مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 14 أبريل 2023
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*فليتنافس المتنافسون على إشعال الحرائق
*إصرار كلٍ من روسيا وأوكرانيا على قتل المئات كل يوم.. يرسخ العداوة أكثر وأكثر
*التجنيد الإجباري.. يرفضه شباب البلدين
*شبه جزيرة القرم.. تظل عقبة دائمة في سبيل السلام
*الصاروخ الكوري الشمالي الجديد.. يدفع اليابان إلى الدخول إلى حلبة الصراع
*حينما تهبط نسبة النمو إلى "صفر" فكيف يعيش الناس..؟
*أعيادنا تتوالى.. ومشاعر الوئام والتلاحم تزداد توثقا
*مركز البحوث الاجتماعية.. مازال مصرا على الاختباء رغم قسوة الجرائم وغرابتها!
 على عكس التوقعات العسكرية والسياسية على مستوى العالم تستمر الحرب الروسية-الأوكرانية حدة وعنفا ودون وجود مؤشرات حقيقية بحسم المعارك لصالح أيٍ من الطرفين..!
الأكثر والأكثر أنه مع كل يوم تتوارى احتمالات السلام لاسيما مع إلحاح رئيس أوكرانيا على ضرورة ضم بلاده لحلف الناتو وإلا فسوف يزداد الروس-حسب قوله- صلافة وغرورا ودكتاتورية!
ولعل التصريحات التي يدلي به كل آونة وأخرى تضفي نوعا من التأكيد على تعامل روسيا مع الموقف.. وآخر هذه التصريحات أن روسيا فاجأت العالم بإطلاق 100 صاروخ ورحلة فضائية بنجاح خلال 4 سنوات وهذا ما لم تستطع أي دولة في العالم تحقيقه.
***  
على الجانب المقابل فقد أصدرت كلٌ من روسيا وأوكرانيا قانونين في توقيت واحد باستدعاء الشباب للتجنيد الإجباري وعدم قبول أية اعتذارات في هذا الصدد.
طبعا.. توغر الصدور أكثر وأكثر .. أما ما يثير الاستغراب أن أوكرانيا تضع حاليا جيشها وحكومتها وقيادتها السياسية على قدم المساواة مع روسيا بل أحيانا يتوعد الرئيس الأوكراني.. روسيا بإنزال الهزيمة بها تحت وطأة أي ظرف من الظروف.
أيضا تتمسك أوكرانيا بعودة شبه جزيرة القرم التي سبق أن احتلتها روسيا إلى السيادة الأوكرانية.
وطبعا هذا يعد ضربا من ضروب الخيال لأن روسيا أصبحت تتعامل مع هذا الموضوع باعتباره واقعا لا يمكن تغييره.
*** 
ثم..ثم.. وسط هذه الأجواء الساخنة جدا والتي تبدو فيها ألسنة الحرائق قريبة من شعوب العديد من دول العالم لاسيما في شرق ووسط أوروبا تأتي كوريا الشمالية وتطلق صاروخا بالستيا برؤوس نووية مما يثير غضب جارتها كوريا الجنوبية بل وقلقها على شعبها وعلى صناعاتها..وعلى زراعتها.
وقبلها.. الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر كوريا الجنوبية حليفا أساسيا لها وتدخل في إطار الأمن القومي للبلاد وبالتالي فإن الاعتداء عليها يمثل عدوانا على الأمريكان وهنا يكون "الكلام" هل ستتدخل واشنطن بالفعل أم ستكتفي ببيانات الشجب والتنديد والتهديد أم أن الحكاية كلها خيالXخيال؟!
بعدها.. تدخل الصين هي الأخرى دائرة التنافس القاتل وتزيد من استفزازها أو حصارها لتايوان التي تملأ هي الأخرى الدنيا صياحا بأنها أصبحت داخل فم "التنين الصيني" والذي يسهل عليه ابتلاعها في دقائق معدودات.
*** 
في نفس الوقت توجد أطراف على ظهر الكرة الأرضية تؤثر الابتعاد في تلك الآونة بالذات  ولا تحاول التدخل في شئون الآخرين إلا فيما ندر لكن تلك الأطراف ماذا عساها فاعلة.. إذا وجدت أن اقتصادها مكبل وسياساتها تتأرجح يمينا وشمالا..؟
أنا أقصد ولا شك ذلك التقرير الذي أصدرته الحكومة البريطانية مؤخرا وقالت فيه إن نسبة النمو الاقتصادي هبطت  طوال الأشهر الثلاثة  الأخيرة  إلى صفر في المائة.
طبعا.. الصفر يثير الرعب والفزع بل وبحكم أننا أمام بريطانيين لم يخلعوا حتى الآن أردية الغرور ومازالوا يعتقدون أن بلادهم التي كان يطلق عليها حتى فترة قصيرة مضت الإمبراطورية العظمى قد تجمد اقتصادها منذ أن غزا فيروس  كورونا  البلاد وتبعه الحرب الروسية-الأوكرانية التي يمكن القول إنها ساعدت في القضاء على الفيروس الذي وقف  الناس جميعا يهاجمون الفيروس اللعين ويستدعون بقايا تلك الحملات في محاولة  للبحث عن مجالات جديدة يدفعون خلالها الاقتصاد لكي يعود للانتعاش من جديد ويتحرك للأمام ولو خطوة واحدة لكن حتى الآن لا توجد أدنى مؤشرات إيجابية. 
***
الآن تعالوا نمعن التأمل في مصرنا العزيزة ونتوقف برهة أمام هذا المناخ الرائق والذي سنشهد من خلاله بعد أيام .. عيد الميلاد وعيد الفطر المبارك.. حيث نحتفل جميعا.. نجتمع هنا عند أصدقاء مسيحيين ثم نلتقي بعد فترة وجيزة بأبناء حي الحسين أو باب الخلق أو تحت الربع وبعدهم كذلك أبناء حي السيدة زينب.. كلها مظاهر حب ومودة وتعاطف لا فرقة أو نزاع –لا قدر الله- أو جرائم قتل "عيني عينك".
وبذلك حاولوا أن تتعرفوا على الفارق بين الماضي والحاضر والذي تمثل في القضاء على الإرهاب والإرهابيين وخطف النساء والأطفال في الشوارع..
والجميع يحملون بين جنباتهم نفوسا مخلصة وشديدة الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبملائكته وكتبه ورسله وكأنهم يرددون في أعماقهم صباحا ومساء قول الله سبحانه وتعالى:" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" صدق الله العظيم.
أيضا.. ما يدعونا للفخار والاعتزاز بمصريتنا أن موائد الإفطار المشتركة والسحور أيضا تمتد حتى آخر يوم في شهر رمضان إنها الغيرية الاجتماعية بكل معانيها والتلاحم والتعاطف اللذان ترتبط خيوطهما بكل رجل وسيدة وطفل على أرض الوطن.
***
أخيرا كلمة عتاب للمرة العاشرة أو ربما العشرين أوجهها إلى المركز القومي للبحوث الاجتماعية الذي كنا نتمنى أن يؤدي واجبه عسى أن تتراجع تلك الجرائم الغريبة التي أصبحت بمثابة قطعة قماش سوداء تمس صورة هذا البلد الذي يشهد بين يوم وآخر إقدام رجل يذبح زوجته وامرأة تشعل النار في أطفالها إرضاء لحبيب القلب.. وطفل يشارك حبيبته في قتل أمها بدم بارد.. ومنعها حتى من ترديد الشهادة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
أيها السيدات اللاتي تسيطرن على شئون المجلس القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.. بالله عليكن.. أين أنتن.. أين أنتن؟!
*** 
           مواجهات
*والله أدعو لك مخلصا من أعماقي بأن يتقبل الله صيامك.. وصلاتك.. وقيامك وزكاتك.
إنه نعم المولى ونعم النصير..
*** 
*رغم أني لم ألق صديقي أو من كان صديقي طوال شهر رمضان إلا أني أتفهم سر بعاده الذي هو نابع من صميم فؤاده.
عموما.. فليذهب إلى حال سبيله عسى أن يكرمه الله.
*** 
*وتلقيت دعوات كثيرة على الإفطار ومثلها على السحور..
أصارحكم القول إني لم أقبل سوى دعوة من استشعرت منذ سنوات طويلة بصدق مشاعره.. وقدرته الفائقة على التعامل مع الأشياء من خلال عينيه الاثنتين وليس عينا واحدة.
*** 
*تحية خالصة للقائمين على منظومة القائمين على الصحة النفسية وعلاج الإدمان.. واضح أنها ناجحة.. لأسباب عديدة سأشرحها لك مستقبلا.
*** 
*أعجبتني هذه الكلمات:
كل شيء يمكن شراؤه إلا النية الطيبة فهي نابعة من بئر سحرية داخل القلوب الطاهرة.
*** 
*وهذه أيضا:
مارس الرحمة قدر المستطاع فكلما تلطفت مع خلق الله زاد الله لطفه لك.
*** 
*أريدك أن تجيبني عن هذا السؤال بصراحة وصدق:
ماذا تنتوي أن تفعل ثاني أيام عيد الفطر؟
*** 
*لا تترك مريضا يتألم.. بل حاول دائما التركيز على ملامح وجهه.. وعند اللزوم خذه بين أحضانك مهما كان عمره أو جنسه.
*** 
*والآن نأتي إلى حسن الختام:
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعر الأموي عمر بن أبي ربيعة:
كَتَبتُ إِلَيكِ مِن بِلَدي
كِتابَ مُوَلَّهٍ كَمِدِ
كَئيبٍ واكِفِ العَينَي
نِ بِالحَسَراتِ مُنفَرِدِ
يُؤَرِّقُهُ لَهيبُ الشَو
قِ بَينَ السَحرِ وَالكَبِدِ
فَيُمسِكُ قَلبُهُ بَيَدٍ
وَيَمسَحُ عَينَهُ بِيَدِ
*** 
و..و..وشكرا