سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " ترامب .. وهذا الانسحاب المريب!! "

بتاريخ: 22 ديسمبر 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

ترامب .. وهذا الانسحاب المريب!!
واضح أنه لا يهتم: بريطانيا تكذب..وإسرائيل تتعجب وروسيا ترحب.. وإيران تهلل!!
السؤال: هل انتهي الدواعش حقا؟؟
حتي النواب الجمهوريون في الكونجرس.. يهاجمون قرار الانسحاب
هوجة.. في فرنسا!
ينصبون الخيام في الشوارع.. ويحتلون بوابات تحصيل رسوم الطرق.. ويهددون بالتصعيد!
سيف الإسلام القذافي هل يصبح رئيسا لليبيا استطلاعات الرأي ترشحه.. وهو في مخبئه
إرهاب إيران وصل حتي ألبانيا.. وجبال أطلس
مدرسو تونس يشكون تدهور التعليم ويطالبون بالسير علي خطي مصر!
حتي العدس.. لم يسلم من إشاعات الكذب!
لماذا هذا الإقبال من خريجي الجامعات للالتحاق بكلية الشرطة؟!

بين كل يوم وآخر.. يطلع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليفاجئ العالم بقراراته غير المتوقعة مستخدما أسلوب الصدمات حتي يقلب الموازين رأسا علي عقب..! 
ولعل آخر تلك القرارات.. انسحابه المريب من سوريا بحجة أن مهمة "الأبطال" الأمريكيين قد انتهت هناك بالقضاء علي تنظيم داعش! 
ولم يكتف بذلك.. بل أمر بمغادرة موظفي وزارة خارجيته المتواجدين في سوريا في غضون 24 ساعة! 
هذا كله يحدث بينما كان هو نفسه حتي وقت قريب يرفض الانسحاب مؤكدا أنه لن يترك الساحة.. للروس! 
الآن.. هؤلاء الروس هم أسعد السعداء .. فلقد خلت لهم الساحة بالفعل. 
أما الإيرانيون .. فإنهم أخذوا يهللون.. ويزغردون معتبرين أن انسحاب القوات الأمريكية دلالة علي الهزيمة.. وعدم القدرة علي البقاء! 
حتي بريطانيا التي تعد الحليفة الرئيسية تساءلت: ومن قال إن الدواعش تم القضاء عليهم؟! 
علي الجانب المقابل.. فإن إسرائيل لم تشأ إثارة غضب ترامب وأعلن نتنياهو أنه سيبحث معه الأبعاد والخلفيات لكن في جميع الأحوال فإنها قادرة علي حماية أمنها! 
لخبطة ما بعدها لخبطة.. والرئيس يعود ليؤكد أن دافع الضرائب الأمريكي لا يمكن أن يتحمل نفقات حماية الآخرين ملمحا إلي ما سبق أن طالب به دول الخليج بدفع ثمن هذه الحماية وأن العالم الثالث ليس في حاجة إلي أموال الغرب.. بل هم الذين ينعمون بالخير.. وأنتم أيها الغربيون الذين تحتاجون المال! 
وما يثير الدهشة أكثر.. وأكثر .. ذلك الهجوم العنيف ضد وزير خارجيته السابق "ريكس تيلرسون" الذي تجرأ ووصف قرار الرئيس بالتسرع فجاء الرد علي الفور.. إن ريكس كان غبيا كالصخر وكسولا.. عكس سلفه مايك مومبيو الذي يقوم بعمل رائع ويستحق أن تفخر به البلاد! 
ولم يسلم قرار ترامب من انتقادات أعضاء حزبه الجمهوري في الكونجرس الذين أكدوا علي أنه يضر بمصالح الأمة وأن عدم خبرة الرئيس وشخصيته المتعجلة وراء أية قرارات يمكن أن تحدث مستقبلا.. 
*** 
ومع ذلك فإن السؤال الذي يتردد في الأذهان: 
هل انتهي الدواعش حقا؟! 
الشواهد جميعها - فيما عدا رؤية الرئيس ترامب- تؤكد أنهم مازالوا يسيطرون علي مناطق مهمة داخل الأراضي السورية وأنهم يصولون ويجولون فيها .. بل مازالوا يتحكمون في مصالح الأهالي.. يقتلون الرجال والشباب .. ويغتصبون النساء والفتيات وهكذا فإن أمريكا تترك لهم الحبل علي الغارب وليس العكس..! 
إذن ما الذي يريده ترامب - بحق-؟! 
هو وحده الذي يدعي العلم والمعرفة والكياسة.. مدللا علي أن فترة حكمه التي تبلغ عامين .. هي أفضل فترة علي مدي تاريخ أمريكا منذ نشأتها حتي الآن! 
وعلي رأي المثل الشعبي المصري "دعوه يقول". 
*** 
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن ترامب يري أن سياسته أيضا تجاه فرنسا أثبتت نجاحها.. والدليل.. فشل فكرة الجيش الأوروبي التي روج لها الرئيس ماكرون وكذلك عدم جدوي اتفاقية المناخ التي سبق أن انسحبت منها أمريكا! 
لذا.. كلما وقعت أحداث واضطرابات في فرنسا.. أصدر ترامب تغريداته الشهيرة منبها إلي أنه دائما يسير علي الطريق الصحيح! 
بالفعل .. فرنسا الآن.. مشكلتها مشكلة.. فإن ما يجري فوق أرضها وبين شوارعها ودروبها الساحرة يدعو للدهشة.. ويثير القلق في آن واحد! 
مثلا.. من كان يتصور.. أن تمتلئ هذه الشوارع بخيام المعترضين.. أو المهيجين.. أو مثيري الشغب.. لتتعطل حركة المرور.. خصوصا في ظل التهديدات بإشعال النيران فيها؟! 
الأكثر.. والأكثر.. أن يغلق هؤلاء أنفسهم.. بوابات الطرق السريعة.. التي يقفون أمامها ويمنعون المارين من خلالها من سداد الرسوم المستحقة! 
ثم تزداد المشاكل تفاقما .. بانضمام أفراد الشرطة للمتظاهرين .. وكأن كل واحد الآن .. هو .. هو فقط.. وبعده الطوفان! 
وللأسف.. كل ذلك يجري وفرنسا .. شأنها شأن العالم كله.. تستعد لاستقبال أعياد الميلاد ورأس السنة التي كان يأتي الناس من كل فج للاحتفال بها في عاصمة النور التي أصبحت حاليا تذرف الدمع علي السمعة التي ضاعت..وعلي الموارد التي تبددت! 
*** 
ويبدو من كل السرد السابق أن هذا العالم أصبح الآن.. وكأنه زمن العجائب والتي من بينها.. أو علي رأسها .. ترشيح سيف الإسلام القذافي لرئاسة ليبيا! 
تصوروا.. سيف الإسلام هذا الذي طاردوه.. وضربوه.. وسحلوه.. وقتلوا أباه بدم بارد.. يجيء من يجيئون ليقولوا إن استطلاعا للرأي جري مؤخرا أثبت أنه حصل علي 90% من آراء المشاركين! 
علي الجانب المقابل.. هناك من يرفض هذا الاتجاه رفضا قاطعا .. بل إن أصحاب هذا الرأي يشترطون قبل الكلام في الموضوع أصلا.. أن يخرج سيف الإسلام من مخبئه .. فلا أحد حتي الآن يعرف مكانه .. كما أنه مطالب للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية! 
*** 
منذ عدة أيام وقعت في المغرب.. وبالقرب من مدينة مراكش أشهر مدنها السياحية وبين جبال أطلس جريمة إرهابية شنعاء.. حيث تم قتل سائحتين إحداهما نرويجية.. والأخري دنماركية.. ذبحا بالسكاكين! 
الآن.. أصابع الاتهام تشير إلي تنظيم داعش ومعه إيران.. التي لا تكف عن تصدير إرهابها يوما بعد يوم بل لقد وصلت أياديها الآثمة حتي ألبانيا التي قبضت حكومتها علي خلية من الخلايا إياها التي تنتمي للعباءات السوداء في طهران!! 
*** 
وبما أن بلاد المغرب لا تبعد كثيرا عن تونس.. بل إنهما جارتان متلاصقتان .. فإن هذا الوطن العربي هو الآخر يشهد تقلبات.. وموجات تروح.. وأخري تجيء.. وها هم مدرسو تونس يتظاهرون ويعترضون علي أن التعليم عندهم وصل إلي أدني مستوي.. وأنه قد أصبح هامشيا للغاية.. مطالبين بالسير علي خطي مصر التي تجري حاليا عملية تحديث وتطوير شاملة وفاعلة وكاملة للتعليم بما يضمن وجود أجيال جديدة يتمتع أفرادها بالقدرة علي الابتكار والإبداع بما يتوافر لديهم من إمكانات واستعدادات وملكات. 
تري.. هل تستجيب الحكومة؟! 
ونحن ألا نحمد الله سبحانه وتعالي علي أننا نظل دائما القدوة والمثل للقريب والبعيد وللصديق والغريب؟؟ 
*** 
ومع ذلك.. فنحن لنا عتاب من أنفسنا علي أنفسنا. 
بصراحة.. لقد بلغ السيل الزبي من تلك الشائعات السخيفة التي تتردد بلا معني.. ولا قيمة.. اللهم إلا إثارة البلبلة فحسب! 
حتي العدس.. وجبتنا الشعبية الشهيرة لم تبرأ هي الأخري من شائعات الضلال والبهتان.. حيث زعم من زعم أن الحكومة استوردت شحنات من العدس المسرطن مما اضطر مجلس الوزراء إلي تكذيب هذا الكلام الفارغ.. فهو فارغ بالفعل .. لأنه لا يمت للحقيقة بصلة! 
أفيقوا.. أفيقوا.. ولا تلهثوا وراء تلك الأكاذيب أو.. أو الأراجيف! 
*** 
في النهاية اسمحوا لي أن أتوقف أمام ظاهرة تستحق التأمل والتقدير معا. 
لقد فتحت كلية الشرطة باب الالتحاق بها لخريجي الجامعات من مهندسين وأطباء وصيادلة.. وغيرهم.. وغيرهم! 
ما يشد الانتباه.. ويدعو للتقدير والاحترام.. ذلك الإقبال المشهود من جانب هؤلاء الخريجين للانضمام إلي صفوف الشرطة بما يؤكد أننا- بحق - أمام شباب واعي.. مدرك لمسئولياته للذود عن الوطن بكل مرتخص وغالي.. وللتضحية بروحه في سبيل أن يشعر الأهل بالأمن والاستقرار! 
عظيمة أنت يا مصر.. وعظام أيضا أيها الأبناء الأوفياء.. المخلصون. 
*** 
مواجهات 
* بسمة الحب الصادق.. لا ترتسم إلا علي شفتين تربي صاحبهما علي احترام القيمة والمعني.. والوفاء! 
*** 
* العام الجديد يقترب.. أرجوك.. لا تنخدع بكل من يردد علي مسامعك الكلمة التقليدية: كل سنة وأنت طيب.. فكثيرون يهمسون لك بها.. بينما هم في الواقع يريدون أن يفتحوا عيونهم ويغمضوها.. وقد اختفيت أنت من الوجود! 
لكن تأكد أن الله سبحانه وتعالي سوف ينصرك وينصرك .. ففرق كبير بين الأشرار والخيرين! 
*** 
* الذي لا يعتبر في حياته من التجارب المؤلمة والقاسية.. فلن يكون أمامه باب واحد مفتوح للتوبة يوم تخمد الأنفاس!! 
*** 
* ما أحلي قطرات الندي في موسم الشتاء.. إنها رغم برودة الجو.. تبث الدفء في الوجدان والأجساد. 
*** 
* سألتني من أنت: 
رفضت الإجابة قائلا: 
فات الميعاد!! 
*** 
* لماذا.. ولماذا العشاق كثيرون.. والأوفياء قليلون؟! 
الإجابة لك.. ولها! 
*** 
* همسة في أذن الإعلام: 
لا تصدقوا أبدا.. أن نشر صور رانيا يوسف وصور فستانها وتصريحاتها الاستفزازية يمكن أن ترفع معدلات التوزيع! 
التوليفة الصحفية.. مختلفة تماما.. وعيب.. ألف عيب .. استمرار النشر بهذه الصورة المؤسفة! 
*** 
* من أقوال الإمام الشافعي: 
سيروا إلي الله عرجا.. أو مكاسيرا 
فإن انتظار الصحة.. بطالة 
حافظوا علي مسيرتكم إلي الله 
فالقلوب ضعيفة.. والفتنة خطافة 
*** 
* أخيرا.. اخترت لك هذه الأبيات من أشعار المتنبي: 
أنت النعيم لقلبي والعذاب له 
فما أمرك في قلبي وأحلاك 
وما عجبي موت المحبين في الهوي 
ولكن بقاء العاشقين عجيب 
لقد دب الهوي لك في فؤادي 
دبيب دم الحياة إلي عروقي 
وإني لأهوي النوم في غير حينه 
لعل لقاء في المنام يكون 
ولولا الهوي ما ذل في الأرض عاشق 
ولكن عزيز العاشقين ذليل 
*** 
و.. و.. وشكرا