*قفز الإخوان على السلطة في مصر.. فكانت ثورة الشعب الحقيقية في 30 يونيو التي أطاحت بهم إلى غير رجعة
*الآن.. في تونس .. مازالوا يلعبون ويتآمرون..ويزيدون النار اشتعالا
ظهرت عبارة أو خرافة الربيع العربي مع نهاية 2010 وبالتحديد يوم 17 ديسمبر عندما عمت المظاهرات أرجاء البلاد عقب واقعة الشاب محمد البوعزيزي يوم 4 يناير عام 2011 مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات..!
في البداية.. ركز المتظاهرون مطالبهم على الحرية والعدالة الاجتماعية ثم ارتفع سقف تلك المطالب التي انتهت برحيل رئيس الجمهورية زين العابدين بن على .
وقتئذ..وقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما.. أمام البيت الأبيض ليعلن عن سعادته لما جرى في تونس.. ومتنبئا بتكرار نفس السيناريو في بلدان أخرى. وطبعا أوباما حينما قال ذلك وأكده مرارا وتكرارا إنما كان يسترجع ما سبق أن قالته وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت التي دعت إلى ما أسمته بالفوضى الخلاقة في منطقة الشرق الأوسط.
***
بالفعل.. لم تكد تمر سوى أيام معدودة.. حتى اندلعت مظاهرات مماثلة في مصر.. شارك فيها العديد من الشباب..وليس مليونا كما يزعم البعض حتى الآن.
هؤلاء الشباب .. منهم من دربتهم أمريكا على تحريك الجماهير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.. وعلي كيفية ترديد هتافات موحدة في وقت واحد مستغلين أزمات بعينها طالما أرقت بال الغالبية العظمى من الناس.
***
ثم..ثم.. قفز الإخوان المسلمون على هذا الحراك الشبابي لتحقيق آمالهم التي رسموها في مخيلاتاهم ومعها أحلامهم التي تبددت قبل أن تصل إلى أول خطوط تماس الواقع.
ومرة أخرى يقف أوباما .. متحديا.. ومتشفيا.. وقد ارتسمت علامات البهجة على شفتيه .. يردد:
انتظروا.. البقية تأتي ..!
الأكثر..والأكثر.. أنه عندما علم باقتحام ميليشيات حزب الله ومنظمة حماس .. للحدود المصرية.. والتي قامت بتحطيم أسوار السجون وفتح الزنزانات لتهريب المجرمين والقتلة وسفاكي الدماء.. لم يعر للأمر اهتماما.. بل وعد بإقامة علاقات جيدة مع الإخوان المسلمين إذا ما تولوا السلطة..!
***
هكذا..انكشف المستور.. وعمت الفوضى أرجاء البلاد.. فقد حصلت جماعة الضلال والبهتان على الضوء الأخضر الذي يتيح لها أن تعيث في الأرض فسادا بلا ضمير أو أخلاق أو دين..!
***
ثم..ثم.. شاء الله سبحانه وتعالى أن ينقذ مصر وأرضها وشعبها من براثن هؤلاء الخبثاء.. لترتفع ألوية الثورة الحقيقية يوم 30 يونيو عام 2013 عندما هب المجتمع عن بكرة أبيه ملبيا دعوة واحد من أبنائه وضع عنقه على كتفه استنادا إلى أرضية جماهيرية شاسعة لم يسبق لها مثيل..!
***
ها هي مصر الآن.. في شهر يناير عام 2019 وقد ارتفعت فوق أرضها صروح الأمن والأمان والاستقرار.. بعد أن تم استعادة الدولة من الغادرين الماكرين .. المتاجرين بالمبادئ والمزايدين على أحلى القيم وأغلى المعاني.
ويستمر والحمد لله طريق النور .. والعمل .. والكد.. والبناء ..و..والانتصار على الإرهاب اللعين الذي زرعت جذوره القذرة جماعة الإخوان غير المسلمين..!
***
..وها هي تونس الآن في شهر يناير عام 2019 .
للأسف .. المظاهرات تشتعل يوما بعد يوم.. الإضرابات تشل الحياة بكافة جوانبها ونشاطاتها.
الاتهامات المتبادلة بين القوى السياسية .. تزداد عنفا..وحدة.. وإيلاما..!
لذا.. فإن السؤال الذي أطرحه:
تُرى.. لو أن لدى التونسيين يوما مثل 30 يونيو عام 2013 ما الذي كان يمكن أن يحدث..؟!
بداية.. كان الإخوان المسلمون سيتوارون من الحياة السياسية أو يزج بهم في السجون .. عكس الآن.. حيث هم الذين يتآمرون ضد الشعب التونسي.. ويزيدون النيران اشتعالا.. فما زال حزب النهضة المتطرف يلعب بأصابعه في الخفاء والعلن.. وهو الذي لا تنكر قياداته ارتباطهم الوثيق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الصغير تميم بن حمد.
إذن ما الذي ينتظره الإخوة التونسيون أكثر من ذلك..؟
لقد ضاعت سنوات من عمرهم بينما مشاكلهم تزداد تفاقما..فلا اقتصاد.. ولا سياحة.. ولا تعليم.. ولا أمن .. ولا أمان .. ولا..!
في النهاية لا أملك إلا أن أقول وقطعا أنتم جميعا معي:
الحمد لله.. رب العالمين.
***