مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 12 مايو 2023
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*سؤال لا يردده سوى الساذجين.. وقاصري الفكر
*وما لنا نحن ومال القرم.. والقرميين؟
*دافعوا عن هوياتهم الدينية حتى آخر مدى
*رفضوا الإلحاد والشيوعية منذ انضمامهم للاتحاد السوفيتي.. وحتى خروجهم منه
*مصر وجهود كبيرة.. لإيجاد حل إفريقي للسودان
*الآن.. هلّ علينا الربيع ومنظمة الصحة تخرج علينا بـ"جدري القرود"
حينما أعلنت روسيا الاتحادية أنها اقتحمت أراضي جمهورية أوكرانيا وفي طريقها لإسقاط النظام تهيأ العالم كله لاستقبال أنباء  تدور كلها في ذات الإطار.
لكن ها هي الحرب قد مر على نشوبها عامان وأكثر ومازالت روسيا عاجزة عن حسم المعركة التي سبق أن هللت لها.. ويقول خبراء الحروب إنها لن تقدر ولو على مدى عام كامل قادم على حسم هذه الحرب.
من هنا.. فإن السؤال الذي يتردد أحيانا هنا وأحيانا أخرى في العديد من الدول العربية:
ومالنا نحن ومال القرم والقرميين؟
سؤال بصراحة لا يردده سوى "السذج" وأنصاف المتعلمين ومن عاشوا سني حياتهم أو معظمها مشغولين في أمور لا تمت لقضايا الإنسان بصلة.
واسمحوا لي أن أجيب أنا نفسي عن السؤال وأقول إننا مرتبطون بروابط عديدة مع جمهورية القرم تتعلق بتصدير السلع لها والقمح والبطاطس والطماطم.
ليس هذا فحسب بل إن ثمة روابط روحية تربط بيننا وبين جزيرة القرم أن القرميين يكرهون الإلحاد ويشجعون الديانات السماوية وعلى رأسها الإسلام والمسيحية وبالتالي يتفرغ الأوكرانيون لتشجيع هاتين الديانتين وشن الحرب ضد من يرفضون وجود الله في حد ذاته.
 أقول ذلك بكل أسى وكل أسف حيث لم تكن الظروف تسمح بذلك من قبل.
وما يحسب للأوكرانيين بالنسبة لمصر أنهم يعشقون هواءها ومياهها ورجالها ونساءها وبالتالي لا يتوانون أبدا عن الدفاع عنها في شتى الظروف والأحوال.
وكل ذلك يدعونا إلى أن نقف وقفة تأمل ثم نخطو خطوة للأمام لكي نعلن بصراحة أن المرحلة القادمة سوف تشهد علاقات أبلغ توثقا بيننا وبين الأوكرانيين الذين قدروا جميل مصر والدفاع عنهم وعن حقهم في أن يعيشوا حياة آمنة مستقرة ليس من حق أي أحد التدخل فيها من اليمين أو الشمال.
*** 
وما دمنا نتحدث عن الحرب ومن ثم عن السلام المرتقب.. أو غير المرتقب فلابد أن نبحث في أغوار السودانيين الذين انقلبوا على بعض فجأة وكأن الأرض ليس أرضهم ولا النيل نيلهم.
على الفور تحركت مصر بحكم ثقل وزنها وبحكم أنها الشقيقة الكبرى وبحكم أنها مسئولة عن حماية الأمن القومي لجميع دول القارة السوداء.
ورويدا.. رويدا.. بدأ المتصارعون يستجيبون ووافقوا على اتفاقيات لوقف القتال ولأن مصر تملك من سعة الأفق ومن التجارب الواقعية وغير الواقعية..فقد أبلغت فريقي الصراع أنها تبذل أقصى الجهد لحماية هذا الأفق حيث لن تسمح أبدا بإعادة تمزيق إفريقيا من جديد.
في نفس الوقت فقد أبلغت كل أبناء القارة بأن أي حل ستقدمه مصر سوف يكون في الأساس حلا إفريقيا من نبت القارة ذاتها وليس قادما من خارجها.
طبعا لم يكن هناك أدنى اعتراض من قبل أي طرف وذهبوا كل إلى طريقه يدرس ويحلل ويبحث ويريد تقديم تصوره لمصر أملا في أن ترضى به حيث إن رضاءها وموافقتها هما أساس التقدم والأمن والاستقرار في أماكن شتى من العالم.
*** 
عموما.. ها هي حرارة الجو تشتد وبالرغم من أننا مازلنا في أوائل فصل الربيع إلا أن مناخ العالم حريص على ألا يتغير بل إنه يعاند لكي يفرض سطوته وسيطرته على بني الإنسان في كل زمان ومكان.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن فصل الربيع يعود وقد جاء ومعه فيروس من نوع جديد أسمته منظمة الصحة العالمية بـ"جدري القرود" وبدأت تصدر التنبيهات والتحذيرات من أجل محاصرة هذا الفيروس ومنعه من التغلغل والانتشار فلم يعد لدينا القدرة على تحمل نفس التجارب السابقة وعلى رأسها فيروس كورونا الذي تلاعب بنا على مدى عامين تلاعبا مستفزا وكريها.
*** 
   مواجهات
*ما من سبيل أمام الإنسان الصادق مع نفسه ومع الآخرين إلا أن يصفح ويتنازل ويبتسم.
إنها إرادة الله الذي سوف يعطيك حقك من لدنه وهو من لا يدانيه شيء في الوجود.
*** 
*بدأت أستشعر أن كل كلمة يتفوه بها تحمل كافة دلائل الكذب واللف والدوران ومع ذلك سوف أتركه حتى يوقع نفسه بنفسه في المياه الآسنة.
*** 
*ها هي إجازة الصيف في الطريق والتي يستقبلها الطلبة والطالبات بتوتر وقلق وحيرة وأنا أقول لهم ولهن:
نظفوا قلوبكم من غياماتها تجدون المستقبل ازدهر وحده.
*** 
*فعلا.. القلب الوحيد الذي به فروع في الدنيا والآخرة هو بيت الصدقة تودع فيه بدنياك وتسحب منه في آخرتك أنصحك بتنشيط حسابك. 
*** 
*وأعجبتني هذه الأبيات الشعرية:
وإذا تركت أخاك تأكله الذئاب 
فاعلم بأنك يا أخاه ستستطاب
ويجيء دورك بعده في لحظة
إن لم يجئك الذئب تنهشك الكلاب
إن تأكل النيران غرفة منزل
فالغرفة الأخرى سيدركها الخراب
*** 
*العطاء هدية لا ترد
وطبعا فرق كبير بين 
الهدية و"السلفة"
*** 
*أخيرا اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم أمير الشعراء أحمد شوقي:
أيا وَطَني لَقَيتُكَ بَعدَ يَأس 
كَأَنّي قَد لَقيتُ بِكَ الشَبابا 
وَكُلُّ مُسافِرٍ سَيَئوبُ يَوما 
إِذا رُزِقَ السَلامَةَ وَالإِيابا 
وَلَو أَنّي دُعيتُ لَكُنتَ ديني 
عَلَيه أُقابِلُ الحَتمَ المُجابا 
أُديرُ إِلَيكَ قَبلَ البَيتِ وَجهي 
إِذا فُهتُ الشَهادَةَ وَالمَتابا 
*** 
و..و..وشكرا