الاختيار الصعب..!!

بتاريخ: 31 أكتوبر 1999
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

الاختيار الصعب..!!

قال لها.. أحبك.. لكنها صمتت.. ولم تجب.. عاد وكرر على مسامعها.. نفس الكلمة «أحبك».

فصمتت أيضا.. ولم تجب.

وحينما رددها للمرة الثالثة.. ابتسمت فى صمت وقالت بصوت خافت:

* أعرف إنك تحبنى..

* وأنت؟

ابتسمت نفس الابتسامة ثم استطردت:

* لا أريد أن أقولها لك.. فهى كلمة معادة مكررة.. وأنا أربأ بنفسى أن أكون حبيبتك فقط.. إن مشاعرى تجاهك.. اسمى من الحب.. وأقوى من أعلى مراتب الغرام!

* * *

هذا الحوار دار بين منار، ورأفت.. منذ نحو ستة شهور، وطوال تلك الفترة ظل القلبان يتعانقان أكثر وأكثر.

وفجأة.. وبينما )رأفت) يشعل لمنار سيجارتها حرقت النار اصابعه.. فهرعت إليه.. وارتمت فوق صدره.. واستمرا على هذا الوضع بلا حراك.. بعد أن غاب كل منهما فى أعماق الآخر!

* * *

ويبدو.. أن هذا كان أحر لقاء.. فقد جاءت منار لرأفت منذ يومين.. طالبة منه أن ينسى أحلى الأيام.. وأدفأ لحظات العمر.

لكن رأفت انتفض بعنف وقال لها بصوت مختنق:

* ماذا حدث.. هل جننت؟

كيف تطلبين منى أن أفقد حياتى، وألغى وجودى، وأدوس بقدمى على سعادتى..

وردت منار بأسى:

* الأمر ليس فى يدى.. لكنه فى يدك أنت.

* كيف؟

* لأنك قلبت كيانى رأسا على عقب.. وأنا لم أتعود يوما أن أخضع لتأثير الآخرين مهما حدث!

* منار حبيبتى.. كيف تسمحين لنفسك أن تضمينى إلى قائمة (الآخرين)؟!

* لأنك واحد منهم.. وكلكم عندى سواء.

* والحب.. يا عزيزتى.. أين هو.. وإلى أين ذهب؟

* لقد عبر إلى الشاطىء الآخر.

* لا أفهم ماذا تقصدين.

* أعنى أن هناك حاجزا رهيبا قد فصل بيننا.

* وهل لى أن أعرفه؟

* أبوك.. لقد خطبنى بالأمس.. وقدم لى شبكة بخمسين ألف جنيه وسيارة، وشقة باسمى!! وغدا عقد القران!

* وأمى.. ما ذنبها؟

فجأة.. صرخت منار بهيستيرية وقالت:

* الآن.. تسأل عن مصير أمك.. دون أن تهتم بمصيرى.. ومصيرك!

* نعم.. لأنها أمى.

* وأنا.. ماذا أكون؟

* مهما كنت بالنسبة لى.. فأنت فى النهاية (ضرة أمى)!!