*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*المصريون في شبه إجماع: نحن مزارعون.. وفلاحون.. ونفتخر
*الرئيس عبد الفتاح السيسي مس شغاف قلوب الناس وهو يقول:
حققنا أحلام من سبقونا.. بالإرادة والإصرار وخبرات المتخصصين
*مرة قال لي أحمد الليثي وزير الزراعة إنني أعد العدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح .. ولم يكد يمر شهران.. إلا وكان قد خرج من الوزارة
*رئيس أوكرانيا يرفع سلاح الغضب ضد فرنسا وبريطانيا وألمانيا
*الإخوة السودانيون.. الحقوا أنفسكم قبل فوات الأوان
كل شعب في الدنيا يتمنى أن يحقق لأبنائه الاكتفاء الذاتي في المأكل والمشرب والكساء والسلاح لكن السؤال:
كم من الشعوب أدركت ما تتمناه وتبذل المستحيل من أجل تحقيقه.
ونحن هنا في مصر طالما بذلنا الجهد تلو الجهد لتحقيق الاكتفاء في سلعة أساسية ومهمة وضرورية وهي القمح نظرا لأننا نستورد كميات كبيرة منها فنحن نريد القضاء على "الخطوط الخطرة " التي تجعلنا في بعض الأحيان بين قاب قوسين أو أدنى.
***
وإنصافا للحقيقة فإن معظم الحكومات التي تعاقبت على سدة الحكم لم تبخل في إبداء الرغبة للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي للقمح لكن المشكلة أن ثمة عقبات عديدة كانت تعترضها إما لأسباب سياسية أو أخرى اقتصادية بحتة أو نفسية ومعنوية وفي النهاية تتبدد الأحلام وتضيع الجهود في الهواء.
وإنصافا للحق والحقيقة فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد توليه زمام قيادة هذا البلد بشهور اتجه بجل تفكيره ومن خلال اجتماعات متتالية وزيارات مهمة لمواقع الإنتاج والحقول الخضراء لكي يزيد الرقعة الزراعية في شتى أرجاء الوطن من أول توشكى حتى شرق العوينات مرورا بشبه جزيرة سيناء وكل شبر في أرض النماء والازدهار بدلتا مصر وفي سبيل ذلك لم يبخل بالإنفاق على مشروعات الغد.. ونحن كما نعرف أن فدان الأرض من القمح أو الذرة أو الشعير أو..أو يتكلف نفقات باهظة لكنها سرعان ما تأتي بالثمار الموعودة.
ورغم ذلك فقد جاءت مرحلة زمنية على مصر رفعت فيها يد الحماية عن الزراعة بل وبدت كأنها تعادي هذا البنيان الذي سبق أن أعزته وأعزها وتلك الكنوز التي كانت قد اشتهرت بها على مدى التاريخ والمتمثلة في إنتاج زراعي يشار إليه بالبنان.
لقد أعطى الرئيس تعليماته وتوجيهات بضرورة أن يعود للزراعة في مصر مجدها وعزها واسمها الذي كان يدوي في الأفاق وقد ارتبط بمستقبل الإنسان وحاضره في آ ن واحد.
وأخذت هيئات وأجهزة وزارات عديدة تعمل في كد ونشاط وكلها رغبة صادقة في تنفيذ تعليمات الرئيس.
وها نحن قد شهدنا الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الاثنين الماضي وهو يتفقد في سعادة أرض شرق العوينات الواقعة في جنوب غرب مصر وقد أنتجت المحاصيل التي ينتظرها الرئيس بفارغ الصبر ومعه كل أبناء الوطن.
وقف الرئيس ولسان حاله يقول ليس هناك شيء يستحيل طالما أن النوايا صادقة والإرادة صلبة والعزيمة لا تهن ولا تضعف.
بالفعل عانقت سنبلات القمح البسمات التي بدت واضحة على وجه الرئيس وعلى إحساسه العميق وإيمانه الأعمق بأن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا.. وحقا نحن أحسنا العمل فجاءتنا الثروات متتالية ومتعاقبة.
من هنا فقد مس الرئيس عبد الفتاح السيسي شغاف قلوب المصريين جميعا وهو يقول لهم:
حققنا أحلام من سبقونا في المشروعات بخبرات المتخصصين ونجحنا والحمد لله.
بالفعل تولدت محاولات خبراء ووزراء ويجمع أصحابها على أن الأمل الموعود صار قريبا وربما أوشك على أن نقطفه بأصابعنا أو بأيادينا.
***
واسمحوا لي أن أسرد حكاية واقعية كنت شاهدا على أجزاء عديدة من فصولها.. الحكاية باختصار:
إنني ذهبت مرة إلى المهندس أحمد الليثي الذي تم تعيينه وزيرا للزراعة ومنذ اللحظة التي خطت عندها قدماه مكتب الوزير والرجل يشرح في إسهاب كيف أنه سيحقق الحلم الصعب.. ثم.. ثم.. لم يكد يمر سوى شهرين فقط ليخرج أحمد الليثي بعدها من الوزارة ويجيء وزير جديد يردد نفس العبارات وينتهي به المقام إلى نفس النتيجة أيضا..
***
اليوم.. الموقف مختلف فصاحب المشروع يتابع بثقة كل الدقائق والتفصيلات ويشجع القطاع الخاص لاستثمار أمواله في الزراعة بالضبط مثل القطاع العام تقريبا ومعه الحكومة.
وهكذا ساد المصريين جميعا مشاعر تنم عن الثقة في النفس والأمانة والغيرية الاجتماعية لاسيما عندما تحدث الرئيس عن الصناعة التي تمارس نشاطها بجوار الزراعة ولعل هذا ما كنا نصبو إليه ونبذل الجهد تلو الجهد لتحقيقه حتى كان لنا ما أردنا بفضل الله وتوفيقه.
***
والآن وبمناسبة القمح والفلاحين.. دعونا نقف قليلا عند البلد الذي كان منارة الدنيا في زراعة وتصدير الحبوب وأعني به أوكرانيا..!
لعلكم تتعجبون معي كيف أن الأزمة الأوكرانية لم تعد تتحرك عكس ما كان متوقعا بالنسبة للعالم بأسره.
على الجانب المقابل فإن الرئيس الأوكراني اشتد عوده في الآونة الأخيرة وأصبح يهاجم بعنف الرؤساء الغربيين وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس وزراء بريطانيا ريش سوناك ويهددهم الرئيس الأوكراني بتقديمهم جميعا للمحكمة الجنائية الدولية بعد انتهاء الحرب.
بكل المقاييس لهجة الرئيس زيلنسكي تغيرت فقد كان في البداية يظهر وكأنه متهور أو خائف أو مرتعب أما الآن فأصبح يتكلم من مركز قوة ومسلح بأسلحة جديدة.
***
وفي النهاية نصل إلى كلمة محبة وود مع الإخوة السودانيين الذين لا نرجو أبدا أن تتحول "الخناقة" الناشبة بينهم إلى معارك طاحنة يموت فيها من يموت ويصاب من يصاب.
أرجوكم اقرأوا التاريخ الحديث مرة واحدة فقط عسى أن تغيروا توجهاتكم وتحاولوا إنقاذ بلدكم الجميل من مصير مظلم كئيب .
يا سادة لقد اتفقنا على ألا نقترب من مشاكلكم لكن والأمور تزداد تعقيدا يصبح من الضروري وقفة عند كلمة سواء.
***
و..و..وشكرا