مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 18 فبراير 2023
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 

*حينما تنهار الجيوش.. وتتمزق الشعوب يسيطر "الدواعش" وغيرهم!

*43000زلزال حتى الآن في محيط تركيا.. إلى متى؟
*الهيئة الوطنية للصحافة تعايش الواقع.. برافو
*حذارِ أن تتحول حوافز العاصمة الإدارية إلى مكافآت ثابتة!
لم يحدث أن شهد العالم من قبل سواء في جنوبه أو شماله أو شرقه أو غربه أحداثا مثل التي يمر بها الآن.. فلا الحرب العالمية الأولى ولا الحرب العالمية الثانية سُجل عنهما أية وقائع تخطت حدود العقل أو معارك توقفت أمامها عجلات التاريخ بدهشة وعجب واستغراب.
حتى عندما تهورت الولايات المتحدة الأمريكية وضربت اليابان بالقنابل الذرية ساد الصمت وتمزقت الأوصال وتجمدت الحياة وفيما عدا ذلك لا شيء..!
*** 
الآن يظهر في جزء من هذا العالم عصابات منظمة وغير منظمة وإرهابيون وقتلة وسفاحون إلى جانب أناس فقدوا الهوية وعجزوا عن معرفة آبائهم وأمهاتهم ليصبحوا كمن هم مجموعات من اللقطاء لا يعترف بهم أحد بل للأسف لا يتعاطف معهم أحد.
في شمال سوريا وجنوب تركيا عاد الدواعش للظهور بعد أن تشتت جمعهم وهربوا فرادى وجماعات أمام الجيش العراقي.. وكل المتطوعين من أجل تحرير بلادهم.
ثم..ثم.. يجيء الزلزال" العنيف" ليجبر السوريين على مغادرة أراضيهم ليعيشوا عرايا وجوعى يئنون ويتوجعون طالبين "شباك" الإنقاذ فلا يسمع لهم أحد.. النتيجة أنهم يعيشون الآن دون أن يعرفوا لهم أصلا ولا فصلا بعد أن غادرهم آباؤهم وبقوا بلا مأوى.. ولا نصير.
في نفس الوقت الذي تهدمت المنازل فوق شاغليها فمات من مات وفر من فر ليجدوا أنفسهم بين الأنقاض وركامات المباني لعدة أيام متتالية.
وخلال اللحظات الأولى للبحث والتنقيب خرج الأطفال ومعهم أمهاتهم أو لسن معهم لكن السؤال:
أين الآباء..؟!
لقد بدوا وكأنهم جذوع نعوش خاوية التهمتهم مياه البحر ثم طردتهم شر طردة.
وهكذا.. تدور الدائرة بنفس النهج والترتيب والإعداد ليخرج الآباء السابقون إلى مياه البحر.. فيكتشفوا بالفعل اختفاء جميع من كانوا يملأون الدنيا صياحا في أسى.
*** 
الآن.. الدواعش والهاربون من جحيم الزلازل وجحيم الذين لا هوية لهم يعيشون مع بعضهم البعض رغم اختلاف الأهداف وتباين السبل. 
*** 
بعد هذه التطورات قفز إلى مسارح الأحداث رغما عنها أطفال صغار هدم الزلزال منازلهم فأضج مضاجعهم وألقى بالآباء والأمهات بين الأنقاض ووسط أوكار الحشرات والمياه الآسنة.
وبعد جهد جهيد فتح الأطفال عيونهم فلم يجدوا سوى رجال غرباء امتزجت ملامحهم بمشاعر الخوف والأسى مع أحاسيس البهجة والسعادة.. إنهم رجال الإطفاء نجحوا في إنقاذ الأطفال الذين بحثوا بدورهم عن الأحضان الدافئة فلم يجدوا سوى الصقيع والجليد والرياح العاتية.
ومن خطوة إلى أخرى ألقى بالأطفال في العراء وقد أصبحوا مجهولي الهوية فلا أب ولا أم ولا أخ ولا أخت ولا أي شيء.
*** 
هكذا شاءت الأقدار أن يجتمع أولاد "الدواعش" الإرهابيين مع أبناء المشردين والمشتتين وإذا كان أفراد الفريق الأول قد خلفتهم جيوش تمزقت صفوفها وتصدعت جدرانها فإن الأسباب التي أودت بأعضاء الفريق الثاني لا تختلف كثيرا حيث طارت أيادي وأرجل الناس أجمعين بعد أن وجدوا أنفسهم وقد تشتت بهم الجمع وراحوا مع الطوفان.. 
فهناك إجماع بين الأتراك على أنه يوجد حتى الآن ما يقرب من 34000هزة أرضية في انتظارهم.
تصوروا ماذا عساهم فاعلين في حاضرهم ومستقبلهم وأيضا حاضر أبنائهم وبناتهم ومستقبلهم..؟!
*** 
والآن دعونا من الزلازل والبراكين والبرق والرعد لنتوقف عند العزيزة مصر.. وشعبها وقيادتها.
 لنقول على سبيل المثال لا الحصر..  الهيئة الوطنية للصحافة وحرصها على أن تعيش حياة الناس وآمالهم وأيضا همومهم ومشاكلهم.
أقول ذلك بمناسبة الندوة التي عقدتها الهيئة منذ أيام واستضافت فيها وزيرة الهجرة التي قالت كلاما جيدا مؤداه إن هناك شركة استثمارية للمصريين بالخارج كما أكد المهندس عبد الصادق الشوربجي على مدى اهتمام الدولة بهؤلاء الأبناء والبنات الذين يعتبرون سفراء لحضارتنا وثقافتنا.
شكرا أستاذ الشوربجي على هذه المبادرات المتتالية.
*** 
أخيرا دعونا نستقل معا آخر محطات هذا التقرير.. وعندها نشير إلى ما ذكره رئيس الوزراء حول منح حوافز تشجيعية للمنقولين للعاصمة الإدارية الجديدة.
وأنا بقدر موافقتي على هذا التوجه موافقة كاملة وشاملة إلا أنني أرجو ألا تتحول هذه الحوافز بمرور الزمن إلى مكافآت ثابتة بحيث يعتقد كل من يحصل عليها أنها حق مكتسب.
لا... المفروض أنها ليست حقا مكتسبا بل يتقاضاها المجدون والأكفاء بينما يمتنع الكسالى والخاملون.
*** 
           مواجهات
*صدقوني الشهامة لا تباع ولا تشترى ولكن الرجل رجل والحرباية حرباية.
*** 
لا خير في خل يخون خليله 
ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده 
ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا 
                  "الإمام الشافعي"
*** 
*وقد أعجبتني هذه الكلمات أيضا:
قيل للإمام الشافعي يا إمام دلنا على واجب وأوجب وعجيب وأعجب وصعب وأصعب وقريب وأقرب فقال: 
واجب الناس أن يتوبوا 
ولكن ترك الذنوب أوجب
والدهر في تصرفه عجيب
وغفلة الناس عنه أعجب
والصبر عند المصائب صعب
ولكن فوات الثواب أصعب
*** 
*صديقي أو من كان صديقي أخذت أبحث عنه ليؤدي معي واجب العزاء في شخص عزيز لدي فلم أجده حتى اكتشفت بعد ساعات طوال أنه جالس يلعب "السيجة" مع مجموعة من الصبية.
خسارة وألف خسارة.
*** 
*إذا كنت تتمنى شيئا من مُلك سليمان فلا تؤذي مشاعر نملة.
                   "أبو إسحاق الشيرازي"
*** 
*بعد أن ازددت يقينا بأن البنت تعادل الولد بل ربما أكثر أكدت هذا المثل الشعبي "اللي يسعدها زمانها تجيء بناتها قبل صبيانها".
*** 
*الصديق الذي يريد أن يأخذ دوما ولا يعطي إلا نادرا اقطع علاقتك به فورا.
*** 
*من ظل يوهمك أنك أخاه الأول والثاني والثالث فتأكد أنه سيجيء يوم تعرف فيه أنه بلا أخوة.. ولا أخوات.. بل ربما بلا أب.
*** 
*أخيرا نأتي إلى حسن الختام..
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم إيليا أبو ماضي:
أيها الشاكي وما بك داء
كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفس
تتوقى قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمى
أن ترى فوقها الندى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل
من يظن الحياة عبثا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الوجود شيئا جميلا
*** 
و..و..وشكرا