*الجمهورية الجديدة تقضي على العشوائيات والأمراض المزمنة.. وأيضا الأمثلة التي تدعو للكسل والخمول
*أكلني اليوم.. وجوعني "غدا"..!
*الآن كل الجهود تبذل لتوفير الطعام والشراب تحقيقا للمعنى السائد
*وزير التموين.. "عفوا".. السكر مغالى فيه
*ما قاله سامح شكري عن الدبلوماسية المصرية يستحق التحية وأكثر!
*"ميت" ساقط قيد.. حكاية غريبة!
تتسم حياة المصريين منذ قديم الأزل بترديد أمثلة شعبية تتحدث عن الاقتصاد والسياسة والاجتماع.. وهذه الأمثلة تطبق أحيانا تطبيقا حرفيا ويتم تحويل ما جاءت به من الناحية النظرية إلى التطبيق العملي مما أدى إلى إخفاق الكثير من الزيجات قبل الزفاف.. فضلا عن تطليق الآلاف كل عام دون اعتبار لعامل "العشرة" الذي كان له اعتباره حتى سنوات قليلة مضت.
من هذه الأمثال:
*حطي جوزك فوق السطوح ولو ليكي نصيب مش حيروح.
*لو سرقت اسرق جمل ولو عشقت اعشق قمر.
***
الأحوال الاجتماعية في الجمهورية الجديدة بدأت تتغير تغيرا جذريا عما كان يسيطر ويسود على عشرات سابقة من العقود والأزمنة.. بالضبط مثلا أحدثت التغييرات الجذرية لدى المهندس كمال غنيم والذي أصدر منذ أيام تصريحا يؤكد فيه أن نظام العمل في الشركة الخاصة به أخذ يسير وفقا للإطار العام الذي يحكم الدولة كلها.
في نفس الوقت الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤمن بأن هذا البلد لن يحقق طفرته المأمولة كاملة 100% إلا إذا خرج عن قيوده وتقاليده التي تكبل إرادته وتقف حجر عثرة في سبيل تحقيق الأهداف الجسام التي يتم تطويرها يوما بعد يوم.
والرئيس السيسي عندما يدعو الناس بصفة دائمة ومستمرة إلى التكاتف والتضامن ونبذ الخلافات حتى ينجزوا الأهداف التالية بالضبط مثلما يرى أوصال الوطن وهي تتمزق رويدا رويدا مما حدا به أن يرفع راية الإصلاح والتي كان من بين بنودها سياسة تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطعام والشراب فضلا عن ترسيخ قواعد الأمن والأمان والاستقرار.
وأحسب أن الرئيس السيسي توقف كثيرا وتمعن أكثر في مثل من أمثالنا الشعبية الشهيرة يقول: "اكلني اليوم وجوعني غدا".
بكل المقاييس هذا المثل ينم عن سلوكيات سلبية أصحابها كسالى خامدون وهو الذي يفتح أبواب العمل والإنتاج في شتى المجالات من أجل تنشيط الاقتصاد وخفض معدلات التضخم والحد من ارتفاع الأسعار وتوفير فرص العمل وتقليم أظافر البطالة.
***
استنادا إلى كل تلك الحقائق اختطت مصر في أولى مراحل جمهوريتها الجديدة سياسة تقوم على الاعتراف بالحاضر وتأمين المستقبل مما يساعد على أن يصبح المستقبل باسما سعيدا بأبنائه وتاركا الماضي يجتر الأحزان عسى أن يعيد ترميم الجسور وإعادة "تربيط" الخيوط..
والآن مع هذا المناخ الذي تسوده كل مقومات الأمل والتفاؤل فإن الظروف تقتضي التعامل مع الواقع رغم ما به من ثغرات أو عقبات.
ولعل أبلغ دليل اعتراف وزير التموين بأن كيلو الأرز يباع حاليا بين 22 و24 جنيها وهذا مبلغ غير مبالغ فيه!
و.. يا معالي الوزير فيه مبالغة ومبالغة فقبل الأزمات الحالية لم يكن سعر كيلو الأرز يزيد عن 12 جنيها فقط لا غير.. وبالتالي نتمنى أن نعيد تصحيح الأوضاع وفقا لتلك المعلومات الموثقة من جانب الجماهير.
***
والآن اسمحوا لي أن أقدم لكم هذه الحكاية الغريبة التي وإن بدت فردية إلا أنها يمكن أن تمتد بظلالها "المظلمة" إلى المجموع بأكمله وتعالوا معي لمعرفة التفصيلات.
المواطن المصري محمد نور الدين مصطفى البشتاوي خرج للحياة في 12/6/1928 وتربى وعاش على أرض مصر حتى أن رحل يوم 1/3/1983 تاركا وراءه فتاتين أو سيدتين اضطرتهما البيروقراطية والإهمال والسلبية إلى أن تعيشا ذليلتين فقيرتين رغم أن الدولة لم تقصر في حقهما شأنهما شأن الملايين.
وبين كل آونة وأخرى تطالبهما الجهات المسئولة بشهادة وفاة الأب.
بديهي أن تبحثا عنها في مكتب الصحة وفي المستشفى الذي توفى فيه وفي الأحوال المدنية والرد الذي يجيء على ألسنة هؤلاء جميعا.. لا توجد.. اعتبراه "ساقط قيد ميت"..
بالله عليكم هل هناك شيء لدينا اسمه ساقط قيد ميت؟!
حتى إذا افترضنا وكان ذلك كذلك فالابنتان ليس لديهما مانع من الحصول على مثل هذه الشهادة.
كالعادة سمعتا العبارة الشهيرة: فوتوا علينا بكرة.
اذهبوا إلى إبراهيم أفندي قابلوا.. حسن بك فهمي.
عموما.. ما حدث قد حدث المهم الآن إصدار شهادة وفاة باسم المواطن المذكور وإلا حرام.. حرام.. على كل من يعطل مصالح الناس..!
و..و.. ونحن في الانتظار.
***
قال سامح شكري وزير الخارجية كلاما طيبا عن الدبلوماسية المصرية بمناسبة الاحتفال بعيدها المئوي.
طبعا.. يمكن أن تكون شهادة سامح شكري تحمل شبهة المجاملة أو التحيز باعتباره المسئول الأول اليوم.
أنا شخصيا لم أعرف عن الوزير المصري أية محاولة من محاولات ضرب الحقيقة فالرجل لا يقول إلا ما يقتنع به.. ولا يناقش إلا ما يستحق المناقشة من جانبه.
عموما.. كل سنة ووزارة الخارجية المصرية ووزيرها بألف خير..
وكل رمضان كريم وشعب مصر وقائد مصر يرفلون في ثياب السلام.. والأمل والجمال.
***
مواجهات
*عندما كان يجيء شهر رمضان كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول:" إِذا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ، وصُفِّدتِ الشياطِينُ" هذا الكلام سأضعه نصب عيني طوال أيام الشهر الكريم وسنعرف جميعا كيف أنه أصبح في عداد المبعدين أو الفارين أو الصامتين.
***
*تعهد من كان صديقي ألا ينافق أحدا.. ولكن هل يستطيع؟!
***
*من يتنافسون على قيام الليل خلال شهر رمضان هل كلهم متدينون أم مقلدون؟ المشكلة أنهم لن يلحقوا طوابير الصراط المستقيم.
***
*وأخيرا نأتي إلى حسن الختام..
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعر محمود درويش:
هي في المساء وحيدةٌ
وأَنا وحيدٌ مثلها...
بيني وبين شموعها في المطعم الشتويِّ طاولتان فارغتان
(لا شيءٌ يعكرُ صَمْتَنَا)
هي لا تراني
إذ أراها حين تقطفُ وردةً من صدرها
وأنا كذلك لا أراها، إذ تراني حين أرشف من نبيذي قُبْلَةً...
هي لا تُفَتِّتُ خبزها وأنا كذلك لا أريقُ الماءَ فوق الشَّرْشَف الورقيِّ
(لا شيءٌ يكدِّر صَفْوَنا)
هي وَحْدها،
وأَنا أمامَ جَمَالها وحدي
لماذا لا تُوحِّدُنا الهَشَاشَةُ؟
***
و..و..وشكرا