*آه.. من جمرات النيران التي لا يكتوي بها إلا القابضون عليها..!
*الفارون من الحروب يدقون الأبواب وهم يئنون..ويتوجعون
والله أعلم.. ماذا يكون المصير..!
*أليست مأساة .. أنهم غادروا أراضيهم .. المليئة بالخيرات لينعم بها من جاءوا لفرض الوصايا..؟
قانون الواقع يقول.. إن"جمرة النار" لا تحرق سوى القابض عليها"..!
وقانون الواقع هذا.. وضعه وأقر بنوده.. الفلاسفة القدماء بعيدا عن خيالاتهم.. أو أحلامهم التي طالما تمنوا أن تتسلل من بين ثنايا العقول إلى جدران الأجساد والقلوب..!
أقول ذلك بمناسبة المأساة الموجعة التي يعيشها الفارون من المعارك الطاحنة التي تدور فوق أرض بلادهم..!
هؤلاء اللاجئون.. منهم للأسف من يقف على أبواب حدود البلدان.. أو يضطرون لمحاولة العبور المائي من خلال البحار والمحيطات فيسقطون غرقا في غيابات الجب..!
كل ذلك بينما الناس في مناطق كثيرة من العالم لا يدرون من أمرهم شيئا.. اللهم إلا إذا تعطفت عليهم منظمة دولية أو فرع من فروعها .. مبدية أسفها.. ومناشدة مد أيادي المساعدة لهؤلاء الذين تقطعت بهم السبل حسب تعبير الأمم المتحدة مؤخرا.. بالنسبة للسوريين واليمنيين المعلقين في صحراء الجزائر يئنون من البرد القارس..ومن الجوع.. ومن العري.. وما من مغيث..!
***
بالضبط مثلما حدث لإخوانهم عندما أرادوا عبور بحر المانش من بريطانيا التي رفضت استقبالهم إلى فرنسا التي أراحوا حكومتها واستراحوا.. حيث تقاذفتهم الأمواج المتلاطمة قبل الوصول إلى مرفأ الأمان أو الذي تصوروا أنه كذلك ..!
***
ولعل ما يثير الشجن والأسى أيضا أن هؤلاء المعذبين في الأرض سبق أن عاشوا في بلدان كانت تتمتع بخيرات الله من ثروات طبيعية مثل النفط والغاز والفوسفات والنخيل والزيتون..وغيرها .. وغيرها..!
أمس نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية تحقيقا بعنوان: دمشق تفقد سيطرتها على الاقتصاد.. والموارد تتوزع بين قوى النفوذ..!
قالت الصحيفة إن إيران- على سبيل المثال –هي التي حظيت باستثمار الفوسفات في منطقة "خينفيس" تعويضا عن خمسة مليارات دولار حصلت عليها سوريا كقرض من حكومة طهران..!
أما بالنسبة للجزء الأكبر والأثمن من الكعكة وأعني بها النفط فقد بات من نصيب قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على نحو 30% من مساحة البلاد والتي تدعمها أمريكا وطبعا لا تصدقوا أن ترامب سوف يسحب قواته هكذا.. وينتهي الأمر.. بل لقد وقع اتفاقات سرية وعلنية مع تلك القوات على تسليم النسبة الأكبر وإلا سيجبرهم على دفع الثمن غاليا فيما بعد..!
يبقى الزيتون وزيته.. وحكايتهما حكاية.. فقد كانت سوريا تملك 100مليون شجرة زيتون بمتوسط إنتاج 1،2مليون طن من الزيت..!
نعم.. تراجعت الزراعة.. لكن مازالت الأرض تجود بما في باطنها من ثروة يتقاسمها حاليا تركيا من خلال فصائلها المسلحة..!
***
يعني.. لو لم تنشب هذه الحرب الضروس..لكان السوريون في حال غير الحال وما وقفوا يدقون الأبواب وهم أذلاء .. ضعفاء.. مستكينين..!
***
على الجانب المقابل.. فإن الجزائريين يؤكدون أن هؤلاء "الواقفين" على الحدود.. سبق أن دخلوا البلاد لكن تم إعادتهم مرة ثانية بعد اكتشاف أنهم ينتمون لجماعات إرهابية رغم نفي الأمم المتحدة لذلك والدليل حسب تصريحات الجزائريين أنهم سبق أن استقبلوا 50ألف سوري على مدى السنوات السبع الماضية..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
بارك الله في مصر والمصريين التي احتضنت بقلبها الدافئ .. كل من جاءها طالبا العون.. وملتمسا الرحمة والحنان.
هذا.. ليس منا.. أو تباهيا.. أو تفاخرا.. بل إنه تأكيد لحقائق ساطعة سطوع الشمس..
***
و..و..وشكرا