بالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية قد جيشت جيوشها للقضاء على صدام حسين.. فإن تصرفاتها بعد انهيار حكمه قد جاءت فى مجملها لصالحه.. ولصالح حزب البعث الذى ارتكب من الأخطاء، والحماقات.. ما جعل العراقيين يكرهون فكره وممارساته كراهية التحريم..!

بتاريخ: 10 أغسطس 2004
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

هناك إجماع عربى، ودولى على أن صدام حسين كام مثلا مستفزا للدكتاتور الذى استخدم أردأ الأساليب، وأحط الأدوات.. لترسيخ قواعد نظامه الذى بدا من الصعب اقتلاع جذوره اللهم إلا إذا ارتجت الأرض رجا..!

من هنا عندما فكرت الولايات المتحدة فى شن الحرب ضد العراق.. استعانت -للأسف- بعناصر مقيتة، وبغيضة، ومشبوهة ينظر إليهم الغالبية العظمى من العراقيين على أنهم فاقدو الأهلية.. لديهم الاستعداد لكى يتجردوا من ملابسهم جهارًا نهارًا دون وازع من ضمير أو من أخلاق..!

* * *

أول تلك العناصر.. «أحمد الجلبى» الذى هرب من الأردن تطارده أحكامه بالسجن بعد إدانته باختلاس ملايين الدولارات ليعيش فى أمريكا بين أحضان أجهزة استخباراتها ينفذ ما يأمرونه به.. ولم يكن يملك سوى السمع.. والطاعة.. والتسبيح ليل نهار بحمد أولياء نعمته..!!

* * *

عاد أحمد الجلبى إلى بغداد مع الغزاة ليكون ما أسماه بحزب المؤتمر الوطنى.. ليعمل «جاسوسًا» ينقل الأسرار لأسياده ومركزًا جل همه على الانتقام من صدام حسين وأعوانه..!

وبالفعل حقق له الأمريكان ما أراد حينما سمحوا له دون غيره بلقاء صدام فى السجن بعد أيام من اعتقاله.. ليوجه له أقذع الألفاظ، وأفظع الشتائم مبديًا شماتة ما بعدها شماتة فى سقوطه!!

* * *

ثم سرعان ما تبدلت الأحوال.. ومن كان بالأمس «السيد المدلل».. أصبح بين عشية وضحاها عبدًا حقيرًا ذليلاً ولم لا.. وقد أدى المهمة الموكولة إليه خير ما يكون الأداء.. حتى أضحى كالورقة التى احترقت.. وأصبحت رمادًا تدوسه الأقدام..؟؟!!

وكأن نفس «السيناريو» يتكرر وإن اختلفت الأحداث وتغيرت الشخصيات!!

* * *

أدرك «الجلبى» أن مصيرًا أسود فى انتظاره.. ففر إلى ريران التى سبق أن اتهموه بتسريب معلومات لها أضرت بمصالح أمريكا.. حتى أصدرت الحكومة العراقية «المؤقتة».. أو بالأحرى «المسيرة» قرارا بإلقاء القبض عليه بتهمة الاختلاس وتزوير العملة..!!

* * *

.. وتشاء الظروف.. أن يكون ثانى العناصر «المشبوهة».. ابن شقيق الجلبى.. وهو «سالم الجلبى».. الذى نصبوه قاضيا لمدة ساعات معدودة ليحاكم صدام حسين وبعدها أقل عائدًا إلى بريطانيا التى يعيش ويعمل بها وكانوا قد استوردوه لأداء دور فى تمثيلية غير محبوكة الفصول ومجهولة «الخاتمة»!!

.. وها هو الجلبى «الثانى».. توجه له نفس الحكومة إياها اتهامًا بقتل مدير عام وزارة المالية مما يتطلب ضبطه، وإحضاره، ومثوله أمام القضاء..!!

* * *

بالله عليكم.. ماذا يريد صدام حسين من الأريكان أكثر من ذلك.. لكى يثبت لأعدائه قبل مؤيديه أن هذه القوة الخارقة التى أطاحت به ودمرت بلاده وشتتت شعبه قد افتقرت إلى أبسط مبادىء التخطيط السليم.. وأفسحت المجال «للعشوائية» لكى تسيطر وتتحكم..؟؟

* * *

بصراحة.. إن القرار الذى أصدرته حكومة «علاوى» بشأن الجلبى «وابن أخيه» يثير الضحك، والأسى، فى آن واحد.. لكن يكفى أن يعرف العالم.. كيف أصبحت شئون الحكام والشعوب تدار من جانب «القطب الأوحد« الذى يفعل الشىء ونقيضه غير مبال بالنتائج، ولا حتى بردود الأفعال..!