لا يسعى كثير من أبنائنا وإخواننا عندما يسافرون إلى بلد معين إلى تسجيل أسمائهم لدى مكاتب القنصليات المصرية أو حتى السفارات اعتقادا منهم أن هذا التسجيل عديم الجدوى..!
لكن ما أن تقع أزمة سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو أمنية لا يجد الجميع أمامهم من يمكن أن يحملوا همهم وهم أسرهم.. سوى القنصليات والسفارات.
ولعل ما يجري في السودان حاليا أبلغ شاهد وخير دليل فقد تحركت سفارتنا في الخرطوم فور اندلاع الاشتباكات بين السودانيين وبعضهم البعض وأخذت تعد الترتيبات لإجلائهم ومن ثم ترحيلهم إلى مصر بصرف النظر عمن سبق تسجيل أسمائهم أو لم يسجلوا وبالفعل تم إنشاء شبه جسر جوي حيث بلغ عدد المرحلين حتى أمس ٤٣٦مواطنا والبقية تأتي.
المهم.. سوف يصل رعايانا بسلامة الله إلى البلاد شأنهم شأن نظرائهم من أبناء أمريكا وبريطانيا وفرنسا ليتفرغ السودانيون بعد ذلك لقتال بعضهم البعض.
من هنا يثور السؤال:
هل أدرك هؤلاء المتصارعون حجم الخطر الذي يحيط بهم..؟!
هل استرجعوا في أذهانهم أحوال العراقيين والسودانيين واليمنيين والليبيين والصوماليين والتونسيين الذين مازالوا ينزفون دماءهم يوما بعد يوم على مدى العشر سنوات الماضية..؟!
والله.. والله.. لو كانت هناك ذرة من العقل لعادوا إلى صوابهم وأيقنوا أن الوطن الذي يضيع ليس من السهولة بمكان استرداده بنفس حالته..!