مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 26 مايو 2023
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*لاجئون أم مشردون أم فارون أم "عبيد".. كلهم واحد..؟!
*لا تصدقوا أن من يقدمون المساعدات "الواهية" تهمهم بحق مصالح هؤلاء البؤساء!
*بعد اشتعال القتال في أي مكان.. يسود الصمت.. لماذا؟
*بمرور الزمن.. ستعود البشرية إلى عصور الرقيق.. ليبقى الأغنياء كما هم في القمة
*هكذا أثبتت التجارب.. من يغادرون ديارهم لن يعودوا إليها.. إلا من رحم ربي!
*برافو.. مصر تطلق المبادرة وعلى الآخرين المشاركة الفعالة
*أخيرا.. إعادة الحياة إلى فندق انتركوننتال.. وماذا عن الآخرين؟!
*معقول.. يظل فندق شبرد مغلقا وفندق "ميريديان" القاهرة ينعي حظه العسر.. وما من مغيث!
*إثيوبيا عادت لطريق الضلال بعد قمة جدة مباشرة مثل إسرائيل.. "عادي"!
*اتهام بدون مبررات.. مصر لم تحاول أبدا احتكار نهر النيل!
*الإخوة السودانيون.. "انتبهوا".. أديس أبابا سوف تستغل خلافاتكم لتحقيق مكاسب أكثر!
 بين كل يوم وآخر يصدر بيان أو أكثر عن عدد اللاجئين في أماكن شتى من العالم 
ويبدو لأن الموضوع أصبح شبه عادي فلم يعد أحد يهتم فالنائمون في العراء لا يستحقون أن يشغل الأثرياء أو شبه الأثرياء أو من يزالون يملكون الغطاء والطعام بالهم بهم سواء من قريب أو من بعيد.
ومع ذلك فأنا شخصيا قد توقفت أمام خبر يقول إن الناس الذين وقعوا ضحايا العبودية الحديثة بلغوا حتى الآن نحو 50 مليونا بزيادة قدرها عشرة ملايين عن العام الماضي.
وأنا أحسب أن هؤلاء الرقيق يدخل ضمنهم اللاجئون والمشردون والفارون من ديارهم كرها وجبرا يعيشون حياة الظلم واليأس والألم دون أدنى مؤشرات تفيد بأن موعد عودتهم إلى بلادهم قد اقترب وكيف يقترب والنزاعات المسلحة تشتد عنفا يوما بعد يوم وعمليات الاغتيال والاغتيال المضاد لا تكاد تتوقف في أي مكان بالعالم .
*** 
على الجانب المقابل فإني في هذا المجال لا أبرئ أولئك الذين يدعون إلى تقديم المساعدات الإنسانية والطبية لهؤلاء اللاجئين  بل بالعكس إنهم يستخدمونهم لتحقيق مآرب ذاتية..!
مثلا.. هذا النزوح الجماعي وذلك الهروب الذي يتم ليلا ونهارا تحت مرأى وسمع الكبير والصغير.. ألم يكن من الممكن وقفهما من جانب تلك القوى الكبيرة التي أرى أنها تتاجر بمشكلة اللاجئين ذرا للرماد في العيون وبحثا عن مصالحها في نفس الوقت لأن الأمر إذا كان مختلفا لأصبحت الوسائل والغايات تطل نحو اتجاهات غير الاتجاهات.
أيضا.. عندما تؤدي النزاعات المسلحة إلى تدفق المضارين نحو حدود بلادهم فالحديث عنهم سرعان ما يتوقف بعد فترة وجيزة وكأن الواقع القائم يفرض نفسه. 
*** 
بصراحة أكثر وأكثر فإن تفاقم مشاكل اللاجئين والمشردين والهاربين سوف يدخل البشرية تلقائيا في عصور تشبه عصور الرقيق التي كانت تسود العالم أيام الجاهلية.. في الجزيرة العربية  والسطوة  الدينية في شمال وغرب أوروبا وفي قلب الولايات المتحدة الأمريكية.. وعندئذ يحل العار وتتحكم قسوة التمييز الجسدي والعقلي والمعنوي في حياة البشر.. وكأنها ردة لم يعمل أحد حسابها.. أو هناك من يعمل حسابها لكنه لم يستطع حصار آثارها المدمرة..
*** 
عموما.. وفي جميع الأحوال فقد ثبت بكل الأدلة والتجارب الواقعية أن من يترك دياره سواء مضطرا أو مجبرا أو راضيا مرضيا فلن يعود إليها إلا فيما ندر وهذا ما نشهده بعيوننا على مدى العقود والعقود.. وحتى من يفكر مرة بعد أن تدفعه مشاعر حنينة العيش مع الأحباب أو الأولاد أو البنات أو الجيران أو الأصهار ففي النهاية يظل التفكير مجرد نظريات على الورق..!
*** 
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن مصر العزيزة تعد من أوائل الدول التي تعمل على إعادة المهجرين أو الفارين.. أو..أو إلى ديارهم بعد أن يوفروا لأنفسهم مفاتيح هذه العودة..
ولعل أبلغ مثل هذه الدعوة التي تبنتها القاهرة مؤخرا لإيجاد كيانات متعددة تضم كفاءات علمية ودارسي اقتصاد وخبراء تجاريين وأصحاب ماجستير أو دكتوراه.. كل ذلك من أجل إيجاد الحلول والأفكار والاقتراحات لتخفيف القيود عن الاقتصادات الناشئة وإذا ما تحقق المراد يصبح من اليسير بث الحياة في الاقتصادات الناشئة أو العمل على تنشيطها بأساليب أو بأخرى..
*** 
ثم..ثم.. اسمحوا لي أن أحيي صاحب قرار تجديد وتحديث واحد من أهم الفنادق التاريخية في مصر والذي ظل مغلقا على مدى أكثر من ثلاثين عاما من الزمان وقد اشترطت الشركة المالكة للفندق وهي شركة قطاع عام أن من يقع عليه الاختيار للتنفيذ لابد أن يعيده إلى ما كان عليه وقت إنشائه عام 1870.
هذا.. بكل المقاييس شيء جميل.. جميل.. لأن مثل تلك الفنادق تعد ثروة هائلة لمصر وكلها للأسف ظلت مهملة على مدى سنوات وسنوات.
على الجانب المقابل فإن إحياء فندق الانتركوننتال يدفعنا للمطالبة بالمثل بالنسبة لفنادق أخرى ربما تكون أكثر شهرة وأبلغ حسنا وجمالا مثل فندق ميريديان القاهرة القديم الذي يحتل موقعا متميزا على نيل القاهرة.. 
نفس الحال بالنسبة لفندق شيراتون الغردقة الذي أغلق أبوابه أمام السياح الأجانب والمواطنين المصريين منذ أكثر من ثلاثين عاما أيضا..!
*** 
ولعل ما يكفينا أننا دائما نرفع رايات الحق والعدل والخير والجمال سواء في داخل البلاد أو خارجها مما يجبر المتجاوزين والمضللين والكذابين على التراجع أو الانزواء.
مثلا.. لقد عادت إثيوبيا لطريق الضلال بعد قمة جدة مباشرة في محاولة منها لغرس إسفين بين العرب والأفارقة وهي حينما تتهم مصر باحتكار نهر النيل فإن أبلغ رد عليها هو النهر نفسه الذي شهد على مر الزمان كيف أن مصر تستثمره من أجل تحقيق النماء والازدهار للجيران والأصدقاء.. 
وبديهي أن يكون موقف إثيوبيا مثل موقف إسرائيل اللتين أزعجتهما قرارات القمة العربية وإعلان جدة الذي أكد فيه العرب على أنه لا متاجرة بماء النيل وعلى ضرورة تنفيذ حل الدولتين أي فلسطين وإسرائيل وإلا تعود الأوضاع إلى تدهورها كلما مر وقت طال أو قصر.
*** 
على الجانب المقابل فإننا ننصح الإخوة السودانيين بأن يتوقفوا عن النزاعات والصراعات فيما بينهم تفويتا لفرصة إثيوبيا في ضرب مصالحهم واغتيال أمانيهم أولا بأول.
***
        مواجهات
*سر على طريق الخير وسوف تجد عشرات من السبل مفتوحة أمامك فادلف إليها وتوكل على الله.
*** 
*حقا.. وصدقا.. الدعاء يغير الواقع القائم بالفعل.. فالله سبحانه وتعالى يعرف مواصفات وطبائع وميزات خلقه أجمعين.  
*** 

*** 
*أرجوكم.. أرجوكم خللي بالكم من "الطيارين" أقصد من عمال الديلفري الذين يوصلون السندوتشات أو الأدوية أو مواد البقالة للمنازل.. ثم يقيمون علاقات غير سوية مع ربات البيوت حدث ذلك على الطبيعة مع زوجة الممثل اليساري إياه وأيضا مع الصيدلانية زوجة الصيدلي الذي أغلقت عليه غرفة في منزله.. وتولى أبوها وإخوتها وأصدقاؤهم ضربه ضربا مبرحا مما اضطره إلى القفز من الشرفة ليسقط ميتا. 
مرة أخرى خللي بالكم..! 
*** 
*أعجبتني هذه الكلمات:
ذنوب البشر بينهم وبين ربهم قد يغفرها لهم في سجدة أو دعوة فأعتق لسانك عنهم ليعتقك الله من الابتلاء.
*** 
*الصدق.. صفة جميلة.. أم سلوك قويم؟
ولأني لم أصل للإجابة بعد فيمكنني أن أقول إن الصادق لا يحتاج إلى تفسير.. أو تأويل.
*** 
*حذارِ.. وألف حذارِ أن يشكوك أحد إلى الله سبحانه وتعالى إذ سيحاسبك"عن كسرة نفس" إنسان مثلك قد تكون تمثلت في عين أبكيتها أو قلب أوجعته أو روحا كنت سببا في فقدها الأمان والطمأنينة ..!
*** 
*الشاعر مبروك بركة شاعر من طراز فريد شرفني بزيارة في منزلي واستمعت منه إلى أحلى الكلمات التي صاغها في قصائد يندر أن تتكرر.. أستاذ مبروك شكرا لك.. وتأكد أن قصيدتك التي تعنيها سوف تعلق في القلب وبين ثنايا العقل قبل الحائط.
*** 
*الآن نأتي إلى حسن الختام.. اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم نزار قباني:
سَأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ
".. حينَ تنتهي كلُّ لُغَاتِ العشق القديمَه 
فلا يبقى للعُشَّاقِ شيءٌ يقولونَهُ.. أو يفعلونَهْ.. عندئذ ستبدأ مُهِمَّتي في تغيير حجارة هذا العالمْ وفي تغيير هَنْدَسَتِهْ شجرةً بعد شَجَرَة وكوكباً بعد كوكبْ وقصيدةً بعد قصيدَة
 سأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ".. وتضيقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري ويصبحُ الهواءُ الذي تتنفَّسينه يمرُّ برئتيَّ أنا
 وتصبحُ اليدُ التي تضعينَها على مقعد السيّارة هي يدي أنا
***
و..و..وشكرا..