*المظاهرات ليست غريبة على الفرنسيين.. ولكن:
الغوغائيون.. والفوضويون..
يستحيل أن يتحكموا في مصائر الأمم
*من هم "الذئاب المنفردة" الذين طالبهم الداعشيون.. باستغلال الأحداث ..؟!
*ثم.. ماذا عن الحسابات الإلكترونية الزائفة التي تحض على العنف.. وتشجيع الحرق.. والتدمير..؟!
ليست تلك هي المرة الأولى التي تقوم فيها مظاهرات احتجاج في فرنسا .. بل تعود الفرنسيون على ذلك منذ زمن بعيد.. لكن هناك القانون الذي ينظم تلك المظاهرات بما يحمى صالح الوطن ومصالح المواطنين..!
لذا.. ليس غريبا .. أن يستيقظ الناس في الصباح ليكتشفوا تعطل مترو الأنفاق بسبب امتناع سائقيه عن العمل إما للمطالبة بزيادة الأجور.. أو زيادة الحوافز. أو مضاعفة أيام الإجازات والعطلات..!
***
مرة كنت في باريس متجها إلى واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية..وقبل موعد إقلاع طائرة شركة إيرفرانس بساعات قليلة .. أبلغني مكتب الشركة أن الطائرة ستكون خالية من أي نوع من أنواع الضيافة والخدمات .. وتركوا لي ولغيري طبعا من الركاب حرية الاختيار.. إما قبول الأمر الواقع .. أو تأجيل السفر..حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا..!
ونظرا لارتباطي ببرنامج عمل في واشنطن لم أجد أمامي بدا من قبول الاختيار الأول -وللأسف- كانت الرحلة التي استغرقت ثماني ساعات.. بالغة الصعوبة .. افتقرت إلى أي وسيلة من وسائل الراحة.. حتى إذا أردت شربة ماء فليس أمامك سوى أن تذهب بنفسك إلى مقدمة الطائرة للحصول عليه..!
وعندما هبطت الطائرة في واشنطن لم يكن متواجدا سوى موظفي الخدمات الأرضية من الأمريكان بينما اختفى مندوبو شركة إير فرانس..!
***
ليس هذا فحسب ..لعلك تتعجب إذا عرفت أن الفرنسيين ليسوا هم القوم الذين تقرأ عنهم في الكتب..بل غالبيتهم قساة القلوب.. فقراؤهم يحملون أسوأ مشاعر الحقد والغل تجاه الأثرياء .. حتى المرأة الجميلة غالبا ما تطاردها نظرات الحسد من جانب باقي النساء اللاتي لا يتمتعن بنفس القدر من الحسن والحلاوة..!
وفي هذا الصدد دعني أيضا أروي لك هذه الحكاية:
جلست على مقهى متواضع في شارع الشانزليزيه ومعي مجموعة من الأصدقاء المصريين والعرب وشاءت الظروف أن أحدهم كان يرتدي ساعة غالية الثمن.. وأخذنا الحديث ليفاجأ واحد منا بشاب يجلس على المائدة المجاورة وهو يوجه أقذع أنواع الشتائم والسباب وقد أشار بيده إلى الساعة وكأنه يريد خلعها بالقوة من يد صاحبها.!
***
من هنا لم يكن مستبعدا .. أن تتسم المظاهرات التي شهدتها فرنسا خلال الأيام الماضية بالعنف لاسيما بعد أن ركب الموجة التي يحركها من يسمون بأصحاب السترات الصفراء.. أناس يزيدون النار اشتعالا وكأن البلد ليس بلدهم..!
ثم..ثم.. ما يزيد الطين بلة..أن يدخل تنظيم داعش على الخط مطالبا الذئاب المنفردة باستغلال الاحتجاجات وتنفيذ هجمات ضد الآمنين..!
من هم الذئاب المنفردة..؟؟
لا أحد يعلم.. لكن واضح أن ثمة قوى شريرة تعيث في الأرض فسادا ..
الأكثر.. والأكثر.. أن السلطات الفرنسية .. اكتشفت وجود آلاف الحسابات المزيفة عبر شبكات التواصل الاجتماعي للتحريض على الضرب.. والحرق وإسالة الدماء..!
*يعني باختصار شديد لقد سيطر على الساحة الفرنسية مزيج من الغوغائيين والفوضويين ومثيري الشغب .. ومهيجي المشاعر.. وجميع هؤلاء يستحيل.. يستحيل أن يتحكموا في مصائر أمة بأكملها وإلا أصبح على الدنيا السلام..!