*اليوم.. خمسون عاما على نصر أكتوبر بالتاريخ الهجري
*فلنتذكر ونعرف حكاية البيان رقم (1) الذي كسر حاجز الصمت
*لن تتوقف مصر عن الاحتفال بهذا العمل العظيم بل ستزداد به اطمئنانا ويقينا
*الرئيس السيسي استلهم منه قواعد وأسس بناء الجمهورية الجديدة
استيقظ العالم في الساعة الواحدة والربع من بعد ظهر يوم 10من شهر رمضان عام 1394 على البيان الذي كسر حاجز صمت دام 50 عاما من الزمان والذي أذاعته القاهرة في هدوء واطمئنان وثقة والذي قال:
قام العدو في الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم بمهاجمة قواتنا بمنطقتي الزعفرانة والسخنة في خليج السويس بواسطة عدة تشكيلات من قواتنا الجوية عندما كانت بعض زوارقه البحرية تقترب من الساحل الغربي من الخليج وتقوم قواتنا حاليا بالتصدي للطائرات المغيرة.
كان ذلك بالضبط يوم 10 رمضان عام 1394 أي منذ نصف قرن ورغم ذلك فإن ملفات التاريخ تتعامل وكأنه وليد اليوم ولمَ لا وقد حققت مصر في ذلك اليوم أغلى وأحلى وأروع نصر في التاريخ الحديث..
من هنا ليس تزيدا أو تضخيما لحدث بل بالعكس يستمر الاحتفال به إلى يوم الدين لأن ما فعله جيش مصر وقيادتها السياسية وشعبها العظيم لم يكن مجرد تحرير لأرض اغتصبها الأعداء فحسب بل هي حرب استردت للعرب أجمعين كرامتهم وأثبتت أمام الدنيا كلها.. أنهم أمة لا تموت أبدا.. بل تتجدد شرايين قلوبها وعقولها مع كل طلعة شمس.. ومع بزوغ كل فجر يرتفع فيه نداء الله أكبر.. الله أكبر.
تتلاقى الأيادي من جديد ويتعهد عندها كل أصحاب حق بألا يتهاونوا أو يفرطوا في حق شبر واحد من أراضيهم المقدسة.
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن السياسة التي اتبعتها مصر في حرب العاشر من رمضان اختلفت عن سابقتها في حرب 67 حيث تميزت البيانات التي أذاعتها القاهرة في الحرب الأخيرة بالتؤدة والثبات والاقتصار على تقديم الحقيقة فقط وليس أي شيء سواها..
ونحن لو أردنا تأكيد ذلك فلنرجع إلى البيان رقم (2) والذي أذاعته القوات المسلحة والذي قالت فيه بكلمات محددة ولهجة هادئة..
ردا على العدوان الغادر الذي قام به العدو ضد قواتنا تقوم حاليا بعض من تشكيلاتنا الجوية بقصف قواعد العدو وأهدافه العسكرية في الأراضي المحتلة.
ويمكن القول إن المصريين استشعروا من خلال البيانين الأول والثاني أن معركة تحرير الأرض قد بدأت بالفعل أو بالأحرى قد أتت ثمارها.. لا سيما في ظل صراخ إسرائيل وتوسلات حكامها لأمريكا بسرعة إمداد العون لها والوقوف بجانبها في هذه اللحظات "العثرة"..!
واستنادا إلى تلك الحقائق فإن إرادة الله شاءت أن يتولى زمام القيادة في مصر المنتصرة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي دائما ما يقول إن حرب أكتوبر ستظل نقطة تحول في تاريخنا المعاصر استردت فيها قواتنا المسلحة شرف الوطن وكبرياءه .. وأن يوم 6 أكتوبر الذي حققت فيه مصر معجزة العبور كان لها رجال سخرهم الله سبحانه وتعالى ليتمسكوا دائما وأبدا بصياغة ريادة الوطن وكرامته.
واستلهاما من معاني ودلائل حرب أكتوبر والتي أحسب أن الرئيس السيسي اتخذ منها أسس وقواعد بناء الجمهورية الجديدة فإن مصر ستظل داعية سلام ومقيمة لدعائمه في الداخل وأيضا مساندة لكل الجهود التي تبذل من أجله في شتى بقاع العالم وهكذا يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن مصر وهبها الله سبحانه وتعالى يدا أمينة تسعى بشتى السبل والوسائل من أجل تحقيق مصالحها ومصالح شعبها.
***
وهكذا فإني أخلص من هذا المقال بعدة حقائق أساسية:
*أولا: هذا الإصلاح الاقتصادي الشامل الذي تجريه مصر لابد وأن يعبر دائما وأبدا عن مراحل التطبيق عن يقين وقناعة وصبر.
*ثانيا: الشعب المصري .. أهل لتحمل المسئولية يعرف ما له وما عليه ويقدر ما يبذل في سبيله وبالتالي فإن أبناء هذا الشعب اتفقوا على أن يتحدوا وأن يلتفوا حول بعضهم البعض من ناحية وحول القائد الذي يبادلهم الثقة عن قناعة وإيمان ويقين.
*ثالثا: المشروعات العملاقة التي تقام على أرض الوطن.. هدفها تحسين الحياة الاقتصادية والاجتماعية وتوفير فرص العمل والحفاظ على "الوعي" بكل الإمكانات والوسائل المتاحة أو التي في طريقها لكي تكون متاحة..
* رابعا: توفير مقومات الأمن والأمان تدفع شأنها شأن عناصر أخرى عديدة إلى مزيد من الاستقرار .
*خامسا: سيادة القانون لم تعد مجرد تصرفات أو سلوكيات أو أحاديث نظرية بل تترسخ يوما بعد يوم وبالتالي من يتعرض لتجاوزات من أي نوع أو شكل فلا يتردد في رفع يده معترضا أو منتقدا
وليتأكد أنه سيأتي إليه من يتولى حل مشكلته دون تأخير أو إبطاء.
*سادسا: تحية شكر للزميل سيد عبد الجواد نائب رئيس تحرير الجمهورية الذي اتصل بي في الصباح الباكر ليذكرني بالعيد رقم" 50" لنصر 10 رمضان ولما أدرك أنني حافظ للتاريخ قال لي كلاما.. طيبا.. وبدوري أنا أحييه كما أعبر له عن مدى افتقادنا له على مدى سنوات عديدة لكن الحمد لله أن قرب سبحانه وتعالى الحبايب والخلان.
***
مواجهات
*أنا بحق سعيد لأن كل مواجهة أكتبها خلال شهر رمضان أستشعر أنها تعانق قلبي في حب وأمل.
***
*والله مازلت لا أعرف من هو صديقي بعد ومن هو عابر السبيل في حياتي ومن الذي يتصل بي لمجرد التسلية أو المساعدة في تحقيق شيء ما..!
لكن.. لقد اقتنعت تماما بأن عددا من المحيطين بي يستحقون العطف بصرف النظر عما تطويه صدورهم.
***
*عادة أنا لا أستقبل أيا من الجنس الآخر خلال شهر رمضان لكني فوجئت بـ"نعمة" تأتيني من غير موعد ومصرة على أن تقول لي كلاما موجزا ثم تنصرف.
المهم:
جاءت نعمة.. وذهبت وليس على لسانها سوى عبارة واحدة..
"لا سامح الله" فريد الذي يقتحم علي أحلامي فأستيقظ وأنا لا أدري سبب زيارته وإن كنت أتمنى من أعماقي أن يكررها مرات ومرات..!
***
*حتى الأندية الرياضية لا تريد سداد مستحقات هيئة التأمينات الاجتماعية..!
السؤال: بالله عليهم أيهما أجدى.. بعثرة الملايين على الحكام واللاعبين أم "صرف" المعاشات بعد الاعتزال أو الوفاة حيث لا يوجد عندئذ مال أو بنون؟!
***
*البيان المشترك الذي صدر أمس من وزارتي التنمية المحلية والدولة للإنتاج الحربي أنا شخصيا لم أفهم منه شيئا..!
ومع ذلك فإننا نأمل التنفيذ العادل لاسيما أن "حياة كريمة" هي المستهدفة..!
***
*يبدو أن هناك موجة "كورونا" موجودة بيننا إلا أن وزارة الصحة لا تريد إثارة خوف الناس وفزعهم خلال شهر رمضان.
د.خالد عبد الغفار وزير الصحة.. نرجوك كلف رجالك بإذاعة الحقائق أولا بأول.
***
*بالمناسبة.. هل تأدية العمرة هذه الأيام خطر أم عادي..؟
***
*والآن نأتي إلى حسن الختام..
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم أبو الأسود الدؤلي:
وَما طَلَبُ المَعيشَةِ بِالتَمَنّي
وَلَكِن أَلقِ دَلوَكَ في الدِلاءِ
تَجِئكَ بِمَلئِها طَوراً وَطَوراً
تَجِئكَ بِحَمأَةٍ وَقَليلِ ماءِ
وَلا تَقعُد عَلى كَسَلِ التَمَنّي
تُحيلُ عَلى المَقادِرِ وَالقَضاءِ
فَإِنَّ مقادِرَ الرَحمَنِ تَجري
بِأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ السَماءِ
مُقَدَّرَةً بِقَبضٍ أَو بِبَسطٍ
وَعَجزُ المَرءِ أَسبابُ البَلاءِ
وَبَعضُ الرِزقِ في دعَةٍ وَخَفضٍ
وَبَعضُ الرِزقَ يُكسَبُ بِالعَناءِ
***
و..و..وشكرا