..* وهكذا .. تدور علي الباغين الدوائر !!
* حصار شامل علي الإرهاب .. من مختلف الاتجاهات !
* أمريكا تنتفض ومعها مؤيدوها .. لاقتلاع الجذور .. تصوروا 67 تنظيماً إرهابياً في العراق وحده ..؟!
* إيران .. تدعي الصمود .. بينما اقتصادها ينهار ..!
* تركيا .. هجرها السياح .. والطلبة أقلعوا عن الدراسة !!
* قطر .. تتلفت حولها .. فلا تجد نصيراً أو معيناً ..!!
* العالم يشير بالبنان لمصر .. تحدت وحاربت .. و.. وانتصرت
* الأخلاق فوق كل اعتبار .. المزايدة علي اللاجئين .. ليست في قاموس سياسة القاهرة
* سوريا ترد الجميل لروسيا .. وتؤيد تسليمها ابن القذافي !
* فاعلة خير واحدة تقدمت لمساعدة مريض السرطان الفقير .. ووزارة الصحة التزمت الصمت
* عفواً .. وزير التعليم .. ألم نكن نسينا حكاية تسريب الامتحانات ..؟!
العالم كله ينتفض الآن.. ضد الإرهاب والإرهابيين.. الذين تعودوا يوماً علي توفير الحماية لدعاته أو مخططيه أو منفذيه.. هم الذين أدركوا حالياً أنه داء لعين يعشش في أجساد وقلوب لا تعرف ديناً ولا خلقاً.. ولا ضميراً.. ولا حدوداً..!
وهذا ما كانت مصر تحاول دائماً التنبيه إليه.. وتبعث برسالة تلو الأخري للشرق والغرب من أجل تحقيق الصحوة التي ينبغي أن تكون..!
ها هي أمريكا تتحرك للمطالبة بفعالية وإيجابية.. ومعها مؤيدوها وحلفاؤها لمحاصرة الإرهاب من شتي الاتجاهات.
في الرياض- علي سبيل المثال- اتفق وزير الخارجية مايك بومبيو مع الملك سلمان علي ضرورة مواصلة الجهود الإقليمية ضد النشاط الخسيس "لحكام طهران المتطرفين"..!
في نفس الوقت هناك شبه اجماع دولي علي أن الحوثيين المدعومين من هؤلاء الحكام.. لا يحترمون عهوداً ولا مواثيق ولا اتفاقات وبالتالي لا مناص من قطع دابرهم من أولهم لآخرهم..!
ليس هذا فحسب.. بل لقد طالبت واشنطن.. حكومة بغداد بتصفية 67 جماعة وتنظيماً إرهابياً تتواجد فوق أرض العراق..!
تصوروا 67 جماعة وتنظيماً..؟!
من أين جاء كل هؤلاء.. وكيف يمارسون نشاطهم المتمثل في أعمال القتل والاغتيال والخطف والنهب والسرقة..؟!
والغريب أن حكومة بغداد طلبت مهلة من أجل الوصول لتحقيق تلك الأهداف "الغالية"؟!
أي مهلة.. وأي انتظار.. وأي.. وأي.. بعد أن أصبحت الحقائق واضحة وضوح الشمس..؟!
ثم.. ثم.. إذا كان هذا هو الحال في العراق.. وحدها.. فما بالنا بالنسبة لتركيا.. وقطر.. واليمن.. وسوريا.. وليبيا.. وتونس.. وغيرها.. وغيرها..؟!
***
عموماً.. ها هي الدوائر تدور علي الباغين والمعتدين الآثمين.. حيث يدفعون الثمن باهظاً.. وباهظاً جداً..!
في إيران يتعرض اقتصاد البلاد لانهيار ما بعده انهيار.. حيث انخفضت العملة بنسب غير مسبوقة لدرجة أنهم يفكرون من الآن في حذف خمسة أسفار من العملة تصوروا منهم أن ذلك يضفي نوعاً من الارتياح علي المتعاملين بها.. لكن هيهات هيهات!
ونتيجة لهذا الانهيار البالغ للاقتصاد.. لم يجد أصحاب العباءات السوداء بداً من تشجيع زراعة الأفيون الذي يجد أسواقاً رائجة داخل البلاد وخارجها.. مما أدي تلقائيا إلي زيادة نسبة المدمنين لتصل إلي 3% من مجموع السكان فوق 15 سنة!
***
أما تركيا.. فالوضع لا يختلف كثيراً.. حيث أصبحت ليرتها هي الأخري مصنفة ضمن أكثر العملات خسارة علي مستوي العالم في نفس الوقت الذي هجر فيه السياح تركيا نتيجة فقدان الأمان وتعقد الحياة بمختلف جوانبها.
الأكثر.. والأكثر.. ان طلبة الجامعات امتنعوا عن الدراسة بسبب ارتفاع المصروفات وعجز الكثيرين عن توفيرها وسدادها..!
***
وإذا توقفنا قليلاً.. أمام قطر.. لأدركنا أن حكومتها تعاني الوحدة.. أو بالأحري الغربة.. فأمريكا التي توسع قاعدتها العسكرية هناك.. لم تمتنع عن توجيه أقسي عبارات النقد للأمير الصغير وأعوانه بسبب دعمه للإرهاب.. محذرة إياهم من الاستمرار في أفعالهم الرديئة.. وإلا لقوا أسوأ مصير.
والأيام بيننا..!
الصورة في قطر تنم عن سلبيات عديدة.. أهمها انخفاض القوة الشرائية.. وخلو الأسواق من أهم السلع الأساسية سواء الضرورية أو غير الضرورية.. فضلاً عن زيادة نسبة العاطلين.. كل ذلك يتزامن مع موجات الهجوم الضاري ضد نظام الحكم حتي من جانب أخلص المخلصين من أصدقائه أو الذين يزعمون ذلك..!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن مصر علي الجانب المقابل هي التي يشار إليها بالبنان بعد أن تبين للدنيا بأسرها أنها التي واجهت الإرهاب بقوة وشجاعة وإيمان ويقين.. في وقت تواري فيه الكثيرون.. أو آثروا السلامة إما خشية وخوفاً.. أو تحسباً لأخطار محتملة قد تجيء أو لا تجيء..!
الآن.. لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن العملية الشاملة سيناء 2018 قد أتت بثمارها.. ولم يعد للإرهاب أو لأظافره القذرة وجود يذكر..!
يكفي مصر.. ألف مرة.. ومرة.. أنها قادت واقتحمت.. وناضلت.. وثابرت وصبرت.. وانتصرت.. فاستحقت هذا التقدير الدولي..!
***
الآن.. وما دمنا نقف متأملين أمام أبواب المحروسة العزيزة فإن ما يدعو للفخار والاعتزاز.. تركيزها علي احترام انسانية الانسان في كل مكان يكون.
ولنأخذ قضية اللاجئين مثلاً.. وهي القضية التي نتعامل بصددها كما قال الرئيس بالأمس بغير مزايدة ودون تلقي أي دعم دولي وحرص مصر البالغ علي الالتزام بالمواثيق الدولية وتوفير العيش الكريم لهؤلاء الغرباء الذين اضطرتهم الظروف لمغادرة ديارهم دون عزلهم في مخيمات أو مراكز للإيواء.
نعم.. وألف نعم.. فهؤلاء الضيوف يعترفون بملء أفواههم بالكرم المصري.. والأصالة المصرية.. وكيف أن قاموس القاهرة السياسي خال من أي إشارات أو حتي تلميحات تنم عن أي نوع من أنواع المنّ.. أو الأذي.. أو.. أو- لا سمح الله- المعايرة..!
***
ولأن في الحركة بركة كما يقول مثلنا الشعبي.. فاسمحوا لي أن نتجه صوب سوريا.. ومقصدنا هذه المرة.. ليست الحرب الدائرة.. أو التي كانت دائرة.. وليس الصراعات بين الجبهات المتناحرة.. فتلك كلها أحداث مرت.. أو في سبيلها لكي تمر.. لكن ما أريد أن أقوله.. إن "السياسة" تقوم علي مبدأ "خد وهات"..!
وكما أن روسيا.. أسهمت بفعالية كبيرة في انقاذ نظام الحكم في سوريا.. فقد جاء اليوم الذي تطلب فيه موسكو وساطة دمشق لدي اللبنانيين للإفراج عن هنيبال القذافي ابن العقيد الراحل معمر القذافي والقابع وراء أسوار سجون لبنان وتسليمه للسلطات الروسية التي تعد بأنها سوف تمنحه حق اللجوء السياسي..!
وربما يثور هنا سؤال بديهي:
* ولماذا سوريا ..؟؟
الاجابة ببساطة إنها هي التي سبق ان أبلغت الحكومة اللبنانية بأن "هنيبال" يخفي معلومات عن اختفاء الزعيم الشيعي مقتدي الصدر وبناء علي هذه المعلومات تم القبض عليه..!
واليوم.. وفي ظل الوساطة الروسية.. فإن دمشق تملك إبلاغ لبنان بالتغاضي عن تلك المعلومات..!
والله حكايات غريبة.. غريبة..!
***
مرة أخري.. نعود إلي بلدنا الحبيب لنعرج سريعاً علي حدثين وإن كانا عابرين.. إلا أنهما يعكسان حقيقتين مهمتين:
الحدث الأول يتعلق بالمواطن الغلبان الذي أشرت إلي حكايته الأسبوع الماضي وقلت انه يحتاج إلي مسح ذري يكلف ما بين ألفي وثلاثة آلاف جنيه.
استجابة لهذا النداء.. سيدة وحيدة رفضت ذكر اسمها.. تبرعت بالألفي جنيه للرجل..!
لكن ما يشد الانتباه أن أحداً آخر لم يتقدم لمد يد الخير..!
الأغرب.. والأغرب ان وزارة الصحة التي يفترض أنها المهتمة بصحة الناس في مصر التزمت الصمت دون إبداء الأسباب وإن كنت أتمني أن يكون المانع خيراً..!
الحدث الثاني: خاص بالأسئلة التي تردد أنها تسربت سواء بالنسبة لامتحان مادة الأحياء للصف الأول الثانوي وأيضا مادة اللغة الفرنسية لطلاب أولي ثانوي بمحافظة القليوبية..!
ما نريد أن نعرفه من وراء ذلك ليس من باب النقد من أجل النقد أو شيء من هذا القبيل.. ألم يكن هناك اتفاق علي اختفاء ظاهرة تسرب الأسئلة بعد إدخال النظام الإلكتروني.. في الامتحانات..؟!
وزير التربية والتعليم يقول إنها امتحانات تجريبية ونحن نرد:
ما دخل التجريبي.. أو الأساسي في مبدأ التسرب في حد ذاته..؟!
ومع ذلك دعونا.. نتفاءل.. ونسير في الطريق حتي نهايته..!
***
أخيراً إليك مسك الختام :
لقد اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم أبي القاسم الشابي:
أراك فتخفق أعصاب قلبي
وتهتز مثل اهتزاز الوتر
ويجري عليها الهوي في حنو
أنامل لدنا .. كرطب الزهر
فتخطو أناشيد قلبي سكري
تغرد تحت ظلال القمر
وتملأ في نشوة لا تحد
كأني أصبحت فوق البشر
أود بروحي عناق الوجود
بما فيه من أنفس أو شجر
***
.. و.. و.. وشكراً