سمير رجب يكتب مقاله "غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " هل يتوقف أصحاب السترات الصفراء عن مظاهراتهم .. بعد إجراءات الحكومة الفرنسية الأخيرة ؟ "

بتاريخ: 16 ديسمبر 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*هل يتوقف أصحاب السترات الصفراء عن مظاهراتهم .. بعد إجراءات الحكومة الفرنسية الأخيرة ؟

*ألغوا زيادة الضرائب على الوقود وتعهدوا بتحسين حالات الطبقات الفقيرة

*الآن.. تعود أضواء برج إيفل ويستعد الشانزليزيه لاستقبال محبيه

تسببت أحداث الإرهاب التي شهدتها فرنسا عام 2015 في تراجع الحركة السياحية بنسبة كبيرة مما دفعهم إلى بذل أقصى الجهود- حكومة وشعبا- من أجل استعادة مكانتهم على خريطة السياحة العالمية.. وبالفعل حققوا في هذا الصدد تقدما ملموسا بلغ ذروته عام 2017 ووقتها أصدرت فرنسا بيانا أشارت فيه إلى أن عدد السياح وصل إلى 89 مليونا يقيمون في الفنادق ويرتادون المطاعم ويزورون المتاحف ومنهم من يعالجون في المستشفيات الفرنسية الشهيرة.

***

يوم السبت الماضي تسبب 136 ألفا -حسب إحصائيات وزارة الداخلية الفرنسية- في إعادة هروب السائحين الذين لم يتحملوا بطبيعة الحال أحداث العنف الهائلة التي جرت في شوارع العاصمة باريس وغيرها من المدن.!

من هنا .. يثور السؤال:

هل كان من الممكن أن تصمت الحكومة وترفض ما يطالب به أصحاب السترات الصفراء والذين سرعان ما انضم إليهم فئات عديدة من المواطنين .. أم تحاول إنقاذ سمعة الوطن لاسيما خلال فترة الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة حيث تكون باريس قبلة الملايين ..؟

أخيرا.. توصلت الحكومة إلى حل وسط حيث قررت تجميد الزيادة على الوقود لمدة ستة شهور وأيضا التعهد بدعم العائلات الفقيرة والعمل على تحسين ظروف معيشتهم بقدر الإمكان.

وواضح طبعا.. أن الحكومة ليس في وسعها أن تفعل أكثر من ذلك فهل ترضي إجراءاتها أصحاب السترات الصفراء بحيث يتوقفوا عن مظاهراتهم يوم السبت حسبما أعلنوا من قبل..؟!

هناك من يقولون إن الحكومة أغلقت دونهم الأبواب وباتوا مطالبين بتحمل المسئولية لكي تظل فرنسا مضيئة كما كانت دائما..!

 لكن هناك فريق آخر يرى أن هؤلاء المتظاهرين تحركهم قوى أخرى دأبت على إشاعة الفوضى وسط المجتمعات وبالتالي تعلو أصوات الاحتجاجات من جديد يوم السبت .. وعندئذ تحدث المواجهات المعهودة بينهم وبين قوات مكافحة الشغب.. رغم أن رئيس الوزراء ألمح في مؤتمره الصحفي إلى أن الضحايا الذين سقطوا مسئولية الطرفين معا..!

***

على أي حال إذا كان قوس النصر قد ذرف الدمع خلال الأيام الماضية ألما وحزنا.. وإذا كان مسرح الليدو ونظيره المولان روج قد توقفا عن عروضهما المثيرة..فمازالت الفرصة قائمة أمام الباريسيين لكي يهنأوا بحلول عام جديد يحاولون أثناءه إعادة ترتيب أوراقهم لعل وعسى..!