مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 24 مارس 2023
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

تقرير سياسي عن أحداث الساعة
* دولة تعميق البعد الاجتماعي.. وإنسانية الإنسان.. رجل كان أو امرأة
*الإفراج عن الغارمين والغارمات.. ضربة لمن يبيعون القيم ويستغلون أهلهم وذويهم أسوأ استغلال
*كل علماء الاجتماع على مستوى العالم.. اعتبروا "الأسرة" أساس المشكلة.. ومفتاح الحل أيضا
*اليوم.. أول رمضان.. وذكرى بلوغ العدد الأسبوعي.. مليون نسخة!!
*دخول "الصين" على الخط.. و3 سيناريوهات لردود الفعل لدى الأمريكان!
*الطبيب قاتل.. والمعلمة تذبح صديقتها بالسكين.. ليست جرائم فردية أبدا!
*خمسة رياضة..
*وخمسة فن..
كل مجتمع في الدنيا يعاني من مشاكل بعينها قد يكون بعضها راجعا إلى أسباب اقتصادية.. والبعض الآخر مرتبط بعوامل أمنية أما الجزء الثالث فهو الذي يعيش أزمات اجتماعية ربما لم تفارقه منذ أن خرج إلى الحياة.
وهنا يقول عالم الاجتماع البريطاني هربرت سبنسر إن الأسرة تعني  رابطة اجتماعية تجمع الزوج والزوجة وأولادهما وتوصف بأنها الحصن الحصين لبقاء المجتمع الكبير واستمراره.
وفي إطار الأسرة تترتب حقوق وواجبات كل من الرجل والمرأة تجاه الآخر وتجاه أطفالهما.. لتنشئهم تنشئة صحيحة وتوفر احتياجاتهم المادية والمعنوية في جو يسوده الحب والمودة والرحمة والهدوء.. 
نفس الحال بالنسبة للعالم العربي الشهير عبد الرحمن ابن خلدون الذي كتب في مقدمة كتابه الشهيرة إن الأمم تتقدم بتقدم أسرها وبالتالي إذا ما حدث الانهيار تكون الأسرة هي السبب حينما تتفكك وتتمزق أوصالها.
*** 
ونحن في مجتمعنا المصري نحمد الله سبحانه وتعالى على توحدنا وتآلفنا وتعاطفنا مع بعضنا البعض لكن رغم ذلك فقد تسللت إلينا نقيصة من النقائص لم تكن موجودة من قبل بل هي وليدة العصر الحديث وأعني بها الغارمين والغارمات وللأسف ساعد على انتشارها وتعدد سلبياتها أناس منا ونحن منهم لكنهم يختلفون عنا في التمسك بحب الذات والرغبة في جمع مال كثير بجهد قليل متناسين نوازع الدين والأخلاق والضمير.
لقد مارس هؤلاء نوعا من أنواع السلوك المريض وقد حاولت قوى كثيرة في المجتمع إيقافهم عند حدهم أو اتباع الأساليب المشروعة في المعاملات بين الناس دون جدوى.
كل ما هنالك أن أهل الخير حاولوا مرة أو مرتين لإعادة هؤلاء إلى صوابهم لكن ظلت الظاهرة الخسيسة قائمة ومستمرة.
وأمس أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراره الإنساني بالإفراج عمن سموا بالغارمين والغارمات قبل بدء شهر رمضان الكريم.
وعلى الفور تحركت الأجهزة الأمنية والقضائية لتنفيذ قرار الرئيس لاسيما وأن أعضاء تلك الأجهزة يعرفون تماما تفصيلات ودقائق الأحكام التي صدرت أو تلك التي مازالت في مرحلة الحبس الاحتياطي  وبالتالي فإن الإفراج عن هؤلاء قبل شهر رمضان المبارك من شأنه إعادة البسمات إلى الكثيرين والكثيرات من أبناء وبنات هؤلاء الغارمين والغارمات والذين كانوا يستشعرون بعقدة ذنب لأنهم وراء توريط الآباء والأمهات في جريمة هم أبرياء من ارتكابها وللأسف باءت كل محاولات تجنبها بالفشل.
*** 
على الجانب المقابل فإن مفاجأة الإفراج عن الغارمين والغارمات تعد ضربة كبرى لكل من يبيعون القيم ويستغلون أقرباءهم وذويهم أسوأ استغلال بإجبارهم على توقيع إيصالات أمانة بأضعاف أضعاف المبالغ التي اقترضوها منهم..
*** 
الأهم.. والأهم.. أن قرارا مثل هذا القرار رغم محدودية نسبته إزاء المجتمع ككل إلا أنه يوفر للأغلبية والأقلية على السواء نوعا من الاطمئنان والرضى النفسي حيث يوقن الجميع تمام اليقين بأن اليد الحانية التي ترعاهم لن تتخلى عنهم أبدا.. بل بالعكس تحوطهم بكل مقومات الرحمة والحنان والأمل والتفاؤل.
*** 
والآن اسمحوا لي ونحن نعيش هذه الأجواء الربيعية المفعمة برائحة الورود والزهور أن أحكي لكم عن هذه التجربة الفريدة والمتميزة من نوعها والتي دارت فصولها منذ 48 عاما من الزمان وبالتحديد في شهر إبريل عام 1975حيث كنت أشغل وقتئذ منصب نائب رئيس تحرير الجمهورية للعدد الأسبوعي وقد نجحت والحمد لله ومعي فريق عمل يتمتع جميع أفراده بالرغبة الفائقة والومضة الصحفية النادرة والحساسية تجاه الخبر بشتى ألوان الاستشعار عن بعد وعن قرب معا.
اجتمعت أنا وفريق العمل استعدادا للانتقال بصفة نهائية رئيسا لتحرير جريدة المساء..
ضم الفريق كلا من الزملاء محمد أبو الحديد وعبد الرازق توفيق وناهد المنشاوي وعصمت حامد -رحمها الله-  وجمال كمال ومحمود نافع ومحمد الشرقاوي ومحمد الفوال وعلى هاشم .. فاروق عبد العزيز رحمه الله.. وعبد الوهاب عدس وجمالات يونس.
وتناولنا التهاني بين بعضنا البعض مع وعود صادقة بأن يظل التعاون بيننا طالما التقينا على فترات قريبة أو متباعدة.
..و..كم كانت فرحتنا بالغة ومؤثرة ونحن نمسك خطاب شركة التوزيع بأيادينا والذي تقول فيه إن توزيع العدد المقصود
 بلغ 997 ألف نسخة بالتمام والكمال..!
*** 
ومن الصحافة إلى السياسة حيث ينبغي علينا ضرورة التوقف أمام هذه التصرفات الإسرائيلية حيث اقتحم واحد من أشد هؤلاء الوزراء  تطرفا  ساحة المسجد الأقصى معلنا أمام المصلين أن العرب سواء مسلمين أو مسيحيين ليس لهم أدنى صلة بالمسجد وبالتالي فإن مسئولية حمايته تقع على الحكومة الإسرائيلية .
ولم تكد تمضي سوى أيام قليلة حتى زعم وزير آخر أنه لا يوجد ما يسمى بالشعب الفلسطيني وبالتالي فإن المطالبة بدولة مستقلة لا تستند إلى واقع أو منطق أو تاريخ.
وأنا شخصيا أؤكد وأؤكد أن وزراء حكومة نتنياهو يوزعون الأدوار فيما بينهم بحيث يستنفدون جهد ونضال الفلسطينيين في شتى مواقعهم.
ومع ذلك فإن سياسة توزيع الأدوار فشلت فشلا ذريعا في كل زمان ومكان من أول الولايات المتحدة الأمريكية حتى الكونغو وكينشاسا.
*** 
وبما أن المنطق يقضي عدم إغفال دور الصين وقوتها وكيانها عن مسرح الأحداث العالمية حاليا فإني أطرح عدة أسئلة على الولايات المتحدة الأمريكية بالذات:
*أولا: هل زيارة رئيس الصين لروسيا واجتماعه مع الرئيس الروسي بوتين تؤدي إلى ردود فعل عقلانية أم أن تسارع الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات مضادة عنيفة؟
*ثانيا: قيام الصين بالوساطة بين السعودية وإيران هل يدفعها إلى الحصول على ميزات من هذه أو تلك أم تتدخل على المكشوف لصالح إيران وحدها؟
*ثالثا: هل هذه التحركات السريعة والفعالة من جانب إسرائيل سوف تشجعها على الاستمرار بنفس سياستها الاقتصادية والسياسية الحالية أم ستجري بعض التعديلات أو التغييرات؟ ..و..ونأمل من أمريكا الإجابة عن تلك الأسئلة.
*** 
أخيرا.. أختم هذا المقال بوقفة أمام تلك الجرائم غير العادية التي ارتكبت في الآونة الأخيرة بمصر.. والتي أذكر منها:
*الطبيب الذي يقتل أولاده وزوجته.
*المعلمة التي تذبح صديقة عمرها على مدى 30 عاما.
*سائقو" التكاتك" الذين يموتون ويقتلون ورغم ذلك لا توجد خطوات جادة لوقف تسيير هذه المركبة المميتة.
إنها بلا شك جرائم غريبة أو عميقة ومع ذلك تقابل بالصمت من جانب المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية..!
*** 
خمسة رياضة..
أليس غريبا أنه كلما أتى اسم لاعب أجنبي للانضمام إلى نادٍ  من نوادينا أو للمنتخب القومي تدوي أصوات هنا وهناك وترتفع صيحات التأييد مرة والرفض مرات.
وفجأة.. أكرر وفجأة يسود الصمت وتجف الدماء في العروق..
دون أن نعرف على أي أساس تم الاختيار.. حتى نستيقظ ذات صباح ليقولوا لنا اشترينا اللاعب "فلان" بعدة ملايين من الدولارات.. ولا أحد يعترض ولا يحاسب .. ولا..ولا..
*** 
وخمسة فن..
طبعا فرق كبير بين المطربة أنغام والمطربة شيرين فالأولى وقفت على مسرح الرياض بالمملكة العربية السعودية تتحدث عن اعتزازها بمصر ومصريتها وكيف أنها التي كفلت لها الإعداد الجيد حتى أصبحت لها مكانتها.
عكس الثانية التي هاجمت مصر دون وجه حق.. ثم قبلوا اعتذارها علما بأن ما قالته على الملأ لا يجدي معه أي اعتذار.
***  
و..و..وشكرا