سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " العالم كله.. رفع رايات إنسانية الإنسان"

بتاريخ: 03 يناير 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*العالم كله.. رفع رايات إنسانية الإنسان

*أضواء الاحتفالات بالعام الجديد.. أجبرت خفافيش الإرهاب على الاختفاء..

*في مصر.. شكرا للرجال الشجعان.. وفروا الحماية لبني الوطن.. ولم تقع حادثة واحدة!

*سلوكيات تستحق التقدير.. الموظفون ذهبوا لأعمالهم في المواعيد المحددة

*السياحة الأثرية تعود بقوة .. المهم .. الاستمرار.. والتقدم

*أرجوكم..ابعدوا عن الأطباء..

إنهم ينقذون الحياة.. فلماذا ننغص عليهم حياتهم؟

*حتى لا يتحول السودان .. إلى سوريا أخرى!!

*أتباع الترابي المتطرف.. يلعبون بأصابعهم!

*42 ألف لاجئ سوري فقط من سبعة ملايين.. يعودون!!

*والحوثيون المتطرفون سرقوا طعام المساعدات وتركوا أطفال اليمن.. يموتون جوعا!!

هكذا.. انتصرت إنسانية الإنسان..وكان لابد أن تنتصر.. لقد احتفل العالم كله شرقه وغربه برأس السنة الجديدة واستقبلت البشرية عاما جديدا في ظل أجواء من البهجة والفرح والسعادة.. فيما عدا حادث ساذج وقع في لندن.. وآخر مشابه في اليابان.. بينما أجبرت الاحتفالات عصابات وخفافيش الإرهاب "المنظم" على الانزواء.. أو بالأحرى الاختفاء..!

بديهي .. كان لابد للإنسان في أي مكان يكون أن يذود عن مصالحه وأن يحمي كيانه ووجوده ..رافضا في قرارة نفسه.. أن يعلق مصيره في أيادي الحمقى.. والمهووسين.. ومعتادي الإجرام..!

حتى الفرنسيين الذين أمضوا شهر ديسمبر في مظاهرات نظمها من أطلقوا على أنفسهم السترات الصفراء توقفوا أمام القول الفصل ليربأوا بأنفسهم أن يكونوا سببا في الإضرار بمصالح بلدهم التي تعودت على أن تتلألأ سماؤها بأنوار برج إيفل الشهير ومعه قوس النصر المهيب.. وبينهما شارع الشانزليزيه الذي يأتيه كل يوم ما يقرب من مليوني زائر.. وبالفعل بلغ عدد مرتاديه بالأمس مليوني و300 ألف..!

نعم.. إنهم يهددون بالعودة إلى تظاهراتهم بعد انتهاء الاحتفالات .. لكن هذا شأنهم.. وتلك علاقاتهم الداخلية بين بعضهم البعض .. أما في ساعة الجد.. فإن الأوضاع تختلف..!

***

 وبالنسبة لنا في مصر.. فقد احتفل القوم كبارهم.. وصغارهم.. أغنياؤهم وفقراؤهم بقدوم العام الجديد كلٌ على طريقته وبقدر إمكاناته المادية.. وهم آمنون .. مطمئنون .. يسترجعون ذكريات الماضي الأليم أثناء حكم عصابة الإخوان واليوم حيث تلتحم الصفوف.. وتتوحد الوسائل والغايات معا جنبا إلى جنب.

من هنا.. فالشكر واجب وحتمي لكل من وجه .. وخطط.. ونفذ..وأشرف .

إن هؤلاء الرجال الشجعان الذين سهروا حاملين السلاح .. لا يغادرون مواقعهم من أجل ألا تتسلل نقطة سوداء واحدة يمكن أن تشوه الثوب الذي أصروا على أن يكون نظيفا.. وسيظل كذلك بإذن الله.

 هذه- بحق- مصر في عصرها الجديد .. عصر العلم والتخطيط..و..و..والمسئولية التي يتحملها من هم أهل لها عن رضا.. وطيب خاطر.

نعم..لقد توهم الكفرة الفجرة..أنهم يمكن أن يفتوا في عضد هذا الشعب من خلال هذا الحادث الدنيء الذي استهدف مجموعة من السياح الفنلنديين لكن ها هي مصر تعود لتؤكد في كل وقت وحين.. أنها يستحيل أن تهن أو تضعف.. بل تزداد بإذن الله وفضله قوة وصلابة يوما بعد يوم.

***

ولعل ما يلفت النظر ويستحق الإشادة والتقدير.. أن نوعية السلوكيات قد تغيرت.. فقد كان معتادا خلال السنوات الماضية.. أن يتوجه الموظفون إلى أعمالهم صباح ليلة الاحتفالات – أي احتفالات- متأخرين عن المواعيد المقررة.. الأمر لم يحدث هذا العام.

فقد أجمع المواطنون الذين كانت لهم مصالح يريدون قضاءها في بعض مواقع الخدمة الجماهيرية .. على أنهم لم يلمسوا أي مظهر من مظاهرات التأخير.. أو الغياب.. أو التزويغ..!

حقا.. إنها مصر التي تتغير.

من هنا.. فإنها فرصة لكي نتعاهد من جديد على أن نركز جهودنا على العمل والإنتاج.. فوالله .. والله.. لو أن كل واحد في هذا البلد مارس عمله بإخلاص وتفانٍ وتقدير للمسئولية لحققنا طفرات هائلة خلال أقصر فترة زمنية ممكنة.. حيث يزداد حجم صادراتنا.. وتصبح هذه الصادرات قادرة على خوض المنافسة العالمية.. كما ستعود الحياة تلقائيا إلى المصانع المعطلة..وتتوارى أزمة البطالة رويدا.. رويدا.. وينخفض العجز في الموازنة العامة ولا تصبح القروض هدفا أوغاية.

إن العمل يا سادة.. ليس نوعا من أنواع العبادة.. فحسب.. بل إنه سبيل الرخاء والعزة والسؤدد.

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. ونتيجة طبيعية لذلك المناخ الآمن الذي تعيشه البلاد.. وتلك السمعة الطيبة التي تتمتع بها مصر أمام العالمين.. فقد أخذت السياحة الفرعونية تنتعش.. وأعني بها سياحة الآثار التي كانت قد تراجعت معدلاتها كثيرا بسبب ضعف أو قلة الاهتمام بها وعدم الترويج لها دوليا.

الآن.. يجيء لزيارة أهم.. معاقل تلك السياحة .. في الأقصر وأسوان.. الملوك والرؤساء.. والعاشقون لتاريخ مصر القديم والذين اكتشفوا – كما يقولون- كيف يكون الاستمتاع بأمجاد الماضي عندما تتعانق مع جمال الحاضر.

لذا.. إنها فرصة لابد من استثمارها أفضل استثمار..إذ ينبغي على كلٍ من وزارة السياحة والشركات الخاصة وشركات قطاع الأعمال التعاون في صدق وإخلاص لعمل برامج أخاذة متنوعة ومتعددة المقاصد.. عندئذ .. سوف تكون النتائج مبهرة .. ومبهرة جدا.. مع الأخذ في الاعتبار أن الطريق بات ممهدا للغاية.

***

وقبل أن ننتقل بهذا التقرير إلى العالم الخارجي.. أو الإقليمي.. أرجو.. وألح في الرجاء.. أن ترفع الأيادي .. كل الأيادي عن الأطباء.. إذ ليس من المنطق في شيء .. أن أولئك الذين اختارهم رب العزة والجلال لإنقاذ أرواح الناس..باتوا نهبا لخلافات أو اختلافات .. أو تجارب محكوم عليها بالفشل مسبقا.

 أبدا.. لا يجوز..أن ننغص على الأطباء حياتهم.. وهم الذين تتطلب مهنتهم الإنسانية.. اليقظة الدائمة والهدوء النفسي.. فضلا عن الاستزادة بالعلم بصفة دائمة ومستمرة..!

إن ما يثار حول فصل كليات الطب عن المستشفيات الجامعية .. من شأنه الإضرار البالغ بالمنظومة الصحية في الأساس التي تعتمد -كما أشرت آنفا- على الطبيب المتدرب تدريبا جيدا.. والذي يساير تطورات المهنة خارجيا..والذي لا يستطيع الترقي من درجة مدرس إلى درجة أستاذ مساعد إلى درجة أستاذ إلا إذا قدم أبحاثا نظرية وعملية.. وتلك كلها لا تتوفر.. إلا من خلال الجامعات.

عموما.. شيء من التريث.. والتمحيص والدراسة المتأنية ليس من أجل مصلحة الأطباء فقط.. بل المجتمع كله.

***

والآن.. دعونا ننتقل إلى السودان الشقيق الذي يمر بظروف صعبة ومعقدة.. تستهدف من بين ما تستهدف زعزعة أمنه واستقراره وتشتيت صفوفه أكثر وأكثر..!

أخشى ما أخشاه أن يتحول السودان إلى سوريا أخرى..!!

لذا.. فلينتبه الإخوة السودانيون ولا يمكنوا بحال من الأحوال أي جماعة أو فئة أو قوى سياسية معلنة أو غير معلنة..من القفز على الأحداث..!

قطعا.. هناك من يستهدفون ضرب جسد الوطن وتفريق جمع أبنائه.. ومن هؤلاء أتباع الإخواني المتطرف "حسن الترابي" الذين لا ينسون أن زعيمهم هو الذي أتى بعمر البشير للحكم مما أتاح له السيطرة على مجريات الأمور..وبعد أن بلغ السيل الزبى.. وبلغت تدخلات الترابي السافرة في شئون الدولة أقصى مداها.. اضطر الرئيس البشير إلى إقصائه.. ومن يومها وأتباعه .. يتربصون .. أو بالأحرى يتآمرون.

هاأنذا أكرر.. الحذر واجب .. ومعالجة الأوضاع تستلزم كياسة..وصبرا.. و..وقوة..وإلا حدث ما لا يحمد عقباه..!

***

وما دمنا ضربنا المثل بسوريا .. فها هو الشعب السوري مازال يدفع حتى الآن الثمن غاليا..!

إن الحروب التي استمرت سبع سنوات خلفت وراءها كوارث ومآسي جماعية وفردية ليس من السهل التغلب عليها بين يوم وليلة..!

يكفي أن عدد اللاجئين الذين عادوا إلى بلادهم لم يزد على 42 ألفا من مجموع سبعة ملايين.. والشواهد تقول.. إن هذا العدد لن يزيد على الأقل خلال العام الحالي لأن من ذاق  مرارة الغربة والتشرد يصعب عليه تحملها مرات أخرى!!

لكن في جميع الأحوال .. هذه إحدى نتائج محاولات تدمير الدولة من الداخل..!

وكان الله في عون الإخوة السوريين.. قبل وبعد الحروب الضروس التي دارت رحاها فوق أراضيهم..!

***

أما ما يجري في اليمن.. فإنه يدمي القلوب..!

لقد دمر الحوثيون الإرهابيون.. البشر.. والمكان.. وكل شيء..!

ثم.. وصلت بهم النذالة والخسة إلى حد سرقة المعونات الغذائية التي تبعث بها الأمم المتحدة وتوزيعها على أفراد ميليشياتهم ..تاركين 16 مليون مواطن يعانون الجوع.. وينتظرون الموت بسبب حرمانهم من الطعام والشراب..!

إنه.. بكل المقاييس.. بركان القسوة الذي ينفث حمم الحقد والكراهية والشر والضلال والبهتان..!

اللهم.. أنقذ برحمتك الواسعة.. شعب سبأ صاحب الحضارة التليدة .

***

وأخيرا.. نأتي إلى حسن الختام:

اخترت لك هذه الأبيات من نظم الشاعرة اللبنانية غادة السمان:

أحبك لأني لا أعرفك

لكنني بمعني ما أعرفك

لا أستطيع أن أحب رجلا يجثم على صدر حياتي

يخطط لي تسريحة شعري

يلون ثيابي ويكتب سيناريو أحلامي وكوابيسي

يرسم الخطوط الحمر لما أفعله داخلها

لا أستطيع أن أحب من يحاول امتلاكي

ثم يتوهم ذلك حقا مرصودا

لست جناحا.. أنا التحليق

لست غريبة.. أنا الغربة

لست حرة أنا الحرية

***

و..و..وشكرا