*..وحدث ما توقعناه
*قمة..بلا قمم!!
*نبشوا في أغوار الماضي السحيق فازدادت.. الشروخ .. شروخا!
*تصوروا أمير قطر ثالث الثلاثة يقول:
أدعم لبنان بسبب الدور الذي يقوم به حزب الله!!!
*ليبيا أصرت على موقفها بعد حرق العلم.. والهجوم الشرس!
*التوصيات بعضها قديم.. والآخر ينتظر التطبيق
منذ عدة أيام كتبت في نفس هذا المكان وتحت نفس العنوان أن القمة الاقتصادية العربية المقرر عقدها في بيروت أصابها "كرسي في الكلوب" بسبب ما أثاره نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني ومعه بعض أنصاره من حركة أمل الشيعية حول اختفاء الزعيم الشيعي موسى الصدر فوق الأراضي الليبية منذ أربعين عاما.. ولم يظهر حتى الآن.. مما يستلزم استبعاد ليبيا من القمة.
وليس ذلك فحسب.. بل حرقوا علمها وبالفعل غضب الليبيون وقرروا المقاطعة لاسيما وأن واقعة موسى الصدر حدثت أيام حكم العقيد القذافي الذي سقط في أكتوبر عام 2011.
وهكذا حدث الشرخ المبكر في جدران القمة.. ثم أعقبه شروخ أخرى لعل أهمها غياب الغالبية العظمى من الرؤساء والملوك واقتصر الحضور على اثنين فقط هما أمير قطر تميم بن حمد والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إضافة إلى رئيس الدولة المضيفة ميشيل عون.
***
بكل المقاييس ..تواجد الزعماء يعطي للقمة –أي قمة- ثقلا ووزنا كبيرين ويضفي على البلد المضيف المكانة والتقدير.
من هنا.. فقد جاءت جلسة الافتتاح فاترة وهي التي شهدت كلمة الترحيب من جانب الرئيس اللبناني ووزير مالية المملكة السعودية التي كانت ترأس القمة السنة الماضية.
قبلها وقف المتحدث باسم جامعة الدول العربية وقد ارتسمت علامات الحيرة والحرج على شفتيه وهو يتحدث عن غياب الملوك والرؤساء مشيرا إلى أن القمة سوف تسير وفقا للجدول المرسوم!
ويبدو أن أمير قطر استشعر "الوحدة" في ظل اعتذارات قادة مجلس التعاون الخليجي فما كان منه إلا أن قال تصريحا غريبا أثار استياء ودهشة اللبنانيين في آن واحد..!
لقد أعرب الأمير قبل موعد بدء الجلسة الافتتاحية مباشرة عن دعمه للبنان بسبب الدور الذي يقوم به حزب الله على الساحة السياسية!
طبعا جاء التصريح كالصاعقة فوق رءوس باقي القوى اللبنانية التي بينها وبين حزب الله .. "ما صنع الحداد" كما يقولون مما دفع وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي لأن يصدر تغريدة عبر شبكة تويتر قال فيها: دعونا نعترف بأن لبنان تحت الاحتلال الإيراني..!
في نفس الوقت الذي امتدت فيه مشاعر الغضب إلى رجل الشارع العادي الذي أبدى..خيبة أمله المسبقة من اجتماع القمة التي يتوقع أنها لن تضيف جديدا عن نظيراتها السابقات..!
***
بالفعل..لقد احتوت مسودة القرارات والتوصيات على إنشاء ما يسمى بالاتحاد الجمركي العربي وهي نفس التوصية التي كانت قد صدرت خلال قمة 2013 التي انعقدت في الرياض بالمملكة السعودية.
كما تعرضت المسودة لأزمة اللاجئين ومطالبة جميع الجهات الدولية المانحة والمنظمات المتخصصة والصناديق العربية من أجل التخفيف من معاناتهم وكذلك تشجيع الاستثمارات في البلدان التي تستضيفهم والدعوة لتعزيز الجهود بهدف تحقيق التنمية المستدامة العربية. وكالعادة طبعا.. تحتل القضية الفلسطينية حيزا ضمن مسودة القرارات والتوصيات حيث تؤكد القمة على دعم جهود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والمتزايدة..و..و29 توصية أخرى تشمل مجالات شتى عديدة.
***
في النهاية تبقى كلمة:
هناك فريق من اللبنانيين يقولون إنه يكفيهم مجرد عقد القمة فوق أراضي بلدهم.. بينما يوجد فريق آخر يتساءل:
أيهما كان الأفضل.. انعقاد القمة..أم إصلاح أوضاعهم السياسية والاقتصادية التي أصابها ما أصابها على مدى السنوات العديدة الماضية..؟
وبصرف النظر من على خطأ.. ومن على صواب.. فإننا نرجو ونلح في الرجاء..أن يعمل العرب –كل العرب- على تنحية خلافاتهم جانبا.. والسعي بكل إخلاص وصدق وحسن نوايا.. نحو تحقيق وحدتهم السياسية قبل الاقتصادية..أو العكس حسبما يحلو لهم..!