مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 29 مارس 2023
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*"الربيع الغربي" يضرب فرنسا وألمانيا وبريطانيا مرورا بإسرائيل
*تعطيل وسائل المواصلات.. ومهاجمة مقار الوزارات وأعمال سلب ونهب غير مسبوقة
*ونحن في مصر نحمد الله.. مجتمعنا يزداد ترابطا والاستقرار يعم أنحاء الوطن
*ها هي أيام رمضان تمضي في سهولة ويسر دون نقص في سلعة واحدة
*الجمهورية الجديدة.. تتحدد معالمها.. يوما بعد يوم
*ركائزها الأساسية.. رعاية صحية.. عدالة ناجزة.. طفرة تعليمية
*قوائم انتظار الحالات الحرجة تتراجع بفاعلية بعد الـ100 مليار
*وأصحاب المعاشات تقر عيونهم نتيجة الزيادات المتتالية
استقبلت الدول العربية حكومات وشعوب تصريح كونداليزا رايس وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية إما بعدم اكتراث أو بثقة في النفس أكثر من اللازم.
التصريح يقول –حسب تعبير كونداليزا رايس- إن الولايات المتحدة الأمريكية تنتوي نشر الديمقراطية في العالم العربي وبالتالي البدء في تشكيل شرق أوسط جديد بنشر ما يسمى بالفوضى الخلاقة.
هذه الفوضى الخلاقة تنشأ بعد أحداث شغب دامية ومعارك بين أبناء الشعب –أي شعب- وبعضهم البعض مما قد يؤدي إلى عمليات نسف وتدمير وإشعال الحرائق.
وبعد أن تستقر الأوضاع تنشأ أنظمة جديدة غالبا ما تكون موالية لأمريكا وحلفائها الأوربيين.
في البداية لم يأخذ العرب كلام كونداليزا رايس مأخذ الجد ولكن ما إن اشتعلت المظاهرات وتجاوزت الهتافات كل الحدود المسموحة وغير المسموحة ضاقت الدوائر.. الواحدة تلو أخرى لتنهار جيوش بأكملها وتتمزق أوصال الأفراد والجماعات.
وظل "الغرب" يشعل نيران الفتنة حتى تساقطت أوراق الشجر في عز أيام الربيع واضطر كثيرون أن يستسلموا للأمر الواقع بعد أن فقدوا معظم الأوراق التي كانت بين أياديهم.
***
ثم..ثم.. تمر الأيام وتحدث جائحة كورونا وبعدها الحرب الروسية-الأوكرانية ويسقط أسفل سافلين من كانوا يتآمرون ضد سلامة واستقرار الشعوب وكأن الله سبحانه وتعالى يحاسبهم على ما ارتكبوه من آثام وما فعلوه ضد الإنسانية جمعاء.
***
فرنسا تعاني على مدى العامين الماضيين من اضطرابات ومن أزمة بطالة حادة ومن مواطنين يطلبون تحسين أحوالهم فتأتي الدولة لترفع ضدهم عصي الانتقام وهراوات التأديب.. وتبلغ حدة العنف مداها عندما ترفض الدولة الانصياع إلى أصوات الاحتجاج..
 أما في ألمانيا فمواطنوها لأول مرة في حياتهم يرفضون النظام القائم ويدعون إلى إسقاط الدولة وتظهر جماعة تطلق على نفسها "مواطنو الرايخ" التي تهدف إلى إعلان قيام الإمبراطورية الألمانية التي تأسست عام 1871 وقد امتد نشاط هذه الحركة لتشمل ولايات عديدة ويصر أعضاؤها على إنشاء حكومات ظل لا يدفعون وهم تحت لوائها ضرائب كما أصدروا لأنفسهم جوازات سفر ورخص قيادة خاصة.
أما بالنسبة لبريطانيا فالحياة شبه متوقفة حيث تعم المظاهرات معظم المدن بل والقرى أيضا لأن الناس لا يثقون في حكومتهم التي يرون أنها غير جديرة بإدارة البلاد كما يتهمونها بعدم القدرة على التعامل مع الظروف الحالية.. فهي ترفع الأسعار من جهة ومن جهة أخرى لا تحاول اتخاذ أي إجراء من إجراءات الحماية الاجتماعية وبالتالي تتفاقم موجات الغضب يوما بعد يوم..
فما يشد الانتباه أن شوارع العاصمة لندن على سبيل المثال تعاني من تلوث بيئي لم يسبق له مثيل والسبب تلال القمامة بعد أن امتنع عمال النظافة عن رفعها منذ أكثر من ثلاثة شهور.
وما يثير التهكم والسخرية أن رئيس الوزراء ينوي إصدار قانون يمنح ملاك المساكن الحق في طرد أي ساكن يتسبب في مشاكل مع الجيران أو يتخلف عن سداد الإيجار بعد مهلة قدرها أسبوعين فقط.. أيضا تسبب مشكلة المشردين أو الذين ليس لديهم مقار إقامة إزعاجا ما بعده إزعاج إذ أنهم نتيجة مبيتهم على الأرصفة يسدون مداخل العمارات ويقضون حاجاتهم في الشوارع التي أصبحت رائحتها تزكم الأنوف.. وهكذا أصبح الربيع الغربي مثار سخط وغضب الأوربيين وقبلهم الأمريكان بطبيعة الحال..
***
و..و.. وتبقى إسرائيل التي لا يمكن إنكار دورها في حكاية الفوضى الخلاقة ومن ثم الربيع العربي والتي مازال أهلها يتغنون بما تتبعه من نظم ديمقراطية.. هذه النظم أصبحت الآن في مهب الريح.
فقد أعلن بنيامين نتنياهو خطة للإصلاح القضائي فإذا بالقيامة تقوم حيث أعلنت الأحزاب رفضها كما جابت المظاهرات الشوارع لدرجة أن نتنياهو أعلن أن البلد على حافة حرب أهلية وإيثارا للسلامة قرر تأجيل خطته مؤقتا..
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فها هي أيام شهر رمضان تمر علينا في سهولة ويسر فلم نلحظ أن هناك سلعة غير متوفرة في الأسواق.. سواء أكانت ضرورية أو كمالية.. والأسعار تمت محاصرتها بعناية فائقة من جانب الحكومة .
وها هم الأقارب والأصدقاء يتبادلون دعوات الإفطار والسحور بصورة عادية تماما لا تختلف عن الأعوام السابقة بل ربما أكثر اتساعا هذا العام.
وينسب الفضل في هذا الصدد للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يتابع بنفسه مبادرة "كتفا بكتف" فضلا عن جهود القوات المسلحة والشرطة في طرح السلع بكميات وفيرة من خلال مواقع كثيرة مما أغلق الأبواب أمام أي شكاوى زائفة.
على الجانب المقابل فإن مجتمعنا بدا في شهر رمضان متعاطفا مع بعضه البعض.. الكبار متراحمون مع الصغار والأثرياء لا يبخلون بمساعدة الفقراء.. ولعل هذا كله من نتاج مناخ الاستقرار والتلاحم وترسيخ قيم الإيثار.. والغيرية .
***
واسمحوا لي من خلال هذا التقرير أن أتحدث معكم ولكم عن الجمهورية الجديدة التي تتضح معالمها يوما بعد يوم إنها جمهورية لا تعرف سلبيات الماضي ولا تفرق بين إنسان وإنسان.
ولعل ما شد اهتمامي خلال الفترة الماضية أن ركائز هذه الجمهورية تشمل كلا من رعاية صحية فائقة وهذا ما يركز عليه الرئيس من خلال" 100 مليون صحة".. وأيضا من خلال توجيهاته بالأمس بتخصيص مبلغ مليار جنيه لدعم مبادرة إنهاء قوائم الانتظار للحالات الحرجة.
طبعا.. هذا القرار يأتي بالنسبة للمرضى أو ذويهم بمثابة "قارب نجاة" فما أقسى المرض.. والصحة كما يقولون تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يعرفه سوى المرضى ..
وفيما يتعلق بالعدالة الناجزة فإن رؤية الرئيس في هذا الصدد واضحة ولا شك أن مدينة العدالة في العاصمة الإدارية الجديدة بما تضمه من مجمع مركزي للمحاكم ومركز دراسات وكل ما يحقق العدالة الناجزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
***
وأيضا اسمحوا لي أن أعبر عن مشاعر الملايين من أصحاب المعاشات بمناسبة حصولهم على زيادة جديدة اعتبارا من أول إبريل أكرر أول إبريل وليس أول يوليو كما هو متبع لكن إصرار الرئيس على أن يصرفوا تلك الزيادة في بداية شهر رمضان من شأنه رسم البسمات على الشفاه وما أحلى أن تعبر البسمة عن قلب ينبض في نفس اللحظة بالحب ..والأمل ..والتفاؤل.
***
خمسة رياضة
مع تأييدي البات والقاطع لمبدأ الثواب والعقاب إلا أني أرى عدم توقيع أي عقوبة على لاعبي الزمالك بسبب هزيمتهم الثقيلة من البنك الأهلي فاللاعبون هم أولا وأخيرا بشر كما أن لهم أسرا تتابعهم وتتمنى لهم الخير في نفس الوقت الذي ينبغي فيه على هؤلاء اللاعبين أن يؤدوا دورهم في مناخ هادئ وبعيدا عن التوتر.
لذا أرجو من المستشار مرتضىى منصور العائد من "رحلته الاستثنائية" ألا يخصم منهم أي مبالغ هذه المرة.
***
وخمسة فن..
ومع احترامي لكل الآراء التي يهاجم أصحابها هذا البرنامج المستفز "رامز نيفراند" ومقدمه رامز جلال فإني أتصور أن العيب كل العيب فيمن يذهبون إليه بمحض إرادتهم وسواء أكانوا على علم بما يحدث لهم أم لا فإنهم ببساطة شديدة.. يهبطون بأنفسهم إلى أدنى مستوى.. كما يشوهون سمعتهم.. اللهم إلا إذا كانوا في حاجة ماسة وشديدة جدا إلى المبلغ الذي يعطيه رامز لهم ويقولون إنه مبلغ كبير جدا.
***
و..و..وشكرا