هل لا اعتقد أن الأمريكان سوف يسمحون بظهور صدام حسين مرة أخرى أمام العالم لتستأنف محاكمته على التهم السبع الموجهة إليه..!

بتاريخ: 03 يوليه 2004
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

هل لا اعتقد أن الأمريكان سوف يسمحون بظهور صدام حسين مرة أخرى أمام العالم لتستأنف محاكمته على التهم السبع الموجهة إليه..!

لقد انتهز صدام وجوده أمام شبكات التليفزيون وممثلى الصحف، ووكالات الأنباء «وشتم» كلا من الرئيس الأlريكى جورج بوش.. والكويتيين.. وطبعا هذا ما لم تكن تتوقعه قوات الاحتلال ولا تتمناه.. نفس الحال بالنسبة لإياد علاوى رئيس «وزراء العراق المؤقت» الذى لابد وأن فرائصه ترتعد الآن بل وربما يطيحون به من موقعه.. لأنه لم يستطع السيطرة على مجريات الأور داخل المحكمة رغم تعهداته المتكررة بتحقيق الانضباط..!!

* * *

واضح أن صورة صدام الآن خلاف ما كانت عليه عندما تم الإمساك به داخل «حفرة» يوم 13 ديسمبر من العام الماضى.. فيومها كان زائغ البصر.. يعانى من قسوة ومرارة الهزيمة أبلغ معاناة.. عكس يوم الخميس الماضى حيث بدا متماسكا مصرًا على أنه لم يقم بغزو الكويت بحجة أنها محافظة من محافظات العراق.. وأيضا لم ينهزم فى حرب تحريرها.. الأغرب.. والأغراب ترديده بأنه مازال رئيس جمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة به رغم أنه ترك البلد.. سداحًا.. مداحًا.. تدوسها أقدام الغزاة بلا أى مقاومة..!!


 

طبعا.. لو كان القاضى المختار من جانب قوات الاحتلال يتمتع بذرة ركاء واحدة لرد عليه عندما سأله عن أسباب محاكمته.. بأن تهمته الأساسية التى ينبغى أن يندى لها جبينه وجبين أعوانه.. هى التفريط فى حق الوطن.. وشرف ابنائه.. مما أدى إلى سقوطه فى براثن «العدو» خلال غمضة عين..!!

* * *

لكن.. القاضى -للأسف- يعتريه هو الآخر الخوف والفزع، شأنه شأن عيد حمود سكرتير صدام الذى لم يكن يفارقه لحظة.. وكان هذا القاضى يخشى أن تمتد إليه أيادى الاغتيال.. أو أن شعورا بالرفض الذاتى يسيطر عليه.. باعتباره ابن شقيق أحمد الجلبى.. ولولا ذلك ما جاءوا به إلى «المحكمة التاريخية» التى ستظل -ولا شك- مثارًا للأخذ والرد على مدى سنوات طويلة قادمة..!!

* * *

على أى حال.. إن صدام حسين نموذج من الحكام الذين تفننوا فى تمزيق أغلى واسمى علاقة مع أبناء شعوبهم.

لذا.. فإن العراقيين أحق من غيرهم فى محاكمته بشرط ألا يكون من بين «الجلادين» إياد علاوى الذى سبق أن اتهم صدام حسين بمحاولة اغتياله.. ولا واحد «جلبى».. وإلا فلن يمر وقت طويل حتى يدخل «العلاويون» و«الجلبيون» نفس المحكمة.. خصوصًا وأن رأس الذئب الممثلة فى أحمد الجلبى «الكبير».. قد طارت منذ فترة قصيرة..!