*ليلة القدر.. ويوم شم النسيم معا تحت مظلة التسامح والإخاء
*إجماع ديني.. الاحتفال بالاثنين ليس فيه شبهة حرام واحدة
*سعد الهلالي: من قال إن المناسبتين تأتيان في وقت واحد؟!
*الشيخ خالد الجندي: هذا عيد ديني.. وذاك عيد مجتمعي فمن أين يأتي الخلاف؟
*حصار دائم وغير مسبوق.. للفقر وتداعياته
*زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 3500 جنيه خطوة جادة ومؤثرة
*أحفادي يصرون على أن يتقاضوا "عيدياتهم" بالدولار.. من أين؟
لن أضيف جديدا إذا قلت إن شعب مصر يتسم بالتسامح والوسطية والتدين بلا تطرف.. من هنا نحن جميعا نمارس شعائرنا الدينية عن حماس ويقين وإيمان وإذا ما طرأ على حياتنا الجارية عارض استثنائي نظل نضرب أخماساxأسداس حتى يعود الضوء إلى الطريق من جديد.
ولقد أخذت مواقع التواصل الاجتماعي تركز طوال الأيام الماضية على ظاهرة يمكن ألا تكون قد حدثت عندنا من قبل وأيضا ربما لن تحدث على مدى سنوات قادمة.
الظاهرة الاستثنائية التي أعنيها أن ليلة القدر يمكن أن تصادف ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الحالي وتلك الليلة لها مكانة خاصة في القلوب وشغف دافئ في الأفئدة وبالتالي فالقوم يتمنون من أعماقهم أن يبلغوا ليلة القدر بحيث تفتح أمامهم الأبواب والنوافذ ليعيشوا أحلى لحظات الإيمان ويتأملوا في حب الله الكريم وسوف يجدون بالطبع الأمل والخير والازدهار والتقدم بإذن الله.
لكن يقولون إن ليلة القدر هذا العام سوف يتفق ظهورها مع يوم شم النسيم أو هكذا يتوقعون.. أو يأملون ..
وقد شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تطل تلك الليلة بأكملها على البشرية جميعا طوال يوم 27 برمته.. وهكذا دبت مشاعر الحيرة لدى جميع من أعدوا وجمعوا الليل والنهار ليكتشفوا أن المناسبتين ستقدمان إلينا معا مما يوجد نوعا من الحرج لدى من يحتفلون بليلة القدر وبعدها تستمر احتفالاتهم يوم شم النسيم.
د.سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بالأزهر الشريف يفجر مفاجأة تنطوي على معلومة لابد وأن تهزم هذا الفكر المتطرف الذي لابد أن ينتهي من حياتنا.
يتساءل الدكتور الهلالي تساؤلا بديهيا:
من قال إن ليلة القدر تأتي مع شم النسيم؟ ويرد د.الهلالي بنفسه على تساؤله:
إن هذه المناسبة تقع في دورة كونية والمناسبة الأخرى تضمها دورة كونية مخالفة تماما.
والزمام الكوني يتكون من البدء حتى النهاية من سبع دورات تتكون كل واحدة منها من سبعة آلاف عام وكل دورة من وحدات طول الواحدة سبع سنوات.
يعني باختصار شديد اللقاء المقصود يعد ضربا من ضروب المستحيلات.
ويستطرد د.سعد الهلالي:
أما حكاية لقاء شم النسيم مع ليلة القدر أو عدم لقائه.. فالإسلام لا يمنع أبناءه من الاستمتاع بالطبيعة أو الخروج للمتنزهات والحدائق وبالتالي من يرد أن يفعل ذلك فليفعل دون حرج من قريب أو من بعيد..
وفي النهاية يختتم د. الهلالي حواره معي قائلا:
إنني أحذر وأحذر للمرة المائة أو الألف من هؤلاء الذين يشوهون صورة الدين والذين يسيئون إليه أكثر من أشد أعدائه بمن فيهم أولئك الذين يشغلون مناصب قيادية في مواقع شتى.
أما خالد الجندي عالم الدين المتمكن.. والفاهم يقول لكم هونوا على أنفسكم.. فمن يرد الاحتفال بليلة القدر فليس ثمة ما يحول بينه وبين رغبته في استقبال شم النسيم .. بالمودة والحب وحجة الشيخ خالد في ذلك أن ليلة القدر مناسبة دينية ويوم شم النسيم مناسبة مجتمعية وبالتالي لا يوجد تعارض بحال من الأحوال بين الاحتفالين..
عدت أسأل الشيخ خالد:
يعني كل واحد يفعل ما لا يجد حرجا في أن يفعله؟
أجاب بحماس شديد:
نعم وألف نعم.. بشرط عدم الإخلال بتعاليم الدين الأساسية.
***
وننتقل إلى صورة إيجابية أخرى من التي تنعكس آثارها الطيبة على الوطن والمواطنين والتي تعمل على رفع الحد الأدنى لأجور العاملين إلى 3500 جنيه شهريا.. وأرجو ألا تقولوا لي إنه مبلغ لا يتمشى مع تكاليف الحياة وأنا بدوري أرد:
ربما يكون ذلك صحيحا لكن أيهما أفضل وأحسن أن يظل مرتب الموظف ثابتا عند 1800 جنيه شهريا أم أن يصل خلال فترة زمنية وجيزة إلى 3500 جنيه؟ وقبل أن أترك الإجابة أؤكد على أن هناك محاولات جادة لحصار الفقر ومحاربته بشتى السبل والوسائل.
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن أحفادي – بارك الله فيهم- يفرضون علي شرطا بمناسبة قرب موعد عيد الفطر أنهم يصرون على أن يتقاضوا "عيدياتهم" بالعملة الصعبة وحينما أقول لهم من أين آتي بها.. فسرعان ما يعلقون:
أليست لديك فكرة عن تعويم الجنيه؟ وأوثر الصمت ولا أعلق لكني واثق.. أنني سأتولى إقناعهم بما سأفعله لاسيما وأن أمامنا أكثر من 16 يوما على وصول العيد بإذن الله.
***
أخيرا كلمة حق أقولها.. لصالح رجل محترم.. أنا شخصيا لا أعرفه ولم أقابله في حياتي بل لم يتصل بي أو أتصل به وهو د.خالد العناني وزير السياحة والآثار السابق.
لقد أبلى هذا الإنسان المصري بلاء حسنا طوال الفترة التي عهد له خلالها بإدارة مرفقين من أهم مرافق مصر وهما السياحة والآثار.. ثم شاءت الظروف أن يعود ثانية إلى موقعه الجامعي.
والآن حينما يتم ترشيحه لشغل منصب مدير عام منظمة اليونسكو فإن ذلك يعد ترضية له ثم يتيح للوطن الاستفادة منه من خلال موقع دولي شهير وإني متفائل بأنه سيثبت وجوده خلال فترة زمنية قصيرة لكن المهم .. المهم.. إدارة معركة انتخابه بنجاح حتى لا نفاجأ بفوز مرشح آخر من دولة أخرى كما حدث في مرات سابقة عديدة..
***
مواجهات
*لا تصدق أن صائم رمضان يختلف في أفعاله وأقواله خلال النهار عن سميه أثناء الليل..!
***
*اسمحوا لي أن أقول إن نقل صلاة الفجر على الهواء من مسجد الإمام الحسين أكثر روحانية عنه في جامع عمرو بن العاص.
***
*كلما جاء شهر رمضان وكلما ذهبت لمسجد الإمام الحسين لأداء الصلاة لابد أن يقفز إلى ذهني الشيخ أحمد فرحات كبير أئمة المسجد"سابقا".
حقا.. كان الشيخ الضرير يضفي على رمضان نورا وبهجة ونقاء..
***
*من أجمل لقاءات رمضان هذا العام إلى قلبي دعوة الإفطار التي وجهها لنا الزميل جمال أبو بيه وزوجته الزميلة نيفان الصاوي حيث استشعرنا أن جو المساء مازال يحتوي على إكسير حياتنا.
أقصد.. أنا وخالد إمام وعصام سليمان وهالة فهمي وزوجها طبيب العظام الشهير عزت الحاوي.
حقا.. أولاد الناس يظلون طوال حياتهم أولاد ناس وتحياتي مرة أخرى لجمال ونيفان وأيضا ابنهما البار مصطفى.
***
*أعجبتني هذه الكلمات:
حب الذات عند المجانين.. أجدى وأنفع وأغرب
عن مثيله لدى العقلاء.
***
*قلت له مرة:
لماذا تتناول السحور بمفردك؟
رد باقتضاب:
إنني أعرف حديث رسول الله: "تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً ".. وأنا لا أريد أن أضيع البركة من سحوري..
***
*وأخيرا نأتي إلى حسن الختام..
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعر أبو نواس:
يقولونَ شهرُ الصوم شهرٌ مبارَكٌ
وشوّالُ أولى منهُ البركاتِ
لذا فضلهُ ليكن لهذاك طيبهُ
لشربِكَ فيه الراح بالبَركات
***
و..و..وشكرا