سمير رجب يكتب مقاله "غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " انظروا كيف نحن الآن وكيف كنا ليلة رأس سنة 2012 وقتها.. انطفأت الأنوار واليوم.. تضيء مصر كلها بشعاعات الأمل والتفاؤل والأمن والتلاحم "

بتاريخ: 01 يناير 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*انظروا كيف نحن الآن وكيف كنا ليلة رأس سنة 2012

وقتها.. انطفأت الأنوار

واليوم.. تضيء مصر كلها بشعاعات الأمل والتفاؤل والأمن والتلاحم

*قلوبنا مع شعوب قريبة وبعيدة تستقبل العام الجديد بأقسى الأزمات وأعتى المشاكل

لا يعرف قيمة الأمن..إلا من اكتوى بنيران الفوضى وما تنطوي عليه من أعمال قتل ونسف ودمار وسفك دماء.. ولا يحس بمعنى الأمان .. إلا من عاش سنوات من عمره.. تائها تحوطه عوامل الخطر من كل جانب..!

ولا يستطيع التمييز بين عام يرحل.. وعام يجيء.. من شاء القدر أن يختلط عنده الخيط الأبيض مع الخيط الأسود.. فتتوارى أضواء النهار أمام حلكة ظلام الليل..!

***

دعوني أعود بذاكرتكم إلى يوم 31 ديسمبر عام 2012 عندما كان حكم الإخوان البغيض يجثم فوق صدور المصريين..!

وقتها.. اختفت كل مظاهر البهجة.. ولزم الناس بيوتهم خشية تعرضهم للاغتيال .. أو الخطف.. أو اغتصاب بناتهم وزوجاتهم..!

ومهدت العصابة الحاكمة للعام الجديد .. بإصدار فتاوى تحرم الاحتفال بقدومه.. وتهدد بعقاب المترددين على المطاعم.. والكافيتريات .. في نفس الوقت الذي قصرت فيه برامج التليفزيون على خطابات أعضاء مكتب الإرشاد الذين دأبوا على غرس بذور الشر في قلوب الناس فضلا عن تأليبهم على بعضهم البعض..!

***

الآن .. ها هي مصر والحمد لله.. تتلألأ أضواؤها.. وتزدان شوارعها بالورود وأغصان الحب والسلام.. والمواطنون يتبادلون التهاني..وسط مناخ دافئ.. وتحت سماء المودة الخالصة والتعاطف الوجداني المشهود.

طبعا..لم يكن متاحا للمصريين أن يمارسوا حياتهم بتلك الصور الرائقة إلا وقد اطمأنوا إلى أن حاضرهم قد أصبح يقوم على أسس ثابتة ودعائم متينة راسخة.. في نفس الوقت الذي يرسمون فيه مستقبلهم بخطى واعدة.. وعقول .. ناضجة.. وقلوب تنبض بالأمل والتفاؤل والإيمان واليقين بأنهم يصنعون واقعا جديدا ربما يحسده عليهم القريبون والبعيدون.

***

من هنا.. قلوبنا مع شعوب تهل عليها السنة الجديدة وقد تمزقت كياناتها .. وتشتت جمعها.. وانشقت صفوفها .. وأصبح شغلهم الشاغل .. كيف يعيدون بناء المجتمع مرة ثانية .. وفي معظم الأحوال تتعثر الإجابة فوق الشفاه البائسة الحزينة.

قلوبنا مع الإخوة السودانيين واليمنيين والعراقيين .. والسوريين والليبيين الذين كم كنا نتمنى أن يتمتع كل فرد فيهم .. بحياة هادئة وادعة.. وعيشة كريمة.. وثياب نظيفة غير ملطخة بالدماء.

***

حتى الفرنسيين الذين أصابهم الآخرون ما أصابهم والذين كان شارعهم الشهير"الشانزليزيه" ومازال مقصد الملايين من شتى أرجاء العالم.

حتى هؤلاء أيضا.. انقسموا إلى فرق وشيع ما بين من أسموا أنفسهم بـ"السترات الصفراء"..وآخرين انتهزوا الفرصة وعاثوا في الأرض فسادا.

ولقد فرض حظر التجول في شارع الشانزليزيه اعتبارا من منتصف الليلة حتى عصر غد وذلك لأول مرة في تاريخ فرنسا..!

.. وفي الهند.. انتشرت خلال الأيام الماضية أعمال العنف والمواجهات بين طائفة الهندوس والمسلمين.. الذين يتعرضون للاغتيال من جانب جماعات الأبقار المقدسة!!

عالم غريب .. وظروف غير مسبوقة تمر بها البشرية.

في النهاية تبقى كلمة:

عموما.. دعونا نعاهد أنفسنا على أن نظل دائما وأبدا.. ضاربين المثل والقدوة.. في الإخاء.. والوئام والمودة والسلام..

 و..و..وكل عام ونحن جميعا بألف خير.

.. وتفضل يا عام 2019 على الرحب والسعة وستجدنا إن شاء الله.. في استقبالك بما تفرضه علينا عاداتنا وتقاليدنا من كرم ضيافة شاكرين الله سبحانه وتعالى على ما وهبنا من نعم التآزر.. والتكاتف.. والتعامل مع الأشياء والأحداث من خلال "نظارات" بيضاء.. تعكس أحلى المعاني وأغلى القيم.

***