واضح أن إسرائيل سوف تحتاح إلى مدة زمنية طويلة قبل استيعايها الضربات التي نالتها أمس وأول أمس..بدت بعدها كأنها نصف دولة أو ربع دولة..!
أولا: يبدو أن جيش الدفاع الذي كانوا يتباهون ويتفاخرون به يبقى معظم ضباطه وجنوده في وضع استرخاء والدليل انتفاضهم من الفراش ومن غرف النوم وهم خائفون مذعورون.. لا يعرفون ماذا في وسعهم أن يفعلوا حتى إنهم لم يستطيعوا ستر أنفسهم بملاءات الأسرّة.. أو بأي ملابس تجعلهم قادرين على الحديث مع قادتهم.. أو حتى زملائهم..!
بالضبط مثلما حدث يوم السادس من أكتوبر عام 1973 عندما دكت الطائرات المصرية مواقعهم ثم اجتاحت القوات البرية خط بارليف وتدمير معسكراتهم التي أقاموها على الضفة الشرقية للقناة وهم الذين سبق أن رددوا كذبا وبهتانا بأنه السور العظيم الذي لا تفلح قنبلة ذرية في تدميره.
***
ليس هذا فحسب بل كعادتهم دائما حيث بادروا بالاتصال بأسيادهم يولولون ويصرخون ويستغيثون طالبين "إمدادات عسكرية وطبية ومؤن" حيث إن كل مخزونهم من الطعام والشراب والعتاد قد التهمته صواريخ الفلسطينيين.
***
على الجانب المقابل فإن الأمريكان يقعون في نفس الخطأ حيث يبادرون على الفور بعمل جسور جوية لنقل احتياجات إسرائيل دون أن يدركوا أنهم بذلك يزيدون الموقف اشتعالا.. وذلك خلاف موقف مصر التي تنصح وتحذر وتدرس وتقارن وترجع لأصحاب الرؤى..
وبالمناسبة كم أتمنى أن يرجع بنيامين نتنياهو الذي هو "أس" كل المصائب إلى المقال الذي نشره أمس الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي في جريدة هآرتس وقال فيه إنه منذ عام 1948 وإسرائيل تعاقب غزة حتى خرجت الآن بصور لم تتوقعها بسبب غطرستها وتطرفها حيث توهمت أنه مسموح لها بأن تفعل أي شيء من اقتتال وسلب ونهب وتوفر الحماية لمستوطني المذابح وتسمح لكل من هب ودب بزيارة "قبر يوسف" ومذابح يشوع وكلها في الأرض الفلسطينية..
طبعا.. نتنياهو هذا لا يقرأ ولا يسمع فكل ما يمتلكه البندقية والقنبلة ومدافع الهاون..
***
على أي حال لقد ظل الرئيس عبد الفتاح السيسي على مدى الليل والنهار وأمس وأول أمس وقبل ذلك يتابع دون كلل أو ملل سعيا وراء سلام دائم وعادل وبات وقاطع..
ولعلها مناسبة لكي نطرح سؤالا بديهيا وتلقائيا:
هل أي مرشح أو من كان يفكر في ترشيح نفسه.. هل بمقدوره أن يفعل مثلما يفعل الرئيس السيسي الذي لديه من المقومات بالنسبة للقضية الفلسطينية على سبيل المثال ما يجعل مصر دائما وأبدا قادرة على إغاثة الملهوف .. ومساندة الضعفاء ورافعة رايات الحق والعدل..؟!
والجواب لكم..
***
و..و..شكرا