تقرير سياسي عن أحداث الساعة
يوم فرح فيه المصريون.. بلا حساسيات!
7 يناير.. وكأنه عيد فطر .. أو أضحي!
تغريدة ترامب.. أقرت واقعا..
"وأصدقاؤه" يشكرونه!
وزير التعليم العالي عاتب وعنده حق:
قال لي في حوار صريح ودافيء:
أطباء مصر.. في الحفظ والصون
القانون الذي يهاجمونه .. صدر منذ ثمانية شهور
فلماذا الضجة الآن..؟!
الادعاءات كلها باطلة.. وأكاذيب مائة X المائة
بالمناسبة .. سؤال بعيدا عن
د.خالد عبد الغفار:
مواطن فقير.. يحتاج إلي مسح
ذري.. أني له السبيل؟
الفرنسيون بعد أن ضاقوا ذرعا بالسترات الصفراء
والأقلام الحمراء.. يشرعون قانونا لمواجهة الشغب والعنف!
ميثاق الشرف الإعلامي العربي "كلاكيت" عاشر مرة
الجو قارس البرودة !
السماء تنذر بهطول المطر!
الشمس تطلع علي استحياء!
كل هذا.. لا يهم.. فقد قرر المصريون أن يحتفلوا جميعا
بالعيد تحت وطأة أي ظرف من الظروف
وبالفعل.. انطلقوا مع صباح يوم 7يناير إلي المتنزهات العامة وإلي شواطئ النيل.. وإلي مراكز الشباب.. وإلي النوادي وإلي صالات الفنادق علي اختلاف درجاتها..!
المظاهر متكاملة تدعو للفرح والبهجة.. ولم لا.. وقد توفرت كل المقومات التي أوجدت مناخا دافئا لا
يختلف أبدا عن مناخ عيد الفطر.. وعيد الأضحي.
إنها .. بكل المقاييس.. مصر الجديدة التي تعيش عصرا ربما يحسده عليها الكثيرون لاسيما الذين لا
يريدون الخير لها ولا لشعبها.
إنه العصر الذي تتواري فيه نزعات التفرقة والتميز فلا فرق بين مسلم وقبطي وهي النغمة التي ترددت خلال حقبة زمنية سابقة وكنا
جميعا نتعجب ونعترض.. بل ونرفض..!!
لقد اكتشفنا أن "العناق" المرسوم والمحدد بزمن .. أو توقيت مفروض .. لا يجدي.. ولا يفيد.. لأنه
يعجز.. عن تحويل الكائن إلي ما ينبغي أن يكون..!
لكن انصافا للحقيقة.. كان المسيحيون حريصين علي مشاركة المسلمين أعيادهم .. بل كم منهم صام شهر رمضان.. وكم سهروا الليل.
ليودعوا آخر أيامه بالدفوف وحفلات السمر.. والدعاء لرب العزة والجلال.
هذه البانوراما .. لم تضف علي قلوبنا -كشعب- الراحة والاطمئنان فحسب..
بل كانت مثار تقدير وإعجاب الدنيا بأسرها ..!
ولعل "تغريدة" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أصدرها علي حسابه الشخصي عبر تويتر قد
كشفت مدي هذا التقدير وذلك الإعجاب !!
لقد قال ترامب في تغريدته بالحرف الواحد:
متحمس لرؤية أصدقائنا في مصر وهم يفتتحون أكبر كنيسة في الشرق الأوسط ..
إن الرئيس السيسي ينقل بلاده إلي مستقبل أكثر شمولية.
ولأننا نستشعر أن الرئيس ترامب صادق في كلماته فنحن بدورنا نقدم له الشكر.. ونبادل حماسه
تجاهنا بحماس.. ونري في متابعته الإيجابية.. لما يجري فوق أرض وطننا.. ما يوسع دائرة العلاقات ويدعم قواعدها بين القاهرة وواشنطن..!
علي أي حال .. لقد آثرت أن أستهل تقرير هذا الأسبوع بتلك المقدمة التي أحسب أن ما تضمنته من مشاعر وأحاسيس وأحداث سوف تظل راسخة في
الأذهان.. يوما بعد يوم .. وسنة تلو الأخري!
***
ثم.. ثم.. فلننتقل بعد ذلك من مرحلة المانشيتات والعناوين العريضة إلي التفصيلات والدقائق.
في الأسبوع الماضي.. أشرت إلي ما يتردد في بعض الأوساط حول محاولة فصل كليات الطب عن المستشفيات الجامعية وقلت بالحرف الواحد شيء من التريث والدراسة المتأنية
ليس من أجل مصلحة الأطباء فقط.. بل المجتمع كله.
لم تكد تمر سوي ساعات قليلة علي صدور"الجمهورية" حتي كان د.خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي علي "الهاتف" معاتبا.. -وله الحق- وكاشفا الحقائق وإليه الشكر:
قال د.خالد.. اسمح لي أن أقول إن كل ما يدور في هذا الصدد خصوصا
بالنسبة لفصل كليات الطب عن المستشفيات الجامعية ليس له أساس من الصحة.. بل لا يعدو أن يكون أكاذيب Xأكاذيب..!
Xإذن أين الكلام"الصح"..!
يقول وزير التعليم العالي:
*بداية أوضح أن القانون الذي يتحدثون عنه من غير علم قد صدر في 12 إبريل الماضي يعني من ثمانية أشهر وأكثر.. فعلام الضجة الآن..؟ وهذا القانون .. لم يتطرق من
قريب أو من بعيد لأمر فصل كليات الطب عن المستشفيات الجامعية.. بل بالعكس استهدف ترسيخ تلك العلاقة ودعمها.
المادة 2 من القانون المفتري عليه تقول:
المستشفيات الجامعية تؤدي واجبها في تنفيذ سياسة كليات القطاع الصحي في التعليم والتدريب والبحث مع إتاحة الفرصة كاملة لجيل جديد من الكوادر الطبية القادرة علي سد حاجات
المواطنين في جميع مجالات الخدمة الطبية.
كما تنص المادة الرابعة علي أن يتولي المجلس الأعلي للمستشفيات الجامعية معاونة المجلس الأعلي للجامعات فيما يتعلق بشئون المستشفيات الجامعية التابعة لكليات الطب الحكومية والخاصة والأهلية ورسم السياسة العامة لها.
*هل هناك وضوح أكثر من ذلك.. والتساؤل علي لسان الوزير..!
وأنا أرد:
Xما ذكره د.خالد عبد الغفار.. كفيل بدحض أي افتراءات .. وأحسب أنه بعد
توضيحه المسهب .. سوف يسود الصمت..!
***
بمناسبة الطب والأطباء.. والصحة والعلاج .. فأنا أطرح سؤالا بعيدا عن د.خالد عبد الغفار:
*مواطن فقير.. غلبان.. بائس .. يحتاج إلي مسح ذري تكلفته ما بين 2000 و3000جنيه وهو ما لا يقدر عليه!
تردد علي أكثر من مستشفي.. جميعها اعتذرت.. أو رفضت!
بالله عليكم.. هل من سبيل لهذا الإنسان وأحسب أن غيره كثيرون يحتاجون لإجراء الفحوص اللازمة ..
قبل أن يلتهمهم غول المرض لاسيما الخبيث..؟!
ونحن في الانتظار..!
***
ودعونا في الجزء القادم من هذا التقرير.. نعبر الحدود إلي فرنسا التي استقبلت
العام الجديد بأضوائها المعتادة دون أن تفت في عضدها مظاهرات أو احتجاجات السترات الصفراء..!
في نفس الوقت .. رأت الحكومة أن الحكاية زادت عن حدها لا سيما بعد ظهور من أسموا أنفسهم بالأقلام الحمراء وهم المدرسون في مراحل التعليم المختلفة.. وبعد الخسائر التي نجمت عن مثيري الشغب الذين شاركوا في المظاهرات.
لذا.. تعكف الحكومة الآن علي إصدار تشريع يقضي بمعاقبة كل من يتعمد إثارة الشغب والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.. فهؤلاء لا يدخلون في دائرة الاحتجاجات السلمية .. بل هم معتدون.. ومغرضون.. وبكل المقاييس الحكومة الفرنسية لديها الحق في إعادة الانضباط للشارع.. وتأديب المتجاوزين.. والبلطجية..!
وتحذر الحكومة مواطنيها من إقدام بعض هؤلاء المشاغبين علي ارتكاب حوادث إرهابية.
وقد كانت أمس -علي سبيل المثال- الذكري الرابعة علي الهجوم علي صحيفة شارل أبدو.. واغتيال عدد من رساميها ومحرريها وسط ذهول الغادين والراحين.. لذا حرصت وزارة الداخلية هناك علي أن تقيم احتفالا في نفس الشارع الذي يقع فيه مقر الصحيفة.. حتي يتذكر الناس أن تداعيات انهيار الأمن.. لا تجلب إلا مزيدا من التداعيات!
***
والآن.. فلنتوقف قليلا أمام ما تسمي بلجنة الإعلام العربي التابعة لجامعة الدول العربية والتي عقدت اجتماعها بالرياض عاصمة المملكة السعودية لإصدار ميثاق الشرف العربي الذي يشمل 13 بندا.. وهي بنود يسيطر عليها الجانب الإنشائي حيث تنص علي وضع إستراتيجية إعلامية فاعلة بين الدول العربية وسبل تعزيز العلاقات المشتركة والعمل علي مناصرة القضية الفلسطينية..!
لا أكتمكم سرا.. ليست تلك هي المرة الأولي التي يتحدثون فيها عن ميثاق شرف إعلامي عربي فكم
من مواثيق مماثلة صدرت من قبل.. وكم من عبارات تضمنتها ثبت بالأدلة القاطعة أنها لم تقدم ولم تؤخر علي مدي عقود وعقود من الزمان.
أيها السادة .. نريد مواثيق قابلة للتطبيق العملي وليس بهدف الغوص في نظريات لا تسمن ولا تغني من جوع..!
ولعل ما يشد الانتباه في هذا الصدد أننا بينما نضيع الوقت في مثل تلك الفرعيات.. يأتي بنيامين نتنياهو ليعلن عن قيامه بالضغط علي أصدقائه من الأمريكان والأوروبيين للاعتراف بسيادة إسرائيل علي مرتفعات الجولان بما يعني عدم إعادتها إلي سوريا مرة أخري وتلك قمة الخطر..!
أيها العرب.. أرجوكم .. أرجوكم ..انتبهوا إلي أفعال إسرائيل الحالية.. فالواضح أن نتنياهو يريد أن يخطف كل ما يحلو له.. طمعا في الفوز في الانتخابات القادمة!
***
أخيرا.. حذارِ.. وألف حذارِ.. من الوالي العثماني الجديد الملقب برجب طيب أردوغان ..!
لقد بات تدخله السافر في الشئون الداخلية للدول.. أمرا لا ينبغي الاستهانة به.. فالأسلحة التي يبعث بها لإرهابيي ليبيا.. وموقفه المتشدد ضد أكراد سوريا.. وحملات الاعتقالات المستمرة ليل نهار لكبار ضباط قواته المسلحة.. كلها شواهد تستلزم شيئا من الجدية تجاه تعامل العرب مع المتطرف أردوغان.
نعم.. الشعب التركي علي العين والراس.. لكن رئيسه ليس فوق مستوي الشبهات..
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد!
***
إليك هذه الأبيات من قصيدة سلوا قلبي لأمير الشعراء أحمد شوقي :
سلوا قلبي غداة سلا وثابا
لعل علي الجمال له عتابا
أيسأل في الحوادث ذو صوابا
فهل تري الجمال له صوابا
وكنت إذا سألت القلب يوما
تولي الدمع عن قلبي الجوابا
ولي بين الضلوع دم ولحم
هما الواهي الذي ثكل الشبابا
ولا خلقت قلوب من حديد
كما حملت كما حمل العذابا
فلم أر غير حكم الله حكما
ولم أر دون الله بابا
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
***
و.. و.. وشكرا