*اليمنيون هل يستعيدون بلدهم بعد سنوات العذاب..والذل والهوان..؟!
*اتفاق"ستكهولم"ربما يذيب الجليد.. لكن : وماذا بعد ..؟؟
*احتفاظ الحوثيين بأسلحتهم لا يتمشى مع المنطق.. أو المصلحة العامة
*ثم..ثم.. تعز .. وما أدراك ما تعز
السويد في هذا الوقت من العام.. عبارة عن كرات من الثلج..وجبال جليد
وشوارع وميادين شديدة البرودة..!
ومع ذلك يتدفق ملايين السياح إلى مملكة الجمال الذين يروقهم هذا المناخ والذين تستهويهم ظاهرة عدم غياب الشمس على مدى 56 يوما من السنة ليتوارى البرد القارس .. أمام الدفء الإلهي..!
***
وسط هذا المناخ.. انعقدت اجتماعات المصالحة بين اليمنيين الشرعيين والحوثيين المتطرفين..!
كيف.. وكيف يتساوى الحق بالباطل..؟!
إنها-للأسف- الظروف التي تفرض واقعا أليما وصل إلى حد أن أبناء الوطن الواحد يأسرون..ويسجنون ..ويخطفون بعضهم البعض ولعل الأغرب والأغرب أن يتساوى عدد الأسرى من الجانب الحكومي مع نظرائهم من الميليشيات..!
***
المهم.. لقد حدث ما حدث.. وتمكن المتطرفون .. وعتاة الإجرام.. من أن يسيطروا على أهم المرافق الحيوية في البلد..سواء في العاصمة .. أو غيرها من المدن الكبرى..!
طبعا الذين يأتون اليوم لعقد المصالحة .. هم أنفسهم الذين سبق أن زرعوا بذور الفتنة عندما تعمدوا تأليب المجتمعات على بعضها البعض..!
ليس هذا فحسب .. بل إن من يسمى بالمبعوث الأممي يحمل في قرارة نفسه انحيازا للحوثيين على حساب أصحاب السلطة الأصليين..!
نعم.. نحن لا ننكر أن الرجل بذل جهودا خارقة من أجل جمع المتحاربين على مائدة مفاوضات واحدة لكن يظل السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:
وماذا بعد..؟
نعم.. ماذا بعد في ظل شرط غريب فرضه الحوثيون يقضي باستمرارهم حمل الأسلحة الثقيلة واستخدامها بلا قيود .. وكأن الاتفاق منحهم ميزة لم تكن متوفرة لديهم من قبل مع الأخذ في الاعتبار أنهم طيلة الاثنتى عشرة سنة الماضية يعيثون في الأرض فسادا مما أدى إلى وصول البلد إلى ما هي عليه الآن ..!
أيضا.. لم ينص الاتفاق الجديد على بنود واضحة ومحددة بالنسبة لمدينة تعز التي تعاني من الحصار القاسي منذ ثلاث سنوات وعشرة شهور..!
فضلا عن أن تعز بالذات تتسم بمقومات خاصة من حيث الموقع والكثافة السكانية وتاريخها الطويل في عمق الجسد اليمني..!
***
ثم..ثم.. فإن هؤلاء الباغين الضالين لا يؤمن جانبهم من قريب أو بعيد.. لأنهم أدوات رخيصة في أيادي حكام إيران الذين لا يتورعون أبدا عن تحريضهم على الرجوع عن اتفاق ستكهولم.. ولعل أبسط دليل أنهم قاموا بخرق إطلاق النار بعد ساعات من توقيع هذا الاتفاق!
وإذا كان الوفد الحكومي قد ركز خلال المفاوضات على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216إلا أن المبعوث الأممي آثر أن يمر على القرار مرور الكرام..!
للعلم هذا القرار ينص على تسليم الحوثيين جميع الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية والامتناع عن القيام بأي استفزازات أو تهديدات للدول المجاورة..!
أحسب أنه كلام "منطقي" .. فما الذي يحول دون إعادة التأكيد على بنود القرار..؟!
***
في النهاية تبقى كلمة:
يكفي اليمنيون قتالا.. وصراعا.. ونزيفا على مدى ثماني سنوات من الزمان.. فقدوا خلالها المال.. والإنسان .. والمأوى ..و..و..والسلام..!
وربما يفتح اتفاق ستكهولم أبواب أمل ظلت مغلقة طوال تلك الفترة الكئيبة المظلمة.
====
====
إشارة الصفحة الأولى..
جليد السويد.. هل يذيب حرارة العنف وسفك الدماء بين اليمنيين..أم العكس هو الصحيح؟؟