مكانة الأمم وحضارتها وتاريخ الشعوب التليدة كلهاعناصر لا تكون وليدة الصدفة بل لابد أن تتمتع بمقومات وإمكانات وميزات تؤهلها لكي تحتل المكانة اللائقة بها على خريطة العالم.
من هنا.. لقد ميز الله سبحانه وتعالى مصر على الآخرين عندما وصفها في قرآنه الكريم صراحة خمس مرات مثل:
"ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"
"وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ "
وقال أيضا:" وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا"
صدق الله العظيم
كل ذلك بخلاف 30 مرة أخرى أشاد فيها بمصر دون أن يذكر الاسم صراحة مثل" قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ"
يعني مصر ..
وأيضا قال "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَة" (مصر)
كذلك كما يقول د.علي جمعة مفتي مصر الأسبق "وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ"
(مصر)..
من هنا يمكن القول إن مصر قد وهبها الله سبحانه وتعالى ما لم يمتلكه غيرها.
وفي تاريخنا الحديث حقق الله سبحانه وتعالى النصر لمصر بعد سنوات من الانكسار والهزيمة ليرفع جنودها البواسل الأعلام فوق الأرض المحتلة في معركة عسكرية مني خلالها الأعداء بخسائر فادحة مما جعلهم يعترفون في حسرة وألم بأنهم لم يتوقعوا أبدا أن تعود أرض سيناء إلى الأم الحانية والصابرة.
***
ثم.. ثم.. شاء القدر أن يأتي احتفال مصر والمصريين بالعيد الخمسين لهذا النصر المبين.. مع دخول الوطن مرحلة جديدة من أهم وأجل المعارك.. إنها مرحلة" الجمهورية الجديدة" التي تحمس لإقامتها القائد الشجاع عبد الفتاح السيسي الذي وضع عنقه فوق كتفه معتمدا على الحق سبحانه وتعالى وبعده هذا الشعب العظيم ليطيحا معا بعصابة الغدر والخيانة التي كانت قد وضعت خريطة طريق لبيع الأمن والسلام والاستقرار.. بأبخس الأسعار.
***
في نفس التوقيت يجيء "الرئيس القدوة" ليتقدم بأوراق ترشيحه لفترة رئاسية جديدة وهو الذي سبق أن نال ثقة وتقدير وتشجيع الملايين والذين أعلنوا من الآن مبايعتهم لمن خبروه وخبرهم واتفقوا سويا على أن يكونوا صفا واحدا وكيانا مشتركا وحائط سد منيعا أمام كل من يريدون التلاعب بمصلحتي ومصلحتك ومستقبل أبنائنا وأحفادنا.. وكأنهم من بلد غير البلد.. ومن عالم غير عالمنا.. وبالتالي أصبح مجرد التفكير في اللحاق بكتائب البناء والتعمير بمثابة جريمة لا يمكن السكوت عنها..
لذا.. فإني أتصور أننا في المرحلة القادمة لن يشغلنا سوى أن نرسم معا صور الحلم الجديد ونرسخ بإرادة واحدة دعائم النهضة الكبرى التي تنتظرها الجماهير بفارغ الصبر..
وبديهي هذا يستدعي من كل واحد فينا أن يخلص في عمله وأن يرتدي أحلى وأجمل ثياب الانتماء وأن نضع جميعا في اعتبارنا شعارا نرفض من خلاله أي محاولات للفرقة أو مؤامرات للتفكك والانقسام وأن نعمل بشتى السبل والوسائل على أن يظل جيشنا قويا قادرا على حماية الحلم أو بالأحرى الأحلام.
***
وبالمناسبة.. لقد رأينا .. أنا والزميل والأخ والابن عبد الرازق توفيق رئيس التحرير ضرورة توفير المعلومة الصحيحة وإضاءة مشاعل الأمل وغرس بذور الثقة في القلوب.. كل القلوب..
على الجانب المقابل.. أنا شخصيا أرجو أن يوفقني الله وأنا أضطلع بمسئولية كتابة العمود اليومي "خيوط الميزان" في صحيفتنا الجمهورية المتألقة.. داعيا سبحانه وتعالى أن تلقى كلماتي إعجابك وتجاوبك وإن كنت لست غريبا على العمود اليومي ولا هو غريب عني منذ أخذت أنشر عمود" خطوط فاصلة" في نفس هذا المكان طيلة عشرين عاما توقفت بعدها لمدة قصيرة بسبب ظروف اضطرارية .
اليوم.. أطل عليك عزيزي القارئ بعمود "خيوط الميزان" وأنا على يقين بأنني وأنت سوف نسير كما كنا طوال عشرين عاما مضت على طريق المودة والحب والمشاعر الرائقة..
***
و..و..شكرا