لم يشأ الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يغادر مقر كلية الشرطة بعد أن شهد احتفالها بتخريج دفعة جديدة إلا بعد أن يتحدث إلى هؤلاء الخريجين .. ينصح ويوجه ويشجع.
من هنا أحسب أن مذيع الحفل وهو بالمناسة صوت يتميز بإلقاء الشعر والحفاظ على سلامة اللغة العربية .. أقول أحسب أن مقدم الحفل لم يكن يتوقع أن يناديه الرئيس باسمه مطالبا بإلقاء كلمة رغم قصرها إلا أنها حملت الكثير من المعاني وأيضا سطورا محددة وواضحة لكي تظل راسخة في نفوس الضباط الجدد منذ أن يشغلوا مواقعهم وهم في بداية الطريق وحتى نهاية خدمتهم إن شاء الله.
***
بكل المقاييس كانت لفتة طيبة من القائد الذي يحرص دوما وفي جميع المناسبات على تكريم أرواح الشهداء مع أبنائهم وبناتهم.. ويمكن القول إن شهداء مصر قد رفعتهم الدولة إلى عنان السماء ووفرت كل المقومات لذويهم من تعليم وصحة ورعاية اجتماعية وثقافية..و..و..
وإنصافا للحق ربما لم يحظ الشهداء من قبل بهذا القدر من الاحترام والتبجيل والعرفان بالجميل.. إلى أن جاء من يعرف قدر كل من خاض أشرف المعارك وواجه بشجاعة وبسالة "قوى الشر" في أي زمان ومكان..
أيضا طالب الرئيس الخريجين الجدد بأن يحافظوا على القانون وأن يرسخوا مبادئه مع كل بني الوطن بصرف النظر عن هوياتهم وشخصياتهم وأوضاعهم المادية والمعنوية وبالتالي سوف يدخل في إطار الجمهورية الجديدة الشرطة المصرية التي تحمي القيم والمعايير والعادات والتقاليد دون تجاوز.. أو عدوان على حرية الفرد وكرامته.
***
قال خطيب الجمعة الماضية إن الشهيد عندما انتقل إلى ربه وجد نعيما مقيما حيث الأنهار والعيون والقصور وما لذ من الطعام والشراب وبالتالي يتمنى لو كان قد جاء إلى جنة الخلد هذه قبل موتته الأخيرة بسنوات وسنوات.
***
على الجانب المقابل فإن أهل الشهيد يوقنون بأنه انتقل إلى عالم غير عالمنا فتهدأ خواطرهم والدليل أن الشهداء وآباءهم وأمهاتهم وزوجاتهم قد زينوا ملابسهم بصور الأعزاء وهم في سعادة واطمئنان.
***
في النهاية تبقى كلمة:
هذه هي مصر "الجديدة" مصر التي يعاد بناؤها من جديد على أسس من العزة والشرف والقناعة والشجاعة والتعاون بين أجهزة الأمن الممثلة في كلٍ من القوات المسلحة ووزارة الداخلية وهذا ما عبر عنه الوزير محمود توفيق وزير الداخلية عندما أشاد بالأداء المشترك بين جناحي الأمن مما هيأ للوطن والمواطنين حياة آمنة مستقرة باسمة.
وكل عام وأنتم بخير..
***
و..و..شكرا