*يوم.. التقى الرمزان
*نداء الله أكبر..يدوي في سماء المحروسة الجديدة .. وأجراس الكنيسة.. تقرع في خشوع واطمئنان
..وصانع نهضة مصر الحديثة يرسخ معاني الإخاء والمساواة.. والتراحم
إنها ليست مناسبة عادية.. بل هو حدث .. وحدث ضخم بكل المقاييس في أروع وأجمل مكان تحت سماء المحروسة الجديدة.. يدوي نداء الله أكبر.. وفي نفس الوقت أجراس الكنيسة تقرع في خشوع واطمئنان بينما صانع نهضة مصر الحديثة ينظر وقد امتلأ قلبه بالرضا رافعا كفيه لله سبحانه وتعالى حامدا وشاكرا.
لقد نفذ الوعد .. وبعث برسالة للدنيا بأسرها..تقول: هكذا يتم صيانة واحترام العهود.
بصراحة إن هذا الإنجاز التاريخي الهائل الذي تمثل في بناء أحلى المساجد وأروعها على مستوى العالم .. وبجانبه الكاتدرائية التي لا يكاد يضاهيها مثيل في الشرق والغرب..
أقول هذا الإنجاز التاريخي سوف تتوقف أمامه الأجيال على مدى سنوات وسنوات من الزمان.. أجيال نبتت داخل قلوب أبنائها ..مشاعر الود الصادق.. وأحاسيس الخير والجمال.
***
الآن.. لم تعد الحكاية قاصرة على الشعارات والزيارات.. أو عبارات المجاملة الموسمية.. بل كان لابد من الغوص في أعماق الأعماق ليتأكد القاصي والداني أن مصر كانت وستظل دائما وأبدا تذود عن معنى "الدين محبة" تحت وطأة أي ظرف من الظروف.. وأن المصريين بحكم عاداتهم وتقاليدهم وأخلاقهم الطيبة السمحة قد خلعوا عن أرديتهم منذ أن خلق الله الأرض وما عليها .. أي نوازع للفرقة أو التمييز.
بسم الله الرحمن الرحيم:
" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
ويقول الرسول الكريم:"إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
ومن آيات الكتاب المقدس"الإنجيل": المحبة لا تسقط أبدا ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه.
أيضا: أكرموا الجميع.. أحبوا الأخوة.. خافوا الله.. كونوا كارهين للشر.. ملتصقين بالخير.. سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.
***
على الجانب المقابل.. ينبغي أن نعترف بأن بناء الكنائس كان يخضع لقيود عديدة..وضوابط رأى الأقباط أنها تمثل عقبة أمام ممارستهم العبادة.
ومرة قال لي الأنبا شنودة بطريرك الأقباط الأرثوذكس الراحل في أحد لقاءاتي معه: هل تعلم أن قانون الخط الهمايوني الذي وضعته الدولة العثمانية هو الذي مازال يحكم عملية بناء الكنائس في مصر..وكان الأمر يتطلب موافقة جهات عديدة ولما أجبت البابا بعدم معرفتي بهذا القانون .. عاد ليؤكد وجوده..!
وبالفعل كان الأنبا شنودة على حق.. حتى صدر القانون رقم80 لسنة 2016 الذي نص على تسهيلات كثيرة بشأن بناء وترميم الكنائس..!
***
عموما.. ليس مستبعدا أن يستشيط بعض المتطرفين غضبا سواء من هنا .. وهناك بسبب تلك المساحة الشاسعة من المودة الدافئة بين المسلمين والأقباط والتي تمثلت من بين ما تمثلت في إقامة تلك الكاتدرائية المذهلة.. بجانب هذا المسجد المشهود فوق أرض أحدث وأرقى وأجمل مدينة.
ولكن لن يكون بعد ذلك أي مكان للحقد أو العنف أو الكراهية.. ومن يرد الانحراف عن الصراط المستقيم .. فليخسأ هو ومن معه إلى يوم الدين..!
***