*الأمير الصغير.. والزعماء الكبار!
*لو كان تميم قطر حضر قمة الرياض لأنقذ نفسه.. من المشاكل التي تحاصره يمينا وشمالا..
*ثم..ثم.. ها هو وقد امتنع..
فهل يمكن أن يعود إلى صوابه..؟!
كانت أمام أمير دويلة قطر .. فرصة العمر ليصفي خلافاته مع بقية أعضاء مجلس التعاون ومعهم مصر-بطبيعة الحال- لو كسر حاجز العزلة وذهب للمشاركة في قمة الرياض التي انعقدت يوم الأحد الماضي.!
إن هذا الحضور كان سينقذه من مشاكل عاتية أدت إليها العقوبات التي فرضتها عليه هذه الدول وعلى بلاده..!
ومع ذلك فهو على الجانب المقابل لم يكن يجرؤ على مواجهة الزعماء الذين يفترض أن مظلة واحدة تجمعه وإياهم بعد ما ارتكب في حقهم من ممارسات سفيهة وبعد حملات الردح والشتم التي تشنها ضدهم قناته التليفزيونية إياها.. التي لم يتبق لها حتى الآن ولو جزء يسير من برقع حياء يمكن أن تخلعه ..!
***
لقد أكد زعماء مجلس التعاون في اجتماعاتهم على وحدة صفهم لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية والمصير المشترك ووحدة الهدف .. فأين الأمير الصغير من كل تلك الأهداف الكبار.. وهو الذي زرع فتيل الفرقة.. وهو الذي ارتضى أن يكون ذيلا للإيرانيين وهو الذي لم يقم وزنا لأية اعتبارات من شأنها تحقيق آمال وطموحات المواطن الخليجي.
أيضا لقد أعلن زعماء قمة الرياض في صراحة ووضوح رفضهم للإرهاب بكافة أشكاله وصوره ورفضهم لدوافعه ومبرراته والعمل على تجفيف مصادر تمويله..!
هنا.. هل يعود الأمير إلى صوابه بصرف النظر عن عدم حضوره القمة ويتخلص من احتضانه للإرهاب والإرهابيين والإعلان في شجاعة عن اتباعه سواء السبيل .. فلا يتآمر.. ولا ينفق مليارات الدولارات .. ولا يتمرمغ في أحضان ملالي إيران من جهة.. والوالي العثماني الجديد المسمى برجب طيب أردوغان من جهة أخرى..؟!
ها هو قد تابع بلا شك أعمال القمة واستمع إلى البيان الذي أصدره القادة الذين دعوه حتى ولو بأسلوب غير مباشر للعودة إلى الصف .. فلماذا لا تكون لديه ذرة حس سياسي واحدة ويعرف أن الله حق.. ويقدم اعتذاره للشعوب العربية قاطبة على ما اقترفته يداه وعلى ما بدده عقله المتهور ونفسه المريضة..؟
على الجانب المقابل فإن شخصا في حجم الأمير الصغير لا يمكن أن يقدم على إثارة غضب طهران التي اتهمها زعماء مجلس التعاون بتغذية النزعات الطائفية والمذهبية ودعم وتمويل وتسليح الميليشيات والتنظيمات الإرهابية.
لقد ابتلعته إيران ..وانتهكت إرادته وانتهى الأمر.. وبالتالي يستحيل.. يستحيل أن يقف لها ندا لند.. وهو الذي كان حتى الأمس بل وحتى اليوم ..يخر لعباءاتها السوداء ساجدا..
ومؤكدا دائما أنه لعبة صغيرة في يديها وبين أظافرها اللعينة.
ثم..ثم.. ماذا كان يمكن أن يستشعر الأمير في قرارة نفسه بينما القادة الكبار يطالبون بمنع تهريب الأسلحة إلى الميليشيات الحوثية في اليمن وهو المتورط الأكبر في دعم هؤلاء المتطرفين لدرجة أنه الذي باع لهم الرئيس السابق على عبد الله صالح وحرضهم على قتله ونهب قصره وأرغموا أهله على عدم تشييع جنازته..!
***
إنها سلوكيات شاذة مارسها الأمير الصغير وجميع قادة دول مجلس التعاون على بينة منها.. ورغم ذلك لو كان قد جاء إليهم معتذرا ومتعهدا بأن يرجع عن غيه وضلاله .. لحقق مكسبا كبيرا لا يستطيع أن يوفره له أصدقاؤه الإيرانيون .. ولا حلفاؤه الأتراك حتى ولا أولياء أمره وحماة قبيلته الأمريكان.
لكن أني يأتي له الفهم وكيف تتسع له المدارك التي يحدها عقل ضيق ثقيل.