرات عديدة في كرمان وإدلب
*أنات الأطفال وصراخ النساء تحت الأنقاض.. تدمي القلوب!
*أسر بأكملها تستغيث وتنادي وتتوسل.. لكن ما بالأيادي حيلة!
*ماذا جرى للطفلة التي قالت لمنقذها: سأكون خادمة لك طوال حياتي..؟
*.. وكأنه انتقام مرتب.. وزير النقل التركي كاد يسقط المبنى فوق رأسه.. والصحفيون يبكون!
*.. وهذه لقطة إنسانية أخرى.. أم طفل البئر المغربي ريان عوضها الله بساجد.. بعد عام واحد..
*نص الرسائل المتبادلة بين عامل ديلفري ووزير الصحة المصري..!
*هذا شيء.. وذلك شيء آخر
105 مليارات حصيلة شهادات الـ25%
*خمسة رياضة.. وخمسة فن
****
هجمة زلزال تركيا وسوريا "الشرسة" غير مسبوقة على مدى التاريخ الإنساني ربما منذ عهد آدم وحواء حتى الآن فالخسائر الجمة التي خلفها الزلزال والتي طالت البشر والشجر والجماد والنبات لم تتصورها العقول.
وبديهي.. لم تتحملها الأجساد التي كان أصحابها وصاحباتها يغطون في نوم عميق فإذا بالبيوت تتراقص والأرض تتشقق وتهوى الأسرة بمن عليها إلى سطح الأرض لتتحول إلى ركام ممزوج بالدماء وبأشلاء الكبار والصغار والرجال والنساء..!
إنها صور حزينة ومواقف تخطت كل حدود الخيال.
***
ثم..ثم.. ورغم الطامة الكبرى فإن السؤال الذي يدق الرؤوس بعنف والذي أعتقد أن الإجابة عنه ليست من الصعوبة بمكان..!
لعل ذلك الذي حدث يعد رسائل إلهية للبشر الذين أخذ بعضهم يسيرون في طريق الضلال والبعض الآخر يمسكون على دينهم وكأنهم قابضون على جمرات من النار..!
نعم.. إنها رسائل إلهية ولا شك لكنها خالية من مظاهر وأشكال التهديد والوعيد بل القصد منها تعميق الإيمان في القلوب.. كل القلوب حتى يعود للناس أمنهم الذي فرطوا فيه وأمانهم الذي يتوقون إليه.. وسلامهم الذي يتشبثون بأياديهم في تقويض دعائمه وتنكيس راياته..!
***
وبداية.. أود أن أطمئن المصريين جميعا بأننا والحمد لله بعيدون عن أي زلازل محتملة أو أي من توابعها.
وبالتالي فليس هناك ما يدعو بحال من الأحوال أن نهجر أسرتنا ونفرش الأرض.. أو ننتقل من الأدوار العليا إلى "البدروم" والأرصفة .. تلك كلها تمثل تضخيمات لمشاكل غير قائمة..!
وإذا كانت الظروف قد شاءت أن تتعرض مدينة الإسكندرية لأمطار غزيرة وأن تشتد أمواج البحر لتبدو هي الأخرى ثائرة غاضبة.. فإن كل ذلك ليس له علاقة بزلزال تركيا وسوريا حسبما أكد د.عمرو زكريا رئيس المعهد القومي لعلوم البحار بل يطمئنكم أكثر وأكثر بأنه إذا كانت هناك احتمالات خطر -لا قدر الله- فسوف نحاط بها علما فورا دون إبطاء أو تأخير..
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن محافظ الإسكندرية النشط اللواء محمد الشريف قادر على إزالة آثار هياج البحر لتعود المدينة الباسمة دائما إلى رونقها وجمالها والبشائر قد بدأت في الظهور حيث ترى فرق العمل التي شكلها المحافظ في نشاط دائم ليلا ونهارا.. والمهم أن تشارك الجماهير في عمليات الإصلاح وإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح.
***
أما المفارقات الإنسانية التي خلفها زلزال تركيا وسوريا.. فهي تثير الدهشة والعجب بل وتنضم إلى قائمة الرسائل الإلهية للإنسان في كل عصر وزمان..!
ولعل من أوائل تلك المفارقات.. واحدة تذكرنا بالشاب العجوز الآن أكثم سليمان الذي ظل عالقا تحت الأنقاض أيام زلزال عام 1992 الذي ضرب مصر بضراوة وأيضا أخذ يصرخ ويئن ويتوجع على مدى أربعة أيام حتى شاء الله سبحانه وتعالى أن يخرجه حيا بعد محاولات مستميتة من رجال الإنقاذ والمواطنين.
في ذلك التوقيت نال أكثم شهرة واسعة وعرض عليه منتجون كبار أن يمثل فيلما لكنه رفض حتى عمله في السياحة لم يعد راضيا عنه.
ومنذ عامين قال أكثم في تصريحات صحفية إنه يعيش مؤديا الصلاة ومؤتيا الزكاة ويؤدي العمرة بين وقت وآخر والآن لا أحد يعلم ما إذا كان أكثم مازال على قيد الحياة أم لا.
وحكاية أكثم -كما أشرت آنفا- لا تختلف كثيرا عن حكاية الطفلة الصغيرة .. التي أخذت تبكي وتصرخ طالبة النجدة وهي تحت الأنقاض وحينما تمكن أحد الرجال من إنقاذها قالت له في عفوية بالغة أعدك بأن أخدمك طوال حياتي ثم نظرت حولها لتسقط مغشيا عليها فقد اكتشفت أن أمها وأباها قد غادرا الحياة بعد أن كسرت الأحجار الضخمة رأسيهما في غدر ما بعده غدر..!
سبحان الله العظيم..
أما بالنسبة للمفارقات الأخرى فقد بدت في شكلها أحداثا انتقامية من كل من له سلطة أو قريب من السلطة وأقرب مثل وزير النقل التركي الذي ذهب لتفقد آثار الزلزال فإذا بعمارة ضخمة تنهار في لحظات من وراء ظهره ليهرول هو ومعاونوه وهم في ذعر وخوف ليبعدوا عن الساحة بأكملها وفي لقطة أخرى ذهب أحد الصحفيين لتغطية الأحداث وما أن وصل إلى منطقة بعينها حتى أخذ يبكي بكاء مريرا إذ اكتشف أن والدته وشقيقه وشقيقيه من بين الضحايا..
وطبعا.. لم يستطع القيام بالمهمة التي أوفد من أجلها.
***
وعلى اعتبار أن هذا الأسبوع هو أسبوع المفارقات والمتناقضات فإني أصحبكم اليوم إلى المغرب لأذكركم بحكاية الطفل ريان الذي سقط في البئر وفشلت كافة المحاولات لإنقاذه..
منذ أيام وبعد مرور عام واحد على حادثته التي اهتزت لها الضمائر في شتى أرجاء العالم.. رزق والداه بمولود جديد ليخفف لوعة الألم من فقد ريان.. وقد أطلقا عليه اسم "ساجد" وهكذا الحياة.. مواليد تخرج للحياة وآخرون يغادرونها ويخرج الميت من الحي ويخرج الحي من الميت.. سبحانه وتعالى.. عظيم.. عظيم..
***
وتلك اللقطة من العزيزة مصر.. عامل الديلفري الشاب عبد الله خالد سليم وقع مضرجا في دمائه إثر صدمه بسيارة متهورة داسته فوق رجليه فتهشمتا وأخذ ينزف دما على مدى خمس ساعات كاملة.. ثم هداه تفكيره إلى الاتصال بالدكتور الإنسان خالد عبد الغفار وزير الصحة ليدور هذا الحوار.
*أنا عبد الله خالد.
** تحت أمرك.
*يا سيادة الوزير.. أنا مواطن مصري وقع له حادث وحتى الآن لا أستطيع الوصول إلى من ينقذني.
** وأين أنت الآن؟
*أمام مستشفى هليوبوليس.
** وهل معك أحد من أقاربك؟
** نعم معي ابن عمتي.
*ما رقم تليفونه حتى يتم التواصل معه؟
** حاضر معالي الوزير.
بالفعل بعث أحمد برقم تليفونه على الواتس آب وبعد 3 دقائق فقط كان فريق الإنقاذ السريع الذي أنشأه د.خالد فور توليه وزارة الصحة يتصل بالشاب المسكين ويحصل منه على التفصيلات وبعد عدة دقائق أخرى كانت سيارة إسعاف معدة إعدادا خاصة تنقل عبد الله إلى مستشفى معهد ناصر حيث أجريت له عملية جراحية استغرقت نحو 7 ساعات كاملة.
طبعا.. حتى الآن مازال عبد الله في غرفة الإنعاش لكن قريبه المصاحب له يصر على أن يوصل شكره وشكر عائلته كلها للوزير "المحترم" خالد عبد الغفار الذي يعلق بدوره.. أنا لم أفعل شيئا فقط أديت واجبي كما ينبغي أن يكون..
وبدوري أنا أشكر الوزير وأضم صوتي إلى أصوات جميع الذين يدعون له بالصحة.. والستر والتوفيق في مهمته الغالية.
***
أخيرا أختم هذا التقرير بلقطة إيجابية مبهجة.. لقد بلغت حصيلة بيع شهادات الاستثمار ذات العائد 25% 105 مليارات حتى يوم الاثنين الماضي ..
ونحن نسأل أنفسنا بأنفسنا:
كيف في ظل هذا المناخ المتوتر لا نتوانى عن اقتناء هذه الشهادات ذات العائد الكبير..؟!
الرد التلقائي: هذا شيء وذلك شيء آخر.
و..و.. والحمد لله أنك طمأنتنا.. ببعدنا عن الزلازل وتوابعها.
***
خمسة رياضة..
ليس لزاما علي أن أكون منتميا لنادٍ من الناديين اللذين أعتز بهما بنسبتين متساويتين وبالتالي فأنا لست مقيدا بموازنة هنا وملاءمة هناك ولا سيما أن الاثنين مرة يرتفع أحدهما إلى درجات أعلى.. ومرة يهبط إلى سابع أرض.
أيضا.. لا أوافق على ما تنهجه إدارة الناديين من سلوكيات وقرارات.. مثلا المكافآت الضخمة والحماس الزائد للاعب الأجنبي والمدرب الخواجة وفي معاملة اللاعب كأنه موظف حكومي ولكن بمرتب خيالي.. كل ذلك لا أرتاح له وبالتالي أرفض تماما كل ما يؤدي إلى تعصب غير مطلوب وغير مطروح من ناحيتي على الأقل.
***
وخمسة فن..
و..وهكذا انضمت علا غانم لفريق الخناقات الفنية الزوجية حيث يتهمها زوجها بالمشاركة مع والدتها وإحداث إصابات مختلفة في جسده نفس الحال بالنسبة لعلا التي تقول إنه لا يصلح أن يكون زوجا..!
للمرة الألف نكرر ونكرر.. وإحنا مالنا..!
ثم ماذا عن هؤلاء الرجال الذين يقبلون على أنفسهم مثل تلك الإهانات والتجاوزات ويتعاملون مع فتونة الزوجات بكل ليونة..و..وأيضا بفزع وخوف وجبن..؟!
طبعا.. سيخرج علينا من يقولون.. اللي عاوز يقرأ أهلا وسهلا.. والذي لا يريد فهذا شأنه.
وأرد على هذا الكلام الساذج بأن هناك معايير أخلاقية في الكتابة ومن لا يلتزم بهذه أو تلك فليس أمامه سوى أن يعرف مسبقا أنه إنسان منبوذ.. منبوذ..!
***
و..و..وشكرا